أبلغت مصادر في العاصمة الليبية طرابلس «الشرق الأوسط» أن فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، اضطر إلى مغادرة مقر إقامته في القاعدة البحرية الرئيسية في المدينة إلى جهة غير معلومة، بعدما نظمت عناصر من جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة مظاهرة أمام مقره الرسمي، رددوا فيها هتافات تطالب برحيله واستقالته.
وهتف المتظاهرون: «يا كذاب ويا منافق، لا شرعية ولا توافق»، و«اطلع من البحرية، (فبراير) ما زالت حية»، فيما قالت مصادر غير رسمية إنهم اقتحموا مقر وزارة الخارجية في طرابلس، احتجاجا على كشف فرنسا عن مصرع ثلاثة جنود فرنسيين في تحطم مروحية تابعة للجيش الليبي في مدينة بنغازي، بشرق البلاد مؤخرا.
والتزم المجلس الرئاسي لحكومة السراج الصمت حول المعلومات التي تتحدث عن انتقاله إلى مكان آخر غير مقر إقامته الرسمي، فيما قال مسؤول في «المؤتمر الوطني العام»، (البرلمان)، السابق والمنتهية ولايته في طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن السراج غادر القاعدة البحرية إلى مكان مجهول، مشيرا إلى أن مظاهرات أخرى ستخرج خلال اليومين المقبلين ضده أيضا.
ودخلت حكومة السراج إلى العاصمة طرابلس نهاية شهر مارس (آذار) الماضي وسط دعم دولي وغربي واضح، لكن مجلس النواب الموجود في طبرق بأقصى الشرق الليبي، الذي يعد أعلى سلطة تشريعية ودستورية في البلاد لم يمنحها الثقة بشكل رسمي حتى الآن.
من جانبه، اتهم خليفة الغويل، رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الموالية لبرلمان طرابلس، حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بمحاولة السيطرة على مفاصل الدولة. وتساءل الغويل في كلمة له: «من أين يأتي حزب العدالة الخبيث بكل هذه الأموال ومن يمول هذا الحزب؟»، مضيفا أن «مخطط الإخوان كان مخططا رهيبا وجهنميا، حيث منعوا حكومة الإنقاذ من تحرير سرت لمدة سنة، ثم جعلوا (داعش) يتحرك ويهاجم مدينة مصراتة.. تيار الإخوان الخبيث يتفق مع الماسونية العالمية، واتفق على إجهاض التيار الوطني المعتدل في ليبيا، وضرب الإخوان بكل القوانين، وأدخل الحكومة بالاتفاق مع (مارتن) كوبلر (المبعوث الأممي) إلى طرابلس.. حكومة نصفها من الإخوان.. والباقي جهويون وانفصاليون»، على حد قوله.
إلى ذلك، زعمت القوات الموالية لحكومة السراج أنها تقدمت صوب وسط سرت، فيما تسعى لاستعادة المدينة من تنظيم داعش في أعقاب معارك ضارية خلفت عشرات القتلى.
وقالت الكتائب، التي تتألف بشكل أساسي من مقاتلين من مدينة مصراتة غرب ليبيا، في بيان إنها استولت على فندق يقع على خط المواجهة الشرقي يستخدمه قناصة «داعش»، وسيطرت كذلك على جزء من حي الدولار، موضحة أنها أحبطت ثلاث محاولات لهجمات بسيارات ملغومة ودمرت مركبة مدرعة، وأنه جرى إحصاء نحو 50 جثة لمقاتلين من «داعش» قتلوا خلال الاشتباكات.
وأعلن المستشفى المركزي بمصراتة أن ما لا يقل عن 25 من أعضاء الكتائب قتلوا، وأصيب مائتان آخرون، فيما قال متحدث باسم القوات إن أكثر من 300 مقاتل من الكتائب لقوا حتفهم، وأصيب أكثر من 1300 منذ بداية الحملة على سرت في مايو (أيار) الماضي.
وتقدمت القوات المتحالفة مع حكومة السراج بشكل سريع نحو معقل «داعش» في ليبيا، لكنها تواجه مقاومة شديدة من قناصة ومفجرين انتحاريين وألغام، في الوقت الذي تضيق فيه الخناق على وسط المدينة.
ومنذ العام الماضي يسيطر التنظيم على سرت بشكل كامل لتصبح أهم قواعده خارج سوريا والعراق، وستمثل خسارتها انتكاسة كبيرة له.
وبعد هدوء في القتال هذا الأسبوع، شنت القوات المدعومة من الحكومة هجوما جديدا على عدة جبهات في سرت، بعدما قصفت في البداية مواقع «داعش» بالمدفعية والغارات الجوية.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الأمنية في شرق ليبيا، أنها تجري تحقيقات رسمية بشأن العثور على 14 جثة مجهولة الهوية بها طلقات نارية بالرأس ومكبلة الأيادي في ضاحية الليث بمدينة بنغازي، حيث نقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مسؤول إعلامي في إدارة البحث الجنائي أن خبراء الأدلة الجنائية قاموا برفع مسرح الجريمة بالكامل.
وشهدت بنغازي بعضا من أشد أعمال العنف في الصراع الذي بدأ بعد الإطاحة بنظام حكم القذافي في 2011.
7:57 دقيقة
ليبيا: معارك ضارية في سرت.. ومعلومات عن مغادرة السراج مقر إقامته
https://aawsat.com/home/article/697471/%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D8%B1%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%BA%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D9%85%D9%82%D8%B1-%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%AA%D9%87
ليبيا: معارك ضارية في سرت.. ومعلومات عن مغادرة السراج مقر إقامته
التزام المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بالصمت
- القاهرة: خالد محمود
- القاهرة: خالد محمود
ليبيا: معارك ضارية في سرت.. ومعلومات عن مغادرة السراج مقر إقامته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة