أعلن الادعاء العام الألماني في ميونيخ، أمس، أن الجريمة التي وقعت مساء أول من أمس في المركز التجاري في ميونيخ كانت جريمة قتل عشوائي تقليدية، وأضاف الادعاء أنه لا توجد شواهد أخرى». وقال المدعى العام في ولاية بافاريا، في مؤتمر صحافي، أمس، إن منفذ الهجوم خضع لعلاج نفسي من الاكتئاب، مشددًا على عدم ارتباطه بأي أفكار سياسية.
وتابع أن المهاجم الألماني ذي الأصول الإيرانية البالغ من العمر 18 عامًا لا يملك سجلاً إجراميًا، ونفذ عمليته بشكل منفرد، دون أن يترك أي رسالة قبل انتحاره.
من جهته، أعلن يواخيم هيرمان وزير داخلية بافاريا، أمس، عن وجود شواهد تفيد بإصابة منفذ هجوم ميونيخ بقدر كبير من الاضطراب النفسي. وقال هيرمان: «لدينا بعض الشواهد على إمكانية وجود قدر غير ضئيل من الاضطراب النفسي لدى الجاني».
وكانت ميونيخ قد شهدت هجوما مسلحا على أحد مراكزها التجارية، أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 27 آخرين بينهم 7 مراهقين كلهم مواطنون، وانتحار منفذ الهجوم.
ورغم ترجيح وسائل الإعلام العمل الإرهابي في ميونيخ، فإن الشرطة الألمانية تتعامل مع الموضوع بحذر شديد، وتقول إنه لا يوجد أي دليل حتى الآن على تورط «متطرفين» في حوادث إطلاق النار. من جهته، قال هوبرتوس أندريا رئيس الشرطة الألمانية، أمس، إن المحققين عثروا داخل منزل منفذ هجوم المركز التجاري في ميونيخ على كتب عن حوادث القتل العشوائي، مشيرًا إلى أنه كان شديد الاهتمام بهذا الموضوع.
من جهته قال أندريا رئيس الشرطة الألمانية أمس إن المحققين يعتقدون بوجود علاقة بين هجوم ميونيخ ومذبحة أوسلو التي كان النرويجي اليميني المتطرف أندريس بيرينج بريفيك قد نفذها قبل سنوات. وأضاف أندريا أن «هذه العلاقة واضحة». يُذكر أن أمس وافق الذكرى الخامسة للجريمة التي ارتكبها بريفيك. وقال أندريا قائد شرطة ميونيخ أمس إنه لا توجد مؤشرات على الإطلاق لوجود صلة بين الألماني ذي الأصل الإيراني الذي فتح النار في مركز للتسوق بالمدينة، أول من أمس، وتنظيم داعش. وقالت الشرطة الألمانية إنها تميل إلى فرضية أن مطلق النار في ميونيخ مختل عقليًا.
وصرح قائد شرطة ميونيخ هوبرتوس أندريا: «وجدنا عناصر تدل على أنه يهتم بقضايا مرتبطة بالمختلين عقليا»، الذين ارتكبوا عمليات قتل، خصوصًا كتبًا ومقالات في صحف. وأضاف أنه ليس هناك أدنى علاقة لمطلق النار بتنظيم داعش.
وأوضح أندريا، في مؤتمر صحافي صباح أمس، أن المشتبه به لم يكن معروفا لدى الشرطة، وأنه لم يكن له أي صلة معروفة بتنظيمات إرهابية. ودعت ميركل مجلس الأمن الألماني إلى الانعقاد أمس لبحث الهجمات القاتلة. ويقوم المشاركون في الاجتماع بتقييم الأوضاع الأمنية بعد هجمات ميونيخ، وكذلك عمل القوات الأمنية. وفي سياق متصل، أعلنت السلطات في ألمانيا تشديد الرقابة على الحدود مع التشيك، فيما فرضت النمسا إجراءات أمنية على حدودها مع ألمانيا. وتقول الشرطة الألمانية إن المسلح الذي قتل 9 أشخاص رميا بالرصاص في مدينة ميونيخ بولاية بافاريا أول من أمس كان مهووسا بهجمات إطلاق النار الجماعية، ولم تكن له أي ارتباطات بالتنظيم الذي يطلق على نفسه اسم «داعش». وأكدت أن ثمة ارتباطًا واضحًا بين المهاجم والقاتل النرويجي اندرز بيهرينغ بريفيك الذي قتل نحو 92 شخصا في هجمات نفذها في العاصمة أوسلو وحولها قبل 5 أعوام بالضبط. وقالت الشرطة للصحافيين إن رجالها الذين فتشوا الغرفة التي كان يقيم فيها عثروا على قصاصات من صحف تتعلق بهجمات مماثلة، بما فيها مقال عنوانه «لماذا يقتل الطلاب؟».
