استيقظ البرازيليون، وذلك قبيل دورة ألعاب «ريو» التي ستنطلق خلال أيام معدودة، على لافتات ممزقة للحدث الرياضي وأخرى ملطخة بالدهان لمحو ما كتب عليها من شعارات ترحيب بالزوار.
«يبدو أن البرازيل غير مهيأة لاستقبال الحدث»، هذا ما يردده بعض المواطنين في ريو والمدن الأخرى، وذلك بسبب التطورات المتسارعة التي ضربت البلاد قبيل انطلاق الألعاب هناك.
عملية توقيف 12 برازيليا أبدوا تعاطفهم مع «داعش» ألقى بظلاله على المشهد ودفع كثيرا من مواطني البرازيل لسؤال أنفسهم: «لماذا على البرازيل أن تتحمل تكلفة عمل إرهابي الآن؟». أيضا عبر كثير منهم عن استيائهم لإنفاق البلاد ملايين الدولارات على الحدث الرياضي، بينما اجتماعيا هناك كثير من المشاريع الشعبية التي تحتاج هذا الدعم المالي.
لا شك أن البرازيل تعاني من أزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، فالأزمة السياسية بدأت مع عزل الرئيسة السابقة وتعيين نائبها اللبناني الأصل ميشال تامر، ثم انتهت بالأزمة الاقتصادية التي تعاني فيها البلاد من تباطؤ الاقتصاد وانخفاض الصادرات. وحسب محللين سياسيين، فإن البرازيل التي استقبلت كأس العالم 2014 تختلف تماما عن البرازيل اليوم التي تستقبل دورة الألعاب الأولمبية. الأجهزة الأمنية من ناحيتها، قالت إن الجيش وأجهزة معاونة ستقوم على تأمين الحدث، إلا أن منتقدي الوضع هناك يرون أن البلاد تبدو كما لو كانت على شفا حرب، فالتجهيزات ستشمل تأمين البلاد بنحو 41000 جندي للجيش، و47000 جندي للشرطة، و20000 منهم موزعون على المدن الأخرى، فمدينة «ريو» ستشمل 68000 جندي. أما على صعيد الإمكانات العسكرية، فسوف يتم الاستعانة بنحو 12 قطعة بحرية، و1600 سيارة عسكرية، و70 سيارة مصفحة، و28 طائرة هليكوبتر، ونحو 50 لنشًا بحريا، و174 دراجة نارية، مما دفع المنتقدين للسؤال: هل كل ذلك سيمنع فرضية وجود «الذئاب المنفردة»؟!
الحالة المزاجية التي انتابت البرازيليين أثرت على نحو 63 في المائة منهم لرفض استضافة الدورة، وفقا لاستطلاع للرأي، وكشفت أن الأوضاع الاجتماعية إضافة إلى تفشي مرض «زيكا» وعدم اكتمال الإنشاءات اللازمة لاستضافة الألعاب، وضعت البلاد تحت ضغط غير مبرر في ظروف استثنائية تمر بها البلاد، وذلك بعد كشف رودريغو توستيس، مدير العمليات الإنشائية في ريو، عن عدم اكتمال نحو 15 منشأة رياضية قبيل أيام من بدء الحدث العالمي.
موريثيو سانتورو، الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية، قال إن «المزاج العام للبرازيليين اختلف كثيرا عن السنوات السابقة، وذلك للأزمات التي يمرون بها، ناهيك بالأوضاع الأمنية المتردية في البلاد، فمعدلات الجريمة مرتفعة، وهناك حالة من السخط، مما يفقد البلاد حالة الترحيب بالزوار، ويعكس مدى عدم الرضا في الأوساط الاجتماعية الفقيرة في البلاد».
تحديات اجتماعية ضخمة تواجه البرازيل قبل «الألعاب الأولمبية»
لافتات الترحيب بالزوار تم تمزيقها.. و63 % من البرازيليين غير راضين عن الحدث الرياضي

برازيليون محتجون في شوارع ريو وطلاءات لطخت الحوائط قبيل انطلاق الحدث الرياضي (رويترز)
تحديات اجتماعية ضخمة تواجه البرازيل قبل «الألعاب الأولمبية»

برازيليون محتجون في شوارع ريو وطلاءات لطخت الحوائط قبيل انطلاق الحدث الرياضي (رويترز)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة