تركيا تعتزم إقالة عدد من سفرائها بالخارج

الخطوط الجوية تقيل211 موظفا على خلفية صلاتهم بحركة دينية

تركيا تعتزم إقالة عدد من سفرائها بالخارج
TT

تركيا تعتزم إقالة عدد من سفرائها بالخارج

تركيا تعتزم إقالة عدد من سفرائها بالخارج

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم (الإثنين)، إن تركيا ستقيل عددا من السفراء فيما يتعلق بمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.
ولم يكشف وزير الخارجية التركي، خلال مقابلة مع محطة "خبر ترك" الخاصة، أسماء السفراء الذين من المتوقع إقالتهم.
من جهة أخرى، قالت السلطات التركية، اليوم، إنها أصدرت مذكرات توقيف بحق 42 صحفيا تركيا، في أحدث حلقة من مسلسل التوقيفات التي بدأتها السلطات بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو (تموز).
وبلغ عدد من اعتقلتهم السلطات التركية أو أوقفتهم عن العمل أو أخضعتهم للتحقيق من الجنود والقضاة والشرطة والمعلمين والموظفين المدنيين وآخرين أكثر من 60 ألفا.
ووجهت السلطات إلى الموقوفين تهمة التورط في الانقلاب والانتماء إلى "الكيان الموازي"، وتعني الانتماء إلى جماعة الداعية "فتح الله غولن" المتهمة بالوقوف وراء الانقلاب.
وجاء قرار محكمة الصلح والجزاء المناوبة، بناء على طلب من مكتب الإرهاب والجرائم المنظمة في النيابة العامة بإسطنبول، حيث تمكنت قوات الأمن من توقيف 5 من المشتبهين، فيما تواصل عمليات البحث لتوقيف الآخرين.
وتضم قائمة المطلوبين الكاتبة الصحفية المعروفة "نازلي إليجاك".
وفي تطور لاحق، أقالت الخطوط الجوية التركية 211 موظفاً نظراً لصلاتهم بحركة دينية يتهمها الرئيس رجب طيب إردوغان بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز).
وأوضحت الخطوط التركية في بيان، اليوم، أنها أنهت عقود الموظفين لاعتبارات تتعلق بضروريات العمل وعدم الكفاءة وسوء الأداء، فضلاً عن تقديم الدعم لحركة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.
ميدانياً، ألقت السلطات التركية القبض على ثلاثة من منفذي الهجوم على فندق كان يقيم فيه الرئيس أردوغان يوم وقوع محاولة الانقلاب الفاشلة، في منطقة مرمريس بولاية موجلا غرب البلاد.
وفي موضوع آخر، قتل 3 أفراد من الشرطة التركية في تفجير عبوة ناسفة جنوب البلاد، حيث قالت السلطات إن مسلحين من حزب العمال الكرستادني نفذوه.
ووقع التفجير في منطقة "كيزيلتابه" في محافظة "ماردين" جنوب تركيا، حيث تشهد المنطقة أعمال عنف بين سكان المنطقة ذات الأغلبية الكردية والشرطة التركية.
وأوضح مسؤولون أتراك أن متفجرات مزروعة على طريق سريع في إقليم ماردين فُجّرت بجهاز للتحكم عن بعد أثناء عبور قافلة الشرطة في مركبات مصفحة.
واجتاح العنف جنوب شرقي تركيا ذا الأغلبية الكردية العام الماضي بعد هدنة استمرت عامين بين حزب العمال الكردستاني والحكومة، وانهارت في يوليو الماضي.
وتعيش تركيا في توتر بعد أن حاولت مجموعة من الجيش الانقلاب على الحكومة في 15 يوليو، مما أسفر عن مقتل أكثر من 240 شخصا في أعمال العنف.
وفي العاشر من يوليو الحالي، قتل جندي تركي ورجل أمن، من جراء انفجار سيارة ملغومة استهدفت قاعدة للجيش جنوب شرقي البلاد.
وذكرت مصادر إعلامية تركية أن مسلحين من حزب العمال الكردستاني شنوا هجوما بسيارة ملغومة على قاعدة في منطقة "إرجيش" بإقليم فان.
وقتل مئات المسلحين وأفراد الأمن منذ يوليو عندما انهارت هدنة بين الطرفين، الأمر الذي فجر أسوأ أعمال عنف في عقدين، وبدد الآمال في إبرام اتفاق سلام لإنهاء الصراع الذي قتل خلاله أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 1984.
يذكر ان المحاولة الانقلابية الفاشلة، قوبلت بإدانات دولية واحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».