تعرض الجيش الإسرائيلي لانتقادات شديدة من الخبراء العسكريين والصحافة العبرية، وذلك بسبب الفشل في معالجة تسلل طائرة غريبة من دون طيار من الأراضي السورية باتجاه منطقة الجولان المحتلة، حيث إن الجيش ادعى بداية أنه أسقطها وتبين أن الصواريخ التي أطلقها باتجاهها فشلت في إصابتها وأن الطائرة عادت إلى الأجواء السورية من دون أن تصاب، وأن الشظايا التي سقطت على إحدى المستوطنات اليهودية في الجولان وأصابت فتاة في الرابعة عشرة، هي شظايا الصواريخ الإسرائيلية.
وقد اعترف الجيش بأنه فشل في اعتراض الطائرة وأعلن أنه بدأ التحقيق في الحادث.
وكانت الطائرة من دون طيار قد اخترقت الأجواء في الجولان المحتل لمسافة 4 كيلومترات، مساء الأحد، فأطلقت المضادات الأرضية باتجاهها صاروخين من طراز «باتريوت» الأميركي وصاروخا ثالثا من إحدى الطائرات المروحية والمقاتلة التي أطلقت إلى الجو. ومع أن صفارات الإنذار أطلقت قبل أن تتجاوز الطائرة خطوط وقف إطلاق النار، فقد أصيبت فتاة كانت تلعب في ساحة أمام بيتها، كما اشتعل حريق في أكثر من مكان، وشوهدت فيها أعمدة دخان. واعترف مصدر أمني إسرائيلي بأن محاولات اعتراض هذه الطائرة قد فشلت، لكنه دعا إلى الامتناع عن استخلاص النتائج وتوجيه الاتهامات، قبل الانتهاء من التحقيق.
وقال الخبير العسكري، أمير بوحبوط، إن هذا الاختراق وعودة الطائرة من دون أي مشكلات إلى المجال الجوي السوري، بعد قيام سلاح الجو الإسرائيلي بإطلاق صاروخي باتريوت اعتراضيين إلى جانب صاروخ جو - جو من دون نجاح يذكر، يشكّل جرس إنذار للجمهور الإسرائيلي وللمستوى السياسي على عتبات حرب مستقبلية، إن كان في الجنوب ضدّ حماس، أو في الشمال في مواجهة ما يسمى «حزب الله».
وأضاف: «سيناريوهات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن الحرب المستقبلية ستشهد قيام (حزب الله) بإطلاق 1.500 صاروخ نحو إسرائيل، في اليوم، وبشكل متزامن، كما ستحاول المنظمة الشيعية تشغيل طائرات من دون طيار استثمرت الكثير من الموارد في تطويرها وتشغيلها.
وتثبت هذه الحادثة الأمنية، ما اعتاد جيشنا التأكيد عليه، وهو أنه ليس بالإمكان تنفيذ الاعتراض بنجاح بنسبة مائة في المائة. وإلى جانب ذلك، تشكّل الصواريخ الاعتراضية خطرا على المحيط وسلامة الجمهور أيضا، والدليل على ذلك شظايا صاروخ (باتريوت)، التي أصابت بجراح طفيفة فتاة تبلغ من العمر 14 عاما، وأدت إلى حريق في مكان سقوطها. وفي وقوع حالة حرب مستمرة، فإن إطلاق الصواريخ والصواريخ الاعتراضية، في مقابلها، سيتسبب في أضرار جسيمة في الجبهة الداخلية حتى في الأوقات التي ستعمل فيها المنظومات الدفاعية بكل طاقتها.
وتؤكد هذه الحادثة أنه من الصعب اكتشاف الطائرات من دون طيار، عبر منظومات الرادار، كما أن هناك صعوبة كبرى في اعتراضها».
المضادات الإسرائيلية تفشل في إسقاط طائرة روسية تسللت للجولان
مراقبون: الحادث جرس إنذار على عتبات حرب مستقبلية
المضادات الإسرائيلية تفشل في إسقاط طائرة روسية تسللت للجولان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة