قبرص تقترح وساطة لتفاهمات بين لبنان وإسرائيل حول موضوع الغاز

مصدر: البلوكات لبنانية بالكامل ولا إمكانية لعقد اتفاقات مع إسرائيل بخصوصها

قبرص تقترح وساطة لتفاهمات بين لبنان وإسرائيل حول موضوع الغاز
TT

قبرص تقترح وساطة لتفاهمات بين لبنان وإسرائيل حول موضوع الغاز

قبرص تقترح وساطة لتفاهمات بين لبنان وإسرائيل حول موضوع الغاز

كشف لقاء مفاجئ بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس القبرصي الذي وصل على عجل إلى تل أبيب، أن قبرص تقترح التقدم بوساطة لتفاهمات بين لبنان وإسرائيل حول موضوع الغاز. وأن إسرائيل عرضت وساطتها لتفاهمات تركية قبرصية في الصراع بينهما.
وقد جاءت هذه العروض بعدما كانت قبرص قد أعربت عن قلقها من اتفاق المصالحة الإسرائيلي التركي، وأعلنت تراجعها عن اتفاقها مع إسرائيل حول مشروع الغاز في المياه الإقليمية، معلنة أن تركيا ما بعد الانقلاب باتت خطرة على جيرانها أيضا وقد تلحق أضرارا بمشروع الغاز.
مصادر مقربة من نتنياهو قالت إن الإسرائيليين طمأنوا الرئيس القبرصي بأن العلاقات مع تركيا لن تأتي على حسابهم أو على حساب حلفائهم اليونانيين، وإنهم ماضون في إنشاء خط للغاز بين المياه الإقليمية الإسرائيلية والتركية، مرورا بالمياه الإقليمية القبرصية. وأكد نتنياهو أن القانون الدولي لا يتيح الاعتراض لأي طرف على استخدام المياه الاقتصادية.
ولضمان تنفيذ الاتفاق متوقع عقد اجتماع بين ممثلين من إسرائيل وقبرص واليونان في غضون شهرين لاستكمال بلورة مشروع الغاز وحسب وزارة الطاقة الإسرائيلية، التقديرات لدى إسرائيل هي ثلاثة آلاف وأربعمائة وخمسون ملیارَ متر مکعب من الغاز الطبيعي تقدر قيمتها بسبعمائة ملیار دولار.
الإسرائيليون يعتبرون اتفاقهم مع تركيا فرصة لتحقيق سلام إقليمي مبني على المصالح الاقتصادية والاستراتيجية. ومع أنهم لم يعلقوا على فكرة التفاهم مع لبنان، إلا أن التقديرات هنا بأن الأمر بعيد عن الواقع.
وفي لبنان، يُنتظر أن يدعو رئيس الحكومة تمام سلام قريبا لاجتماع للجنة النفط والغاز الوزارية على أن تليه مباشرة دعوة لجلسة حكومية يتم خلالها إقرار المراسيم التطبيقية بعد الاتفاق الذي تم بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، وأعلن عنه الأخير من دون إعطاء أي تفاصيل حول فحواه.
إلا أن ما يؤخر الدعوة للاجتماعين المذكورين، بحسب رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب محمد قباني، الاتفاق على مضمون هذه المراسيم، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك أمورا أساسية يجب التفاهم عليها قبل البت بالموضوع على طاولة مجلس الوزراء، وهو ما يشدد عليه رئيس الحكومة تمام سلام. وأوضح قباني أن التفاصيل التي يتوجب بتها لا علاقة لها بشكل البلوكات إنما بـ«التلزيم»، مستبعدا تماما أن تكون هناك خلافات جوهرية تطيح بالملف ككل. وأضاف: «لا يفترض أن تطول المسألة بعد أكثر من أسابيع معدودة».
ونفى قباني علمه بحصول أي اتفاق لبناني - إسرائيلي غير مباشر على تولي إحدى الشركات الروسية استخراج النفط والغاز من المنطقة الاقتصادية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، مشددا على أن البلوكات 8 و9 و10 الواقعة في المنطقة الجنوبية الاقتصادية البحرية للبنان هي بلوكات لبنانية بالكامل، وبالتالي لا إمكانية على الإطلاق لعقد اتفاقات مع إسرائيل بخصوصها.
وتم التداول مؤخرا بمعلومات عن توكيل شركة روسية بالبلوكات اللبنانية الجنوبية المتاخمة لإسرائيل، على أن تستلم شركة أميركية البلوكات الشمالية مع قبرص. إلا أن أي جهة رسمية لم تؤكد أو تنفي هذه التسريبات.
ويبعد الحقل النفطي الإسرائيلي «كاريش» نحو 4 كيلومترات عن الحدود اللبنانية وتحديدًا عن البلوك الرقم 8 العائد إلى لبنان، و6 كيلومترات عن البلوك الرقم 9 والبئر التجريبي الاستكشافي الذي تمّ حفره ويَبعد 15 كيلومترًا، وهو ما يتيح لإسرائيل بحسب مسؤولين لبنانيين الاعتداء على المخزون اللبناني من النفط والغاز.
وقد مسح لبنان في عام 2013 أكثر من 70 في المائة من مياهه (أكثر من 15 ألف متر مكعب) التي تمّ تحليل نحو 10 في المائة منها، وتبين من التقديرات الأولية أن لديه 30 تريليون قدم مكعب من الغاز و660 مليون برميل من النفط السائل. وهذه الثروة يمكن أن تحدث تحوّلاً جذريًا في الواقع الاقتصادي للبلاد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.