منظمة دولية: أطفال اللاجئين السوريين في لبنان محرومون من المدارس

طالبت بالسماح بعمل السوريين وتمكين المعلمين منهم من التدريس

منظمة دولية: أطفال اللاجئين السوريين في لبنان محرومون من المدارس
TT

منظمة دولية: أطفال اللاجئين السوريين في لبنان محرومون من المدارس

منظمة دولية: أطفال اللاجئين السوريين في لبنان محرومون من المدارس

تكاد كل أحلام مريم الخطيب، اللاجئة السورية البالغة من العمر 15 عامًا، تنحصر بالعودة إلى المدرسة، لكنه، على بساطته، يبدو حلمًا بعيد المنال، كما بالنسبة إلى الآلاف غيرها من السوريين الذين لجأوا إلى لبنان.
منذ فرارها مع عائلتها من محافظة درعا في جنوب سوريا قبل 3 سنوات ونصف السنة، لم تتمكن مريم من العودة إلى المدرسة، وتقول اللاجئة حاليًا في أحد مخيمات قب الياس في شرق لبنان: «الإنسان دون علم لا يساوي شيئًا، أمنيتي أن أتابع علمي وأصبح معلمة».
وتضيف: «أشعر بحالة حزن لا توصف، لي أمنية أرجو أن يحققها الله لي ولإخوتي، وهي أن يفتح باب الفرج لنا لنذهب إلى المدرسة».
ومريم واحدة من أكثر من 250 ألف طفل سوري لجأوا إلى لبنان من أصل 500 ألف لا يذهبون إلى المدرسة، وفق تقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس.
وحذرت المنظمة من أن «العدد الكبير للأطفال اللاجئين الذين لا يحصلون على تعليم يُعتبر أزمة قائمة»، مشيرة إلى أن «بعضهم لم يرتادوا المدرسة منذ قدومهم إلى لبنان قبل 5 سنوات، وبعضهم لم يدخلوا أي صفوف دراسية قط».
وبحسب المنظمة فإن الأطفال الأكبر سنًا هم الأكثر تأثرًا، إذ إن «نسبة الأطفال المسجلين في المدارس الثانوية الحكومية ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و18 سنة في العام الدراسي 2015 - 2016 (...) لا تتجاوز 3 في المائة».
وفي قب الياس، تعج عشرات المخيمات العشوائية للاجئين السوريين بالأطفال المحرومين من التعليم.
ويقول إسماعيل الخطيب (18 عامًا)، شقيق مريم: «أعيش شعورًا قاسيًا لا يوصف، أنا بأشد الشوق للعودة إلى المدرسة التي ابتعدت عنها وعن رفاقي، كما اشتقت إلى الأساتذة».
يتحسر عماد الدين، والد إسماعيل ومريم، على عدم تمكنه من تعليم أولاده، فهو على قوله غير قادر على إرسالهم إلى المدارس، بسبب الوضع المالي الصعب.
ويقول: «نحن في لبنان منذ 3 سنوات ونصف السنة، وأولادي جميعهم من دون مدارس (...) رغم أنهم كانوا من المتفوقين في مدرستهم في سوريا».
ويعود ذلك إلى «الحالة المادية، كما أنه حتى اللحظة لم تساعدنا أي جمعية»، يضيف عماد الدين مشيرًا إلى «أنه شعور صعب علي وعلى والدتهم، أن نكون غير قادرين على إدخالهم إلى المدارس في لبنان».
ويخلص: «أنا خائف جدًا على مستقبل أولادي من دون تعليم».
ورغم أن السلطات اللبنانية سمحت لهم بالالتحاق بالمدارس الحكومية مجانًا ومن دون إقامة، كما فتحت دوامًا ثانيًا لهم بعد الظهر، يواجه اللاجئون السوريون عقبات عدة بينها التكاليف المرتفعة. وتشرح هيومن رايتس ووتش أنه رغم جهود السلطات اللبنانية فإن كثيرًا من الأطفال السوريين لا يزالون خارج المدارس، ويعود ذلك لأسباب عدة، بينها «شروط التسجيل التعسفية التي يفرضها بعض مديري المدارس، والعنف في المدرسة، مثل العقاب البدني من قبل الموظفين والمضايقة والتحرش من قبل الأطفال الآخرين».
ويضاف إلى ذلك أن عدد الصفوف «ما زال غير كافٍ لاستيعاب اللاجئين السوريين في المدارس الحكومية».
ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، يعيش معظمهم في ظروف بائسة للغاية. وتفرض السلطات اللبنانية على اللاجئين السوريين شروط إقامة وصفتها هيومن رايتس ووتش بـ«المجحفة». ولفتت المنظمة إلى أنه نتيجة ذلك فإن كثيرين يخشون التنقل خوفًا من توقيفهم، كما أن عائلات كثيرة غير قادرة على «تأمين مصاريف الدراسة، مثل النقل والمستلزمات المدرسية، فباتت ترسل الأطفال إلى العمل بدل المدرسة».
وتفرض الإجراءات التي اتخذتها السلطات اللبنانية في عام 2015 على السوريين تسجيل إقامتهم عبر الأمم المتحدة، شرط التزامهم عدم العمل، أو عبر كفيل لبناني يضمن لهم العمل.
وللحصول على الإقامة، على السوريين أيضًا أن يحددوا عنوان سكنهم. وعلى الذين يفوق عمرهم 15 عامًا دفع مبلغ 200 دولار سنويًا.
ويرى عبد الكريم السالم، أحد المسؤولين عن مخيم في بلدة قب الياس، أن على السلطات اللبنانية أن تنشئ مدرسة داخل المخيم.
ويقول: «يوجد في هذا المخيم 180 طفلاً لا يذهبون إلى المدرسة، والسبب أنه لا توجد مدرسة تستوعب هذا العدد».
ويضاف إلى ذلك أن المخيم «يقع إلى جانب الطريق العام، وهذا يخلق حالة من الخوف لدى الأهالي على سلامة أبنائهم»، على حد قوله.
وحضت هيومن رايتس ووتش بدورها لبنان على «ضمان تنفيذ جيد لسياسته الإيجابية لإلحاق الأطفال السوريين بالمدارس، ومحاسبة المتورطين في العنف في المدارس»، فضلاً عن «مراجعة شروط الإقامة والسماح لمن نفدت تصاريح إقامتهم بتجديدها». كما دعت إلى «السماح للسوريين بدخول سوق العمل، بما في ذلك تمكين المعلمين السوريين المؤهلين من تدريس الأطفال اللاجئين»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن لبنان يحتاج إلى «دعم مالي دولي أكبر ليستجيب لحاجات اللاجئين السوريين التعليمية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.