وتحقق الشرطة فيما إذا كان المهاجم قد أقنع ضحاياه بالتوجه إلى مطعم معين من خلال دعوة نشرها في موقع «فيسبوك». وثمة شكوك بأنه استخدم حسابا وهميا تحت اسم فتاة لدعوة عدد من الأشخاص إلى مطعم ماكدونالدز للوجبات السريعة في مجمع أولمبيا التجاري حيث نفذ هجومه. يذكر أن المسلح، وهو إيراني الأصل يبلغ من العمر 18 عامًا، كان من مواليد ميونيخ، وكان يحمل مسدسًا من طراز «غلوك» عيار 9 ملليمترات. وانتحر المسلح بإطلاق النار على نفسه. وأصيب في الهجوم 27 شخصا بينهم عدد من الأطفال. وتقول الشرطة إن المهاجم كان يتلقى علاجا نفسيا للكآبة التي كان يعاني منها.
وقال النائب العام في ميونيخ توماس شتاينكراوس كوخ أمس إن منفذ هجوم ميونيخ كان يعاني «شكلاً من أشكال الاكتئاب». وأضاف خلال مؤتمر صحافي في ميونيخ (جنوب) أن «المسألة تتعلق بمرض، وهو شكل من أشكال الاكتئاب»، لكنه أبدى في الوقت ذاته حذرا حيال معلومات تفيد بأنه تلقى علاجا نفسيا». وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس إن 3 أتراك كانوا ضمن القتلى الذين سقطوا في ميونيخ. وقال الوزير التركي لتلفزيون «إن تي في» التركي المحلي إن مراهقين اثنين وسيدة أتراكًا قتلوا في الهجوم.
كما أعلنت وزارة الخارجية اليونانية أن أحد المواطنين اليونانيين قُتِل هو الآخر في الهجوم. من جانب آخر، أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن تأجيل عطلتها في جبال الألب لترأس اجتماع مجلس الأمن الألماني في وقت لاحق أمس.
وعُثِر على جثة المهاجم على بعد كيلومتر واحد من مركز أولمبيا في ضاحية موساتش بالشمالي الغربي من ميونيخ. وكان يُعتقد في البداية أن 3 أشخاص ضالعين في الهجوم، لكن الشرطة تعتقد الآن أن شخصا نفذ الهجوم بمفرده. وداهم أفراد من القوات الخاصة التابعة للشرطة ألألمانية شقة في حي ماكسفورشتات تعود لمنفذ الهجوم في ميونيخ في وقت مبكر من صباح أمس. وهذا ثالث هجوم يستهدف مدنيين في غرب أوروبا خلال ثمانية أيام. وقالت صحيفة بيلد إن المسلح كان يعيش في تلك الشقة مع والديه. وذكرت الشرطة أن المسلح وهو ألماني إيراني يبلغ من العمر 18 عاما تصرف بشكل منفرد على ما يبدو. وعثر على المهاجم الذي كان يحمل مسدسا مقتولا بعيار ناري يشتبه بأنه أطلقه على نفسه.
وقال قائد شرطة ميونيخ هوبرتوس أندريه إن المهاجم الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية من أبناء المدينة. وذكرت السلطات أن من السابق لأوانه القول إن الهجوم إرهابي، مضيفة أنها لا تملك أدلة فورية على وجود دافع للمتشددين. كما أسفر الهجوم عن إصابة 16 شخصا بينهم عدة أطفال وثلاثة في حالة حرجة».
وذكرت الشرطة الألمانية أنه ليس هناك أي دليل يسمح بتحديد ما إذا كان هجوم ميونيخ الذي أدى إلى جرح 16 شخصا أيضًا بينهم ثلاثة إصاباتهم خطيرة، هو اعتداء أو عمل شخص مختل عقليا. وأشار رئيس الشرطة أندريا إلى أن أطفالاً بين ضحايا الحادث دون أن يذكر أي تفاصيل أخرى. وأضاف أن «التحقيقات لا تزال مستمرة».
وتحدثت الشرطة ظهر أمس إلى الصحافيين لكنها لم تنشر سوى تفاصيل قليلة عن هوية المهاجم، مشيرة إلى أنه عمل بمفرده وليس معروفًا من قبل الشرطة. وقال قائد شرطة ميونيخ إن دوافعه «لم تُعرف إطلاقا».
وكانت الشرطة قالت أولا إنها «تشتبه بعمل إرهابي»، لكنها لا تملك أي عناصر تؤكد أنه «متطرف». إلا أنها تحفظت بعدما تأكدت من أن مطلق النار تحرك بمفرده. وعن ملابسات تنفيذ الهجوم، أوضح رئيس شرطة ميونيخ أن المنفذ فتح النار في بداية الأمر على المدنيين أمام أحد المطاعم ثم في مركز (أولمبيا – أينكاوفسزينتروم) التجاري، ثم لاذ بعدها بالفرار».
ولم يكشف المسؤول الألماني أندريا عن هوية الضحايا، مكتفيًا بتأكد ضرورة إبلاغ ذويهم. وتوجه ألفان و300 شرطي من جنود الوحدات الخاصة، إلى مكان الهجوم، بحسب ما ذكره في تصريحاته الصحافية.
منفذ هجوم ميونيخ من أصول إيرانية كان يعاني «الاكتئاب»
الشرطة الألمانية: الهجوم جريمة قتل عشوائي تقليدية.. و3 أتراك ويوناني بين القتلى
منفذ هجوم ميونيخ من أصول إيرانية كان يعاني «الاكتئاب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة