الأمم المتحدة: كل ما نحتاجه هدنة 48 ساعة كل أسبوع لمساعدة حلب

استهداف طبيب القلب الوحيد المتبقي.. وإخراج حالات مرضية من الزبداني وكفريا والفوعة

نسف ثكنة فرع المرور في حي المشارقة في حلب والتي قتل فيها 35 عنصراً من قوات الحرس الجمهوري بحسب مصدر في النظام (فتح حلب)
نسف ثكنة فرع المرور في حي المشارقة في حلب والتي قتل فيها 35 عنصراً من قوات الحرس الجمهوري بحسب مصدر في النظام (فتح حلب)
TT

الأمم المتحدة: كل ما نحتاجه هدنة 48 ساعة كل أسبوع لمساعدة حلب

نسف ثكنة فرع المرور في حي المشارقة في حلب والتي قتل فيها 35 عنصراً من قوات الحرس الجمهوري بحسب مصدر في النظام (فتح حلب)
نسف ثكنة فرع المرور في حي المشارقة في حلب والتي قتل فيها 35 عنصراً من قوات الحرس الجمهوري بحسب مصدر في النظام (فتح حلب)

دعت الأمم المتحدة، أمس، إلى هدنة 48 ساعة كل أسبوع، لتقديم المساعدة إلى 250 ألف شخص عالقين في الشطر الشرقي من مدينة حلب الخاضع لسيطرة الفصائل المسلحة ويحاصره الجيش النظامي.
وفي جنيف، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن يان إيغلاند الذي يرأس مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة حول المساعدة الإنسانية في سوريا، أن «العد العكسي قد بدأ في شرق حلب». وأضاف أن «القوافل الإنسانية والموظفين والمساعدة، كل شيء جاهز. إن ما نحتاج إليه هو هدنة تستمر 48 ساعة كل أسبوع في الشطر الشرقي من حلب». وأوضح أن هذه الهدنة ضرورية، لأن الطرق الضيقة المؤدية إلى المدينة لا تتيح مرور الشاحنات الكبيرة. وأكد إيغلاند للصحافة: «نحتاج إلى توقف المعارك.. للحؤول دون حصول كارثة».
وكانت قوات النظام السوري قطعت في السابع من يوليو (تموز) الحالي المحور الأخير لتموين الأحياء الشرقية، مما دفع إلى التخوف من مخاطر نقص شامل في المواد الغذائية.
من جهتها، وصفت مندوبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا أمس (الخميس) الوضع في منطقة حلب، بأنه «مهلك وصعب». وقالت ماريان غاسر الموجودة في حلب: «يجب ألا يواجه أي شاب أو أي طفل هذا الوضع».
وأضافت في بيان أن «الناس يحاولون البقاء على قيد الحياة في ظروف ميئوس منها. على جميع أطراف النزاع وأولئك الذين يؤثرون عليهم، التوقف عن تجاهل قواعد الحرب. تجب حماية المدنيين والبنى التحتية».
وقد أحصت الأمم المتحدة 18 منطقة أو محلة محاصرة في سوريا، حيث يعيش نحو 600 ألف شخص بحاجة إلى المساعدة. وحلب غير مدرجة ضمن هذه المناطق، لأنه يتعين أن يستمر التطويق العسكري وغياب المساعدة الإنسانية وحرية التحرك للمدنيين، ثلاثة أشهر على الأقل، حتى تتمكن الأمم المتحدة من الإعلان رسميا أن هذا المكان أو سواه يخضع لحصار.
ميدانيا، قصف الطيران الحربي، أمس، أماكن في منطقة الطبابة الشرعية بحي السكري بمدينة حلب، مما أسفر عن إصابة رئيس الطبابة الشرعية وطبيب الأمراض القلبية الوحيد في الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل بمدينة حلب وعدد من أعضاء الكادر الطبي في الطبابة، بالإضافة إلى دمار في المبنى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كذلك استشهد رجل مسن وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف قوات النظام مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي، بينما تجددت المعارك بين الفصائل من طرف، وتنظيم داعش من طرف آخر في بلدة دوديان بريف حلب الشمالي، وسط معلومات عن تقدم للفصائل واستعادة سيطرتها مجددًا على البلدة، ومعلومات عن تمكن الفصائل من أسر عنصر في التنظيم. كما سقطت قذائف أطلقتها الفصائل على أماكن في أحياء شارع النيل والخالدية والمشارقة والسليمانية والميدان والزهراء ومناطق شارع تشرين والحديقة العامة وساحة سعد الله الجابري بمدينة حلب، مما أسفر عن استشهاد طفلة وإصابة عدة أشخاص بجروح، بينما قصفت قوات النظام مناطق في حي صلاح الدين بمدينة حلب.
وجدد الطيران الحربي استهدافه مناطق في بلدة الأتارب بريف حلب الغربي، مما أسفر عن إصابة عدة أشخاص بجراح، كما استهدفت الطائرات الحربية والمروحية مناطق في بلدات كفر حلب والجينة والسحارة بريف حلب الغربي، مما أسفر عن استشهاد 3 أطفال وإصابة سيدة و5 أطفال بجروح، كذلك استهدفت الطائرات الحربية أماكن في منطقة قلعة سمعان بالقرب من دارة عزة بريف حلب الغربي.
إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من قوات النظام السوري في مدينة حلب لوكالة الأنباء الألمانية، إن «نحو 35 عنصرًا من قوات الحرس الجمهوري، بينهم ضباط، قتلوا في تفجير استهدف مبنى المرور في حي المشارقة وسط مدينة حلب، بعد حفر قوات المعارضة نفقًا تحت المبنى وتفخيخه وتفجيره فجر اليوم، أمس».
وأكدت المصادر أن «المبنى المكون من ثلاثة طوابق تحول إلى كومة من الركام، مما يعني عدم إمكانية وجود أحياء، وأن العدد المقدر للقتلى هو عدد العناصر الموجودين في المبنى بهذا الوقت».
في سياق آخر، جرى أمس إخراج حالتين مرضيتين من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية بريف إدلب الشمالي الشرقي، وتم نقلهما إلى مدينة اللاذقية، مقابل إخراج حالتين مماثلتين من مدينة الزبداني إلى إدلب، وذلك بواسطة الهلال الأحمر. على صعيد متصل، أبلغت مصادر موثوقة نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قافلة من مساعدات إنسانية وغذائية متجهة إلى بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي الشرقي، قد وصلت قلعة المضيق بريف حماه الغربي بحماية من مقاتلي حركة إسلامية، بالتزامن مع ورود تسجيلات صوتية، قالت مصادر إنها من قيادي ميداني محلي في فصيل إسلامي يعتقد أنه من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، بضرورة منع دخول القافلة إلى البلدتين، حيث توعد باستهداف القافلة، ردًا على القصف المستمر من الطائرات الحربية جراء قصف الطيران الحربي على محافظة إدلب، وارتكابه مجزرتين في بلدة تلمنس اليوم (أمس) بريف معرة النعمان الغربي وفي مدينة إدلب أمس (أول من أمس)، فيما قالت مصادر أخرى إنه قد يجري توزيعها في قرى بسهل الغاب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.