قد يكون فيكتور أيالا أول من تعاقدت معه إدارة نادي النصر قبل أيام أول لاعب باراغواياني يخوض تجربة احترافية في الملاعب السعودية كون الكرة الأوروغوايانية تحضر بقوة سواء كلاعب أو مدربين في الملاعب السعودية، بيد أن جارتها باراغواي لم يسبق لها الحضور وهو ما يجعل وجوده غير مسبوق على الصعيد السعودي.
في الأول من يناير (كانون الثاني) من عام 1988 سمعت أولى صيحات فيكتور أيالا في مدينة أوزيبيو أيالا التي سميت على رئيس الباراغواي أوزيبيو أيالا الذي تولى مقاليد الحكم على فترتين، و تبعد 72 كلم عن العاصمة أسونسيون، العاصمة الأقدم من بين نظيراتها في أميركا الجنوبية، وذلك لتأسيسها سنة 1537م أي قرابة 480 سنة.
كان فيكتور في طفولته كأي طفل لديه أحلامه وأمنياته وكان عامه العاشر بداية الانطلاقة، إذ انضم للفئات السنية لفريق سبورت كولمبيا، أحد أكثر الأندية تذبذبا في البارغواي، وكان تأسيسه في عام 1924 أي أنه دخل في عامه التسعين قبل عامين.
سبورت كولمبيا سبق أن حقق دوري الدرجة الثالثة 3 مرات أعوام 1944، 1969، و2007، وحقق دوري الدرجة الثانية 6 مرات أعوام 1940، 1945، 1946، 1950، 1985، 1992، لتكشف لنا حالة التذبذب التي عاشها نادي فيكتور أيالا في شبابه، فالمحور المتقدم قد شارك في الفئات السنية لسبورت كولمبيا منذ 1998 حتى 2005، لينضم بعدها للفريق الأول الذي كان يقبع في دوري الدرجة الثانية، شارك في موسم وحيد بـ11 مباراة سجل خلالها 3 أهداف، صعد فريقه في وقت لاحق للدوري الممتاز، لينتقل بعد ذلك إلى روبيو نو الباراغواياني الذي لم يختلف كثيرًا عن سبورت كولمبيا.
وكان النادي يقبع في الدرجة الثانية ويهبط إلى الثالثة ويعود من جديد (يشارك حاليًا في الدوري الممتاز)، وشارك لاعب النصر الجديد مع النادي الذي يتسع ملعبه لـ4500 مقعد في 20 مباراة سجل خلالها 7 مباراة لتكشف لنا حساسية اللاعب في التهديف، حيث يملك قدما قوية يستفيد منه في فك التكتلات الدفاعية لأي منافس، وهذه أحد الحلول التي يستخدمها المدربون في مباريات فرقهم أمام الأندية التي تغلق المناطق الخلفية. وهذا ما بدأ يركز عليه أيالا لتطوير أحد الأسلحة التي يملكها ويطمع في امتلاكها أي محور متقدم لتكون له ميزة.
في أثناء كوبا أميركا 2007، التي قدمت فيها البرازيل جيلاً جديدًا بعد رحيل رونالدو وروبيرتو كارلوس، حيث حققت بجيلها الجديد البطولة بعد سحقها للأرجنتين بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، كان أيالا ينتقل إلى محطة جديدة في مسيرته الكروية، حيث حط رحاله في نادي ليبيرتاد الباراغواياني أحد أندية العاصمة وبطل الدوري 7 مرات، وكانت ثاني أفضل التجارب في مسيرته التي بدأت في 1998 عبر الفئات السنية. كانت بداية المشاركة في البطولة القارية الأهم والمؤدية إلى كأس العالم للأندية، حيث شارك في الخمسة مواسم التي قضاها داخل نادي ليبيرتاد في 30 مباراة في كأس أندية ليبرتادوريس، سجل خلالها 6 أهداف وصنع 4 أهداف دون تحقيق أي لقب، ونتيجة لنجاحه مع النادي الذي لعب معه 151 مباراة سجل خلالها 35 هدفًا، استطاع الانضمام للمنتخب الوطني، محققا حلمه بالانضمام لمنتخب بلاده الذي انضم إليه 2011.
بدأ النجاح يفتح أبوابه أكثر وأكثر لفيكتور ليقرر الخروج من وطنه وينتقل إلى لانوس الأرجنتيني، الذي يرأسه أحد أساطير ريال مدريد خورخي فالدانو الذي كان مدير ريال مدريد التنفيذي أثناء تدريب خوزيه مورينهو للنادي الملكي.
تعد تجربة لانوس أنجح تجارب أيالا، حيث حقق لقبه الأول كلاعب حين كسب مع الفريق بطولة كوبا سودا أميركانا في 2013، وبات عنصرًا أساسيًا في قائمة الفريق، مشاركًا في 156 مباراة أحرز خلالها 20 هدفًا وصنع 17 لزملائه في 4 مواسم، كان يأمل أن يتوج نجاحه بالانضمام للمنتخب في كوبا أميركا 2016، لكن أيالا خارج قائمة رامون دياز مدرب المنتخب للبطولة، لكن تعرض نيستور أورتيغوزا إلى الإصابة دفع المدرب الأرجنتيني إلى ضم لاعب لانوس.
وكما يقولون: «مصائب قوم عند قوم فوائد»؛ فاللاعب أيالا استطاع تقديم مستويات ممتازة خلال البطولة، وعندما قلص في مباراة منتخب بلاده أمام كولمبيا الفارق إلى هدف، قيل في وقته من قبل المعلقين والناقدين إنه حجز جائزة أفضل هدف في البطولة، عندما كانت الدقيقة 70، وكولمبيا متقدمة بهدفين مقابل لا شيء، انبرى أيالا للكرة وسدد كرة صاروخية لم يستطع الحارس الذي يلعب في الدوري الأقوى في العالم من التصدي لها، ولم يرها ديفيد أوسبينا حارس آرسنال إلا وهي تمزق شباكه، وتطلق معه تصفيق قرابة 40 ألف متفرج حضروا اللقاء.
لتبدأ بعض ذلك وسائل الإعلام الباراغوايانية بنشر اهتمامات الأندية تجاه اللاعب ذي الثامن والعشرون ربيعًا، الذي انتقل قبل أيام للنصر، أملاً في أن يكتب صفحة من صفحات التاريخ معه، كأول لاعب من باراغواي يحترف في الأراضي السعودية منذ وقت طويل.
بقيت الإشارة إلى أن تجربة النصر خلال الخمس سنوات الماضية مع اللاعبين القادمين من أميركا الجنوبية متذبذبة، في موسم 2011 - 2012 تعاقد النصر مع الأرجنتيني خوان مارسير ولم يكمل مع النصر أكثر من خمسة أشهر شارك خلالها في 10 مباريات فقط، والكولومبي خوان بابلو بينو الذي أمضى فقط 6 أشهر شارك في 14 مباراة، ليرحلوا جميعًا قبل يناير، وفي الفترة الشتوية تعاقد النصر مع لاعبين وهم فينيسيوس ريتشي الذي شارك لنهاية الموسم حيث لعب 6 مباريات فقط، ودا سيلفا فاغنر الذي لم يكمل مع النصر أكثر من 6 شهور، وشارك في 7 مباريات في مسيرته مع النادي العاصمي، وفي موسم 2012 – 2013، تعاقد النصر مع اللاعب الأكثر جدلاً في الميركاتو السعودي في السنوات الأخيرة، حيث تعاقد مع الأرجنتيني داميان مانسو، وعلى عكس التوقعات بعد شهرين تم الاستغناء عنه لسوء مستوياته، في الجانب الآخر من النجاح كان يوجد جيمي أيوفي، اللاعب القادم من الإكوادور وشارك في 15 مباراة مع النصر، إلا أن الرباط الصليبي حرمه من إكمال مسيرته مع النادي العاصمي، ليحل بديلاً عنه البرازيلي رافائيل باستوس الذي لعب مع النصر موسم منذ يناير 2012 حتى يناير 2013، حيث تم استبعاده بعدما قاد تمردًا داخل الفريق قبيل مباراة النصر أمام الغريم التقليدي الهلال، الذي أسهم أيضًا في إبعاد إيفرتون راموس الذي قدم مطلع موسم 2013 – 2014، ورحل في يناير 2014 بسبب التمرد أيضًا، في ذلك الموسم تعاقد النصر مع المهاجم ألتون رودريغيز الذي كانت تجاربه من أنجح التجارب حيث شارك في 20 مباراة سجل خلالها 16 هدفًا، ومن أسوأ التجارب التي أتت للنصر كانت العام الماضي، الإكوادوري أرماندو ويلا، والبرازيلي هيرنان دي سوزا، والبرازيلي ماركينيوس جابرييل، الذين قدموا 2014 - 2015 ولم يحققوا النجاح المطلوب ورحلوا بصمت، في ذلك العام أتى في يناير الأوروغواياني فابيان استويانوف الذي حقق مستويات جيدة ولكنه رحل بنهاية العام، فهل تكون تجربة فيكتور أيالا ناجحة كتجربة ألتون رودريغيز أم فاشلة كسابقيه؟!
أيالا.. هل ينجح في تجربته الجديدة مع النصر؟
آمال كبيرة يعلقها أنصار النادي على نجم باراغواي
أيالا.. هل ينجح في تجربته الجديدة مع النصر؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة