ستروس ونظرية القرابة

كتاب بحريني عن رائد البنيوية المعاصرة

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
TT

ستروس ونظرية القرابة

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدر مؤخرًا عن دار «نينوى للدراسات والنشر» في دمشق كتاب جديد تحت عنوان:«كلود ليفي ستروس: قراءة في الفكر الأنثروبولوجي المعاصر» للباحث البحريني عبد الله عبد الرحمن يتيم.
يقول الناشر في تنويهه بأهمية هذا الكتاب إن «جيلاً من طلاب علم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) في الجامعات العربية نشأ على مفاهيم ونظريات العلم من مصدر يكاد يكون وحيدًا، ألا وهو المصدر الأنغلوساكسوني المتمثل في التقليد الأنثروبولوجي في بريطانيا وأميركا في حين ظلت بقية المصادر الأخرى كتلك المتمثلة في التقليد الأنثروبولوجي الفرنسي الحديث، وهذا ما يسعى إليه المؤلف في كتابه الجديد، وهو أنثروبولوجي وأكاديمي وأستاذ محاضر في جامعة البحرين وفي مركز دراسات البحرين التابع لها.
الكتاب الذي يقع في نحو مائتي صفحة من القطع الكبير، يعالج فيه المؤلف، عبر فصوله الأربعة، إسهامات كلود ليفي ستروس، وذلك باعتباره أحد أبرز الأنثروبولوجيين الفرنسيين المعاصرين، من خلال تسليط الضوء على إسهاماته في النظرية الأنثروبولوجية عامة ونظرية القرابة خاصة، عبر الكشف عن السياقات الخاصة بالسيرة الذاتية لستروس وعن بعض تجارب التلقي الأنثروبولوجي لنظرياته في العالم الغربي والعربي معًا. ويسهب المؤلف في مقدمته بالحديث عن حياة ستروس الخاصة والعامة والجو السياسي والثقافي المحيط به حيث فتح المجال أمام الأنثروبولوجيا لتصبح جزءًا من الشأن العام في الشارع السياسي الأوروبي من خلال أعماله الشهيرة مثل: «العرق والثقافة»، و«العرق والتاريخ»، و«المدارات الحزينة».
في الفصل الأول من الكتاب - يحمل عنوان «كلود ليفي ستروس: صورة قلمية» - يعرفنا الكاتب عن قرب على حياة ستروس المولود عام 1908 وعلى طفولته ونشأته واهتماماته الموسيقية، إذ كان والده موسيقيًا ربطته صداقة بالموسيقي الشهير (أوفن باخ) الذي أعد مع والده عددًا من المعزوفات الموسيقية المشهورة. ولكن أسرته تتعرض للاضطهاد بسبب موجة معاداة السامية خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.
ويتابع الكاتب حديثه عن حياة ستروس والمراحل الزمنية التي كتب فيها مؤلفاته وتنقلاته ما بين نيويورك حيث كتب أطروحته الأولى في الدكتوراه وجاءت تحت عنوان «البُنى الأولية للقرابة» ولقائه بصديق حياته عالم اللسانيات رومان ياكوبسون، وزمالتهما التي استمرت طويلا، وأفضت إلى تأسيس مشروعهما الفلسفي البنيوي في اللسانيات والأنثروبولوجيا والإنسانيات بشكل عام.
الفصل الثاني من الكتاب حمل عنوان: «من الإثنوغرافيا إلى الفلسفة»، وفيه يلقي الباحث الضوء على إسهام الأنثروبولوجيا البنيوية في الفكر والنظرية الأنثروبولوجية وذلك من خلال الحديث عن الاتجاه الذي اختطه ستروس وسمّي «أنثروبولوجيا ما بعد الحداثة» كمفهوم جديد يتعامل بموجبه مع الأنثروبولوجي بوصفه كاتبًا ومنتجًا للنص، أي أن الأنثروبولوجي من خلال عمله الحقلي أولا، ثم كتاباته الإثنوغرافية، لاحقًا، ما هو إلا كاتب يقوم بتصوير الواقع الاجتماعي - الثقافي. ومن خلال مشروعه الحداثوي في الأنثروبولوجيا، فإن ستروس لم يتسبب فقط في تجاوز البنيوية الوظيفية، المهيمنة حتى الخمسينات على الأنثروبولوجيا الاجتماعية في بريطانيا، وإنما ساهم كذلك في تجاوز الاتجاهات الوظيفية المتعددة الأوجه والتي كانت سائدة بين مدارس الأنثروبولوجيا الثقافية في أميركا. وقد ترتب على ذلك ليس فقط تناول الأنثروبولوجيا لموضوعها بشكل مختلف وإنما حتى إعادة النظر في الكيفية التي تعاملت بموجبها البنائية الوظيفية مع موضوعات مثل: البناء الاجتماعي، والقرابة والطقوس، والأساطير، ونظم المعتقدات.
الفصل الثالث من الكتاب حمل عنوان: «في القرابة والتنظيم الاجتماعي»، ويقدّم المؤلف فيه رأي ستروس في نظرية النسب القرابي وكيف أنه يعتبر أن نظريته في القرابة قادرة على امتلاك المصداقية الكاملة، هذا على الرغم من مرور ما يقارب نصف قرن عليها، بمعنى آخر إنه يتحدى، حسب الكاتب، مدرسة البنائية الوظيفية واستنتاجاتها في مجال القرابة، ليس هذا فحسب، وإنما لا يزال يرى أن الشواهد الإثنوغرافية التي استمدتها هذه المدرسة من الشرق الأوسط والعالم العربي قد قادتها إلى استنتاجات غير صحيحة.
وفي الفصل الأخير من الكتاب الذي حمل عنوان: «بين مكتبة نيويورك والأكاديمية الفرنسية» يورد المؤلف الحوار الذي أجراه الكاتب الفرنسي (ديديه إربيون) مع ليفي ستروس ونشر في كتاب مستقل بالفرنسية وفيه بانوراما كاملة عن حياة ستروس، وكيف عاش ستروس في بيئة تعشق الرسم والموسيقى وذكرياته مع عائلته في باريس، وعن عمله في الكوليج دي فرانس وقبلها عمله سكرتيرًا عامًا للمجلس العالمي للعلوم الاجتماعية وهي إحدى منظمات اليونيسكو.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.