رغم استمرار تواصل حشودها العسكرية، وبعد أن فشلت في تحقيق أي انتصار يذكر لها في جبهات محافظة لحج الاستراتيجية (كرش والمضاربة وباب المندب)، عاودت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح فتح جبهاتها في مناطق بيحان شبوة، المؤدية إلى منابع الذهب الأسود بالمحافظة، وذلك بعد هدوء نسبي حذر لأسابيع.
بيد أن المحاولات التي تبوء دائمًا بالفشل أمام صمود قوات الشرعية، دفعت بالانقلابيين إلى ارتكاب جرائم أكثر حدة، تمثلت وفق مصادر في المقاومة بإعدامات جماعية للأسرى. وكشف العقيد صالح الكليبي نائب قائد اللواء 19 مشاة، عن وجود قبور جماعية في بيحان، عقب عمليات إعدام جماعية ارتكبتها الميليشيات، بالتزامن مع اختفاء كثير من الأسرى، وقال: «نبدي تخوفًا من أن تلك الميليشيات تقوم بتصفيات بحقهم»، داعيًا منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية لرصد مثل هذه الانتهاكات التي ترقى إلى كونها جرائم حرب، ويضيف: «بدورنا سنزود تلك المنظمات بكل ما لدينا من أدلة ووثائق».
وجددت الميليشيات عملياتها العسكرية في مديرية عسيلان بمنطقة بيحان التابعة لمحافظة شبوة (شرق اليمن)، وشنت قصفًا عشوائيًا عنيفًا على المدن السكنية، لتغطية الفشل في إحراز أي تقدم لها ناحية وادي جنة وبلحارث، منابع النفط في محافظة في شبوة، وهو ما تصدت له وأفشلته قوات الجيش والمقاومة في بيحان.
وعن استمرار الميليشيات في خرق الهدنة، أشار الكليبي في بيحان إلى أن الحوثيين ليس لهم عهد ولا ذمة، فمنذ بدء الهدنة لم يلتزموا بها بتاتًا، وهذا ما حدث في بقية المحافظات، التي ما زال الجيش فيها في صراع مع هذه الميليشيات الخارجة عن القانون. وأضاف أن الاختراقات تأتي بالتزامن مع التزام الشرعية وقواتها، حفاظًا على نجاح المشاورات، وأضاف: «لم نخرق يومًا ولو بطلقة رصاص واحدة، إلا ما كان منا الدفاع عن النفس وردع محاولات التقدم من قبلهم».
وقال أركان حرب اللواء 19 مشاة لـ«الشرق الأوسط» إن مواجهات الحوثيين دائمًا ما تتسم بالحرب اللا أخلاقية، مستدلاً بقتلهم النساء والأطفال حديثًا في مديرية عسيلان، فضلاً عن ضربهم بيوت المواطنين المسالمين بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة، «دون مراعاة منهم لحرمة تلك الدماء الزكية.. ولا ننسى أيضًا هدمهم المنازل وضرب المساجد، وكل ذلك موثق لدينا ضمن ملف جرائم تلك الميليشيات في مديريات بيحان».
وفي تعليق له حول استمرار الميليشيات في خرق الهدنة وحشد تعزيزاتها ناحية مديريات بيحان بمحافظة شبوة، أشار السياسي والباحث الأكاديمي الدكتور حسين لقور بن عيدان، إلى أن الهدنة جاءت فرصة ثمينة للحوثيين لكي يعيدوا تنظيم صفوفهم ميدانيًا، الأمر الذي أدى إلى توقف الضغط العسكري عليهم ودون أن يقدموا ثمنًا سياسيًا لهذه الهدنة، مما جعلهم يتمادون في خرقهم هذه الهدنة.
وأضاف الباحث اليمني: «في المقابل، أظهرت الشرعية أداء ضعيفًا ميدانيًا وسياسيًا، وهو ما انعكس على المشاورات التي تحولت إلى حملة علاقات عامة لصالح والحوثيين».
