السقا: الغرامات «المليونية» دليل أزمة حقيقية في منظومة الرياضة السعودية

قال إن الإعلام مسؤول عن إشعال الصراع بين «الانضباط» وجماهير الأندية

صلاح السقا («الشرق الأوسط») - عدم الانضباط في الملاعب زاد من حجم الغرامات على الأندية («الشرق الأوسط»)
صلاح السقا («الشرق الأوسط») - عدم الانضباط في الملاعب زاد من حجم الغرامات على الأندية («الشرق الأوسط»)
TT

السقا: الغرامات «المليونية» دليل أزمة حقيقية في منظومة الرياضة السعودية

صلاح السقا («الشرق الأوسط») - عدم الانضباط في الملاعب زاد من حجم الغرامات على الأندية («الشرق الأوسط»)
صلاح السقا («الشرق الأوسط») - عدم الانضباط في الملاعب زاد من حجم الغرامات على الأندية («الشرق الأوسط»)

أكد الدكتور صلاح السقا، عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن المنظومة الرياضية في السعودية فشلت في بث ثقافة الرياضة النزيهة إلى جميع المنتمين للوسط الرياضي، و«على رأسهم الهيئة العامة للرياضة، كون الرياضة نتاج مجتمعها».
وقال السقا: «المجتمع الرياضي يتكون من الهيئة واللجنة الأولمبية والاتحاد السعودي لكرة القدم والاتحادات الرياضية والأندية، فالجميع شركاء في مشكلة وصول المحصلة النهائية للغرامات التي فرضتها لجنة الانضباط إلى أكثر من مليوني ريال. أعتقد أن العقوبات والغرامات التي طالت الأندية من قبل لجنة الانضباط في الموسم الماضي جاءت نتيجة للتوتر والشغب الجماهيري».
وقال السقا لـ«الشرق الأوسط»: «لجنة الانضباط قامت بدورها على أكمل وجه، حيث إن لديها لائحة واضحة وصريحة تطبقها وفق الأنظمة، وقد تم توزيعها على جميع الأندية، وهي تعرف العقوبات والسلوكيات، لكن للأسف الأندية والإعلام الموازي لهذه الأندية يحاول إيجاد حجج وأسباب للأخطاء، ونحن لا نقول للمخطئ أخطأت وللمحسن أحسنت، ودائما ما نوجد مبررات للجنة الانضباط وخروجها عن النص، وهذا ما يسبب البلبلة، وكثيرا ما نشاهد ذلك بين جماهير الأندية، وبين اللاعبين، وبين الإداريين، وكأن ناديهم (مستقصد) بهذه العقوبات التي تتعلق باللاعبين، وبالتالي لا بد من وجود حملة إعلامية لتثقيف الجميع».
وتابع: «العقوبات التي فرضت على الأندية لا بد أن تطبق، لأنها مبنية على أساس ووفق لوائح وأنظمة، لكن في معظم الأوقات تتكرر الأخطاء نفسها، ونجد التبريرات متباينة بين الجماهير والإعلام، وكيفية تعاطي الإعلام معها؛ إذ يعتقد الرياضي بشكل عام أن العقوبة التي يستحقها غير قانونية، ويعتقد أيضا أن من حقه أن يعتدي على الآخرين ما دام من يدافع عنه هو المتسبب في المشكلة».
وتابع: «يجب أن توضع عقوبات رادعة للحد من هذه العقوبات، لأنه دائما ما نجد تجاوزات على الذين يعملون في المجال الرياضي من أجل أمور شخصية، ولا تطالهم العقوبات في الأصل، وللأسف أوجد مفهوم الرياضة للرياضة على أساس متابعين، خصوصا الذين يبحثون عن الشهرة، وهنالك عدد كبير منهم، خصوصا المنتمين للإعلام، ولو تتابع وسائل التواصل الاجتماعي فإنك تجد لهم متابعين كثرا ويوجدون بشكل قوي، وغالبيتهم يخرجون عن النص». وأضاف قائلا: «الوسط الرياضي بشكل عام يحتاج إلى معالجة في ظل عدم قدرة الهيئة على إقناع الجمهور وإقناع المنتمين للوسط الرياضي بأهمية الأخلاق وأهمية الانضباط للوصول إلى المستويات التي تساهم في تخفيف العقوبات، ومن خلال معايشتنا للوضع الحالي، نجد أنه لا يوجد ربط بين الانضباط والتمييز، وأعتقد أن هناك علاقة منفصلة؛ حيث لاحظنا أن اللاعب المميز في نظرهم يجب أن يتم التجاوز عن جميع أخطائه، وهذا خطأ كبير، وبالتالي فنحن نخسر لاعبين مميزين ومواهب، بل أيضا نخسر أخلاقا رياضية. فلا بد من إعادة الحوار الرياضي بالشكل البناء. أيضا نشاهد البعض من محبته لناديه دائما ما يدافع عن النادي بصرف النظر إن كان له حق أو لا، ويعتقد البعض أن ولاءه للنادي في كيفية الدفاع عنه بصرف النظر عما يصدر من أعضائه من سلوك جيد أو غير جيد».
وذكر السقا أن الانتقادات طالت الاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن عدم البت في عدد من قضايا الفساد التي ظهرت في الوسط الرياضي، «لكن هذه القضايا ما زالت منظورة، وأنا بصفتي عضوا في الاتحاد السعودي لكرة القدم لا أستطيع الحديث عنها، ولكن بشكل عام، ثق تماما بأن الهيئة واتحاد الكرة لا يرضيهما مشاهدة رياضة غير نزيهة، ودائما نحن حريصون على تعزيز الرياضة النزيهة والخالية من الشوائب التي تفسدها، وكما هو معروف، فإنه يجب أن يأخذ القانون مجراه في مثل هذه الأمور».
وفي ما يخص انتقادات المدرب الوطني يوسف خميس تجاه رئيس اللجنة الفنية البلجيكي يان وينكل لتفرده بقرارات اللجنة، رد قائلا: «المدرب يوسف خميس غني عن التعريف، حيث دخل المجال الرياضي مدربا ولاعبا كبيرا، كما أن لديه خبرة كبيرة وواسعة في المجال الرياضي، ولديه القدرة الفنية العالية لتقيم الأمور، وهو أكثر الأشخاص معرفة ببواطن الأمور الفنية، وذلك بحكم ممارسته وعمله، لكن تظل في النهاية وجهات نظر، ونأمل أن يستفيد المنتخب من معسكره الإعدادي استعدادا للتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا، حيث يحتاج إلى عمل جاد من الجميع، خصوصا أن الشارع الرياضي ينتظر نتائج إيجابية للكرة السعودية».
وعن تقييمه لعمل الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد مضي أكثر من 3 سنوات، أجاب: «للأمانة هناك الكثير من الأمور التي تمت في الاتحاد السعودي بشكل إيجابي، فهناك تطور وقفزات كبيرة شهدها اتحاد الكرة منذ توليه المجلس، وفي الوقت نفسه كنت أتمنى بصفتي محبا للكرة السعودية أن يتعاطى اتحاد الكرة مع بعض الأمور بشكل مختلف، وأعتقد أنه من المستحيل أن يكون هناك رضا تام عن العمل الذي نقدمه، ولا ننسى أنه أول اتحاد منتخب، وفيه كثير من الأمور تحت التأسيس والإنشاء، وشاهدنا الكثير من اللبنات تم وضعها، وقد يحتاج إلى وقت حتى نشاهد ما صنعه المجلس في الفترة المستقبلية، وأنا على ثقة كبيرة بأن من سيأتي بعد هذا المجلس سيشكر الله، ثم لهذا المجلس الذي قدم الكثير من اللبنات والأسس التي وضعها، على الرغم من الصعوبات والظروف التي واجهته».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».