ترامب.. القوة المنفلتة التي أحدثت انقلابًا في الانتخابات الأميركية

رغم تهوره واندفاعه وعدم امتلاكه تجربة سياسية مهمة

ترامب.. القوة المنفلتة التي أحدثت انقلابًا في الانتخابات الأميركية
TT

ترامب.. القوة المنفلتة التي أحدثت انقلابًا في الانتخابات الأميركية

ترامب.. القوة المنفلتة التي أحدثت انقلابًا في الانتخابات الأميركية

في البداية لم يكن دونالد ترامب، المتهور والمندفع الذي ليس لديه تجربة سياسية، يمتلك أيا من الصفات المطلوبة ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية.
لكن بفضل حملة غير عادية وخطب صاخبة تلعب على وتر غياب الأمن للأميركيين في عالم متغير، تفوق هذا الملياردير النيويوركي، البالغ من العمر 70 عاما، على خصومه الـ16 في حملة الانتخابات التمهيدية، ونسف فكر اللائق سياسيا، ومزق حزبا جمهوريا بات باهتا.
وقد أصبح هذا الأسبوع المرشح الرسمي لهذا الحزب للانتخابات الرئاسية في مؤتمر الحزب في كليفلاند.
بنى ترامب ثروته في العقارات، ولم يتول في الماضي أي منصب انتخب فيه. وقبل الانطلاق في حملته، كان معروفا بالأبراج والكازينوهات التي تحمل اسمه، وعمليات الطلاق في الصحافة الصفراء، وكونه نجم برنامج «ذي ابرنتيس» لتلفزيون الواقع.
لكن هذا الشعبوي أثبت أنه يتمتع بعزيمة سياسية هائلة قوامها اعتداد مسرف بنفسه.
ويجرؤ ترامب على قول كل شيء، وأحيانا أي شيء. وبغريزته الفائقة، يوجه ضربات أليمة إلى نقاط الضعف مباشرة.
وتدفق آلاف الأميركيين، ومعظمهم من البيض، لحضور تجمعاته بعدما طمأنتهم خطبه التي يهاجم فيها السياسيين التقليديين الذين وصفهم «بالأغبياء»، والصحف والعولمة والمهاجرين والمسلمين، والشعار الذي رفعه وهو أن «يعيد لأميركا عظمتها».
ووجد ترامب حلولا بسيطة لكل المشكلات المعقدة. فقد وعد في حال انتخابه ببناء جدار على الحدود المكسيكية بكلفة ثمانية مليارات دولار تدفعها المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية، كما أنه مصمم على طرد 11 مليون مهاجر غير شرعي.
وبالنسبة للإرهاب، تحدث ترامب عن حظر دخول المسلمين في الولايات المتحدة، مؤكدا أنه سيقطع بسرعة رأس «تنظيم داعش وسيستولي على نفطهم». كما أبدى ترامب إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووصفه بأنه «زعيم قوي»، وندد بظاهرة الاحتباس الحراري، معتبرا إياها ابتكارا صينيا.
إلا أن ترامب يحظى بشخصية جذابة، ويطرح نفسه منقذا لأميركا تحتضر أصبحت أضحوكة العالم، بحسب رأيه. ويفاخر ترامب الأنيق دائما بعدم احترامه اللياقة السياسية، ويندد بـ«الحمقى» الذين يحكمون البلاد، ويلعب على المخاوف واعدا «بإعادة العظمة إلى أميركا» وهي العبارة التي أصبحت شعاره.
كما لا يتردد ترامب في شتم منافسيه واصفا تيد كروز بـ«الكاذب» وجيب بوش بـ«السخيف» و«المثير للشفقة». كما يقول إن هيلاري كلينتون «غير شريفة»، ومنافسها بيرني ساندرز «كارثة».
وترامب، الذي يمول حملته الانتخابية بأمواله الخاصة ويتنقل مستخدما طائرته الخاصة من طراز بوينغ 757، يثير مشاعر متناقضة، تراوح بين الذهول والصدمة، كما يجده البعض طريفا. وتحظى تصريحاته العدائية بتغطية تلفزيونية أوسع من منافسيه الجمهوريين.
وكان الملياردير ديمقراطيا حتى عام 1987 قبل أن يصبح جمهوريا (1987 - 1999)، ومن ثم انضم إلى حزب الإصلاح (1999 - 2001). وعاد إبان ولاية جورج بوش إلى الحزب الديمقراطي (2001 - 2009)، ثم الجمهوري (2009 - 2011)، فمستقل، قبل أن ينضم مجددا إلى الجمهوريين (2012 - 2016).
ولد ترامب في نيويورك، وكان الرابع بين خمسة أطفال لمقاول مهم في قطاع العقارات، وبعد دراسة التجارة انضم إلى الشركة العائلية عام 1968، وساعده والده في بداياته «بقرض صغير قيمته مليون دولار».
وفي عام 1971 تولى إدارة شركة العائلة، وكان والده يشيد مساكن للطبقة المتوسطة في بروكلين وكوينز، لكن دونالد فضل الأبراج الفاخرة والفنادق والكازينوهات وملاعب الغولف، من مانهاتن إلى بومباي مرورا بميامي أو دبي.
كما كان هاويا للمصارعة أيضا، ويملك جزءا من تنظيم مسابقات ملكة جمال الكون وملكة جمال أميركا حتى عام 2015.
وتعرض ترامب خلال مسيرته إلى عشرات المحاكمات المرتبطة بأعماله. وبين عامي 1991 و2009 وضعت أربعة من الكازينوهات والفنادق التي يملكها تحت حماية قانون الإفلاس الأميركي.
تزوج ترامب ثلاث مرات من عارضتي أزياء وممثلة، ولديه خمسة أولاد وسبعة أحفاد.
وقد كان مؤيدا إبان التسعينات للحرية بالنسبة للإجهاض، وهو يعارض ضبط انتشار الأسلحة بعد أن كان ينتقدها، ويريد فرض ضرائب باهظة على الواردات الصينية.
لكن بالنسبة لتفاصيل برنامجه، فلا بد من الانتظار. وقال في هذا الصدد «لا يجب التكهن بما سنفعله. علينا أن نكون لاعبي بوكر، أو لاعبي شطرنج»، موضحا أنه لا يريد أن يعرف أعداء الولايات المتحدة، أو حتى حلفاؤها، ما ينوي القيام به.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.