في خطوة لتفنيد أفكار تنظيم داعش الإرهابي المنحرفة والدموية التي تدعو إلى العنف والتفجير في جميع دول العالم، تطلق مصر حملة توعوية دولية لتوضيح المفهوم الصحيح للجهاد في الإسلام وتصحيح الأفكار المغلوطة، وقال مصدر مصري إن الحملة سوف تتعرض للتهديدات التي يعتمد عليها التنظيم في استخدام فيديوهات مصورة ذات طابع هوليودي من حيث المؤثرات البصرية والأصوات الخلفية التي تبعث الرهبة، واستخدام عبارات تبعث على الذعر مثل «التهديد بسبي النساء والأطفال وسلب الأموال وعرض مشاهد الدماء والإعدامات العشوائية»، مضيفا أن «الحملة سوف تبرز مزاعم الجهاد والمجاهد»، والآيات التي يستند إليها التنظيم في «الذبح والدهس والقتل والتفجير».
ويشارك في الحملة أكثر من 50 شابا مدربا يجيدون مختلف اللغات بهدف نشر ثقافة الوسطية والسلام من خلال التواصل مع الشباب في ربوع العالم كافة، لتصحيح الأفكار والمفاهيم المغلوطة التي تروج لها جماعات التطرف والإرهاب وتفنيد ما تثيره من شبهات. وتنطلق الحملة تحت عنوان «مفهوم الجهاد في الإسلام» ويقودها مرصد الأزهر باللغات الأجنبية بـ7 لغات على مواقع الإنترنت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتستمر لمدة شهر.
وقال المصدر المصري إنه سيتم التأكيد أن «داعش» في كل موقف ينتقون النص الذي يناسب أفكارهم غير عابئين ولا ملتفتين إلى النصوص الأخرى التي تقلب أحكامهم جهلا وحماقة وليست من الإسلام في شيء... وإنهم بمثل هذه الآيات والأحاديث الجزئية يجتذبون الشباب «السذج» ويمارسون عليهم سلطة دينية تجعل ما يقولونه الحق المطلق متجاهلين ما عداه.
وأضاف المصدر: «الحملة للتأكيد أن (داعش) يعتمد على التعميم في خطابه وعدم الخوض في تفاصيل فقهية خلافية قد تكون بالنسبة للمُتلقي الذي لا يمتلك هذه الخلفية مملة لا طائل من ورائها، واعتمادهم على تصوير آرائهم على أنها هي المعتمدة دون منازع، فنجدهم يتبعون في كتاباتهم ألفاظا مثل (اتفق الفقهاء) و(أجمع العلماء)، واعتمادهم على النصوص والأحاديث التي تخدم فكرتهم دون مراعاة لنصوص أخرى مقابلة، فضلا عن تصوير المجاهد على أنه بطل لا يشق له غبار، والعزف على وتر الاضطهاد الذي يتعرض له بعض المسلمين المتشددين في بلادهم وبعض مظاهر التضييق الذي يتعرض له المسلمون في بلدان غير إسلامية، والدعوة إلى الهجرة لـ(داعش) في أرض الخلافة المزعومة، لممارسة الدين الحق دون اضطهاد، بالإضافة إلى الإغراء بالموعود الإلهي لمن يقاتل فيقتل، بأن له الجنة ونعيمها».
ويقول مراقبون إن «من الأساليب التي اعتمد عليها الخطاب الداعشي في تضليل أتباعه وجذبهم إليه (الأحادية في التفكير والطرح)، حيث نجدهم في إصداراتهم ينتقون النصوص الدينية التي يوهم ظاهرها دعم مواقفهم العدائية للحياة والسلام، متجاهلين أن التشريع الإسلامي لم يأت لطائفة أو فئة دون أخرى، وإنما جاء شموليا ليناسب كل الفئات والعصور».
وتتناول الحملة الدولية المصرية تفنيد لغة الخطاب العاطفي التي يعتمد عليها «داعش» والتي تحرك المشاعر الدينية لدى الغيورين على دينهم، مما يظهرهم في أعين هؤلاء أنهم هم المسلمون الحق القائمون بدين الله تعالى في أرضه.
ويقسم مرصد الأزهر خطاب «داعش» إلى نوعين، الأول وهو «المدرسة العلمية الداعشية» ويناقش الأقوال مناقشة سريعة ويدلل على أن ما ينتهجه التنظيم هو الحق وما عداه باطل، وهذا النوع يستهدف من لديه ثقافة أو خلفية دينية فقهية تجعل عنده بعض الإشكاليات مع المواقف الداعشية الفجة من قتل وذبح ونحر، وفي هذا الخطاب شبه العلمي المعضد بالنصوص المجتزأة والمبتسرة من سياقها يستطيع الخطاب الداعشي القضاء على الإشكاليات البسيطة لدى هؤلاء مما يؤهلهم للانتماء تحت لوائهم، مقتنعين أن هؤلاء هم أهل الله ورافعو راية الحق في الأرض.
وتابع المرصد: «أما النوع الثاني من الخطاب الداعشي فهو (الخطاب العامي العاطفي) الذي يخاطب (السذج) ممن تدفعهم عاطفتهم الدينية إلى الرغبة في إقامة شرع الله، فتجذبهم الكلمات الرنانة والشعارات التي تكتسى بالدين والصورة الوهمية للبطل المجاهد الذي يقتل أعداء الله كي يقيم الشرع».
وأدان الأزهر بشدة أمس حادث إطلاق النار الذي تعرض له أحد مراكز التسوق بمدينة ميونيخ جنوب ألمانيا، مساء أول من أمس، مما أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى، مشددا على أن من يستبيحون سفك دماء الأبرياء وترويع الآمنين بغدر وخسة هم أعداء لكل الشرائع والأديان السماوية والقيم والمبادئ الإنسانية، التي تدعو إلى عصمة الدماء والتسامح والتعايش السلمي.
من جانبه، قال المصدر المصري نفسه، إن الحملة سوف تفند قول التنظيم بـ«إحياء الرق قبل قيام الساعة» ووجوب قتال المشركين مستندين إلى الآية «5 من سورة التوبة»؛ لكن تجاهل التنظيم أن الآية جاءت في عدة آيات كوحدة واحدة في أحكام مشركي مكة، وأن هذا الحكم خاص بهم وحدهم.
مضيفا: «وعن الهجرة لأرض الخلافة المزعومة التي يستند لها التنظيم بأن جميع أرض الله بلاد كفر تجب الهجرة منها، مستدلين على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار)؛ لكن (داعش) تجاهل عن عمد الأحاديث التي تنفي وجوب الهجرة، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا)، وكقوله لمن جاء يبايعه على الهجرة: «لا هجرة بعد فتح مكة ولكن أبايعه على الإسلام».
حملة دولية بـ7 لغات على التواصل الاجتماعي تفند مفاهيم «داعش» الدموية
تبرز مزاعم التنظيم في «الذبح والتفجير والهجرة لأرض الخلافة»
حملة دولية بـ7 لغات على التواصل الاجتماعي تفند مفاهيم «داعش» الدموية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة