سلام لـ«الشرق الأوسط»: ندين تدخلات إيران وتحفظنا على وصف «حزب الله» بالإرهابي

أكد أن لبنان ليس محايدًا في كل ما يتعلق بالأمن القومي

سلام لـ«الشرق الأوسط»: ندين تدخلات إيران وتحفظنا على وصف «حزب الله» بالإرهابي
TT

سلام لـ«الشرق الأوسط»: ندين تدخلات إيران وتحفظنا على وصف «حزب الله» بالإرهابي

سلام لـ«الشرق الأوسط»: ندين تدخلات إيران وتحفظنا على وصف «حزب الله» بالإرهابي

أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني، تمام سلام، أن لبنان «كان ولا يزال جزءًا لا يتجزأ من أمته العربية، التي وقفت دائما إلى جانبه وحضنته وساندته على مرّ السنين»، لافتا إلى أن أي «تشكيك في انتماء لبنان العربي وتضامنه مع أشقائه إنما هو تحريف للحقيقة وتشويه لتاريخ طويل من العلاقات الراسخة بين لبنان وبين إخوانه، وتحديدا دول مجلس التعاون الخليجي».
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، غداة مشاركته في القمة العربية السابعة والعشرين التي انعقدت في نواكشوط، نفى سلام ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن تحفظ لبنان على إدانة إيران في مقررات القمة العربية، وقال: «هذا الكلام لا أساس له من الصحة على الإطلاق. وقد وافق لبنان على القرار الذي صدر تحت عنوان (التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية) بكامله، لكنه تحفظ فقط على تعبير (حزب الله الإرهابي) الذي ورد مرتين في القرار».
وأضاف أن «لبنان حرص، بعد تسجيله هذا التحفظ، على تأكيد موافقته على جميع مندرجات القرار، خصوصا البند الذي يدين الاعتداءات على بعثات المملكة العربية السعودية في إيران، كما يدين أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وقال سلام: «لقد شاركنا بقلب مفتوح في قمة نواكشوط، وسعدنا بمقابلة إخواننا العرب الذين طالما عاملوا لبنان، في المحطات الصعبة التي مرّ بها، بالكثير من التفهم لواقعه، وبالكثير من الحرص على تماسكه ووحدته وأمنه واستقراره». وتابع: «لقد أكدنا في كلمتنا أمام القادة العرب وبالفم الملآن حرصنا على المصلحة العليا للأمة العربية، وقلنا إن ما يصيب العرب إنما يصيب لبنان وأهله، وإن بلدنا ينتظر منهم أن يكونوا سندًا للدولة اللبنانية ولمؤسساتها الدستورية التي لا تعيش اليوم أفضل أحوالها في ظل غياب رئيس للجمهورية وتعثّر عمل الحكومة والمجلس النيابي، كما أنه يأمل منهم دعمًا للمؤسسات الأمنية الشرعية التي تخوض مواجهة ضارية مع الإرهاب».
وكانت «الشرق الأوسط» تلقت بيانا توضيحيا من المكتب الإعلامي للرئيس سلام، جاء فيه أن لبنان لم يتحفظ على إدانة إيران في البيان الختامي الصادر عن القمة العربية في نواكشوط، بل اقتصر تحفظه على «وصف (حزب الله) بالإرهابي وذلك انسجاما مع موقفه في القمم السابقة». وأشارت الحكومة اللبنانية إلى أنّه «وفيما يتعلق بالموقف العربي من أي تدخل في الشؤون العربية ‏سواء جاء من إيران أو من غيرها، فإن كلمة دولة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في قمة نواكشوط كانت شديدة الوضوح، وقد جاء فيها ما حرفيته، نحن لسنا محايدين في كل ما يمس الأمن القومي لأشقائنا، خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي، ‏ونرفض أي تدخل في شؤون البلدان العربية، ومحاولة فرض وقائع سياسية فيها تحتاج أي عنوان كان».
وقال وزير الإعلام رمزي جريج لـ«الشرق الأوسط»، إنه «حتى ولو كانت الأكثرية المشاركة في الحكومة غير موافقة على تدخل (حزب الله) في سوريا، إلا أنها لا يمكن أن تسير بوصفه إرهابيا من منطلق أنّه شريك بمجلس الوزراء ويمثل شريحة واسعة من اللبنانيين»، لافتا إلى أنها في المقابل «لا يمكن أن تكون في مواجهة التضامن والإجماع العربي، وهو ما عبّر عنه رئيسها تمام سلام الذي دان التدخل الأجنبي والإيراني في شؤون الدول العربية وبالتحديد دول مجلس التعاون». وأضاف: «ليس هناك قرار وزاري بالسير في التضامن العربي بوجه إيران، ولم تعقد أي جلسة للبت بالموضوع، لكن الرئيس سلام يرأس هذه الحكومة وينطق باسمها، وكل ما أدلى به يطابق ما هو وارد في بيانها الوزاري».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.