عدوى «البريكست» تنتقل إلى المسرح

مايكل غوف صور على أنه «سادي» مثل ريتشارد الثالث

مايكل غوف (يمين) مع حليفة السابق بوريس جونسون خلال حملة الاستفتاء (إ.ب.أ)
مايكل غوف (يمين) مع حليفة السابق بوريس جونسون خلال حملة الاستفتاء (إ.ب.أ)
TT

عدوى «البريكست» تنتقل إلى المسرح

مايكل غوف (يمين) مع حليفة السابق بوريس جونسون خلال حملة الاستفتاء (إ.ب.أ)
مايكل غوف (يمين) مع حليفة السابق بوريس جونسون خلال حملة الاستفتاء (إ.ب.أ)

انتقلت عدوى البريكسيت إلى الفنون، مع افتتاح هذا الأسبوع مسرحية «ريتشارد الثالث» على مسرح ألمييدا بلندن. وتناولت الصحافة شخصية الملك «الشرير» وقارنتها بشخصية وزير العدل السابق مايكل غوف، الذي قاد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع حليفه، الذي عين وزيرا للخارجية من قبل تيريزا ماي، التعيين غير المتوقع الذي فاجأ الجميع.
غوف، الذي أعاد مرارا وتكرارا أنه لن يدخل المنافسة على زعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء بعد استقالة ديفيد كاميرون، قرر في الدقائق الأخيرة دخول السباق ضد صديقه وحليفه بوريس جونسون. الأمر اعتبر واحدة من أسوأ حالات الاغتيال السياسي. جونسون، الذي كان الأوفر حظا في الفوز بالمنصب، شعر بخيانة صديقه له، وكرر هو الآخر، وفاجأ بذلك الجميع، سحب ترشيحه غضبا من غوف، الذي أعلن أنه سيتنافس على المنصب من أجل إيقاف جونسون، لأنه غير مناسب للمنصب.
الممثل البريطاني ريف فاينز قارن المناخ السياسي الراهن في جميع أنحاء أوروبا والانقسامات الداخلية بين الساسة البريطانيين بحرب الورود التي دارت في القرن الخامس عشر كما صورها المؤلف المسرحي ويليام شكسبير. ويلعب فاينز الذي نال جوائز عن أفلام مثل «قائمة شيندلر» و«المريض الإنجليزي» للمرة الأولى دور الملك ريتشارد الثالث الذي يصوره شكسبير على أنه شخص أحدب وسادي. وتعرض المسرحية على مسرح ألمييدا في لندن.
وعثر على رفات الملك ريتشارد الثالث تحت مرأب للسيارات بمدينة ليستر عام 2012. ودفن في كاتدرائية ليستر بوسط إنجلترا العام الماضي. وقبل 530 عاما قتل ريتشارد الثالث في معركة بوزورث فيلد وهي آخر معركة مهمة في حرب الورود، ذلك الصراع الذي استمر 30 عاما على العرش الإنجليزي.
وقارن فاينز في مقابلة مع «رويترز» بين شخصية الملك الشريرة كما رسمها شكسبير وشخصية السياسي مايكل غوف، بعد أن أعلن رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون أنه سيستقيل من منصبه في أعقاب تأييد الناخبين للانسحاب من الاتحاد الأوروبي في استفتاء. واتهم غوف بخيانة زميله النائب المحافظ بوريس جونسون عندما سحب دعمه لمحاولة رئيس بلدية لندن السابق الترشح لرئاسة الوزراء وأعلن عزمه الترشح للمنصب الذي سبق وقال إنه لا يطمح فيه على الإطلاق. وقال فاينز: «حديثه المتكرر عن أنه لا يصلح لأن يكون قائدا يشبه ما هو معروف عن ريتشارد تماما». وقال مخرج المسرحية روبرت غولد: «أيا كان المعسكر السياسي الذي تنتمي له فإنك تدرك أنه عندما يقطع الرأس تسود الفوضى.. في أوروبا وبين الأحزاب السياسة هنا. هذا ما تنبأ به شكسبير».
ويلعب فاينز دور البطولة إلى جانب الممثلة البريطانية فانيسا ريدغريف في المسرحية التي أضفى عليها غولد طابعا معاصرا.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».