على صعيد آخر، لا تزال الجبهات في حدود محافظة لحج مشتعلة، والمعارك مستمرة، حيث تتصدى قوات الجيش والمقاومة لهجمات الميليشيات التي تحاول أحيانًا التقدم، غير أن التصدي لها يكون شرسًا ويكبدها خسائر فادحة.
ففي جبهات كرش المتماسكة، تفشل الميليشيات في اختراق أي من مواقعها، فتلجأ لقصف القرى الآهلة بالسكان، مما يتسبب بسقوط جرحى مدنيين، آخرهم امرأة مسنة أول من أمس.
وفي المضاربة ورأس العارة الحدودية مع الوزاعية، تصدت المقاومة من أبناء الصبيحة لأي محاولات تقدم من الميليشيات، وتدور معارك بين الفينة والأخرى، غير أن الجبهة مؤمنة، رغم النقص في العتاد والسلاح.
أما في جبهة باب المندب، فكل الجبهات مؤمنة ومحمية وفقًا لقيادات المقاومة، غير بعض المناوشات التي تحدث في جبهة كبهوب، سيما بعد أن تم استعادة المنطقة من قبل قوات الشرعية.
مدير عام الإعلام والعلاقات العامة بلحج أديب السيد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن أهمية تلك الجبهات تكمن في أنها أقرب الجبهات إلى العاصمة المؤقتة عدن، ولهذا، تحاول الميليشيات إحداث أي اختراق للتسويق له إعلاميًا، ودعم موقفها الذي بات ضعيفًا في مشاورات الكويت، كما أنها الأقرب إلى معسكر العند، وهو أكبر معسكر في البلاد، لكن تماسك الجبهات يشكل حائط صد منيعًا أمام عدوانية الميليشيات.
وأوضح السيد أن الميليشيات تستغل الهدنة وعدم حضور الطيران باستمرار مثلما كان سابقًا، لتعزيز جبهاتها ومحاولة التوسع إلى مرتفعات جبلية في مدير القبيطة وجبال حيفان، ونقل آليات ومنصات صواريخ كاتيوشا وغيرها، رغم المعارك المستمرة كما يقول، إلا أن استماتة الميليشيات للتقدم في بعض المواقع، تأتي في محاولة لتجاوز حدود تعز التي توجد فيها، والدخول في حدود لحج، ورغم بعد المسافة بين أي أهداف هامة وبين وجود الميليشيات، فإن موقف الميليشيات يظهر أنها عاجزة عن تحقيق أي تقدم.
وبالانتقال إلى إب، تواصل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية لليوم الثالث على التوالي ممارسة جرائمها الانتقامية بحق أهالي الشعاور والأهمول، المنطقتين التابعتين لحزم العدين في المحافظة.
وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن «الميليشيا الانقلابية فجرت اليوم 3 منازل في قرية المدرج بعزلة الأهمول، بينها منزل قائد مقاومة الأهمول الشيخ حزام الهاملي، بعد يومين من تفجيرها منزلين في قرية بني محمد بعزلة الشعاور، بينهما منزل قائد مقاومة الشعاور الشيخ فيصل الشعوري، ونهبت محتويات المنازل قبل تفجيرها».
وأكدت المصادر أن الميليشيا الانقلابية تقوم بالاعتداء على المواطنين وتقتحم المنازل وتقوم بتفتيشها بطريقة همجية، كما تقوم باختطاف المواطنين، وتطلق النار على المنازل بهدف ترويع الأطفال والنساء.
8:18 دقيقة
بشاعة الجرائم الحوثية.. بوادر تصفية جماعية لأسرى قوات الشرعية في بيحان
https://aawsat.com/home/article/699026/%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%AA%D8%B5%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D9%89-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D9%86
بشاعة الجرائم الحوثية.. بوادر تصفية جماعية لأسرى قوات الشرعية في بيحان
الميليشيات فشلت في التقدم بجبهات كرش وباب المندب > 3 أيام متواصلة من الهجوم على إب
- عدن: بسام القاضي
- عدن: بسام القاضي
بشاعة الجرائم الحوثية.. بوادر تصفية جماعية لأسرى قوات الشرعية في بيحان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة