الإرهاب يضرب مجددًا كازاخستان ويستهدف مقرًا للأمن

بعد أيام على «أربعينية» هجمات أكتوبي

الإرهاب يضرب مجددًا كازاخستان  ويستهدف مقرًا للأمن
TT

الإرهاب يضرب مجددًا كازاخستان ويستهدف مقرًا للأمن

الإرهاب يضرب مجددًا كازاخستان  ويستهدف مقرًا للأمن

يضرب الإرهاب من جديد واحدة من المدن الكازاخية، وذلك قبل بعد أيام على إكمال كازاخستان «أربعينية» ضحايا الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها قاعدة للأمن في مدينة أكتوبي، غرب البلاد، مطلع الشهر الماضي. إذ قام مسلحون يوم أمس بمهاجمة مبنى قوى الأمن الداخلي ومقر هيئة الأمن في مدينة ألماتا، العاصمة الكازاخية القديمة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة رجال بوليس ومدنيين اثنين بينهم سائق شاحنة حاول أحد المهاجمين الاستيلاء عليها، فضلاً عن سقوط عدد من الجرحى إصابات سبعة منهم خطيرة، يتلقون الرعاية الطيبة في قسم العناية المركزة في مشفى المدينة. وانتهى الهجوم باعتقال قوات الأمن للمهاجمين، في ظل تضارب معلومات حول ما إذا كانا اثنين أو شخص واحد.
وتشير المعلومات الأولية من مدينة ألماتا إلى أن رجلاً ملتحيًا يرتدي الزي الأسود فتح النيران صباح أمس من رشاش على رجل بوليس بالقرب من مديرية الأمن الداخلي، وأثناء محاولته اقتحام المبنى أصاب بنيرانه رجل بوليس يحرس المبنى، واستحوذ على سلاحه ليستخدمه بعد ذلك في إطلاق النار على دورية للبوليس كانت تلاحقه. ونتيجة للاشتباك سقط على الفور ثلاثة رجًال بوليس، ولاحقا سقط مدني كان يقود سيارة شحن صغيرة حاول المهاجم السيطرة عليها. قبل ذلك كانت قوات الأمن قد ظنت أن سائق الشاحنة مشارك في الهجوم، وما زالت التحقيقات جارية للتأكد من دقة هذه المعلومة.
إثر هذا الهجوم أعلنت قوات الأمن في المدينة المستوى الأخير «الأحمر» من التهديد الإرهابي، وطلبت من المدنيين عدم الخروج من منازلهم. كما أغلقت كل محال بيع السلاح في المدينة، وطوقت محطة القطارات هناك. وبعد عدة ساعات تمكن رجال الأمن من اعتقال المهاجم، الذي اتضح أنه شاب يبلغ من العمر 27 عامًا، له سوابق إجرامية، وهو من سكان منطقة «كيزيلوردينسك» جنوب كازاخستان، يشتبه في أنه مسؤول عن جريمة قتل امرأة مساء أول من أمس.
وكان الرئيس الكازاخي نور سلطان نزار بايف قد وصف الهجوم بأنه «عمل إرهابي»، بينما نقلت وكالة «إنتر فاكس» الروسية عن مصدر في الأجهزة الأمنية الكازاخية قوله إن «المهاجم كان من أتباع التيارات الإسلامية غير التقليدية»، ويقصد بذلك التيارات المتطرفة، إلا أنه لم ترد حتى الآن تأكيدات رسمية حول الأسباب التي وقع الهجوم على خلفيتها، وما إذا كان المهاجم ينتمي فعلاً لمجموعات إسلامية متطرفة، أن أنه قام بمهاجمة مقر الأمن لأسباب أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا هو الهجوم الثاني الذي يتعرض له مقر تابع للأمن في كازاخستان خلال الشهرين الماضيين. حيث قامت مجموعة من أتباع التيارات المتطرفة بمهاجمة محال لبيع الأسلحة في مدينة أكتوبي غرب كازاخستان يوم الخامس من يونيو (حزيران)، حيث أخذ المهاجمون أسلحة من هناك واتجهوا على متن حافلة لاقتحام قاعدة تابعة للقوى الأمنية في المدينة. وقد أدى ذلك الهجوم إلى سقوط ثلاثة من عناصر الأمن، وأربعة مدنيين، بينما قتلت قوات الأمن 18 متطرفًا واعتقلت تسعة آخرين، خلال عملية خاصة لمكافحة الإرهاب استمرت من الخامس ولغاية الثاني عشر من يونيو. حينها قالت السلطات الكازاخية إن المهاجمين قاموا بتنفيذ العملية بناء على تعليمات متطرف كانوا يستمعون لدروسه عبر الإنترنت، وهو الذي أمرهم يومها بالخروج لتأدية واجب «القتال». بعد هجمات أكتوبي بأسبوعين تقريبًا، وتحديدًا في السادس والعشرين من يونيو أوقفت قوات الأمن الكازاخية مجموعة من المتطرفين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية في البلاد باستخدام عبوات ناسفة بدائية (يدوية الصنع)، وقام أحد المتطرفين بتفجير نفسه قبل اعتقاله، وقتل متأثرًا بجراحه.
ويحذر غالبية الخبراء المهتمين بشؤون جمهوريات آسيا الوسطى من احتمال أن توسع الجماعات الإرهابية نشاطها في جمهوريات آسيا الوسطى، بما في ذلك جمهورية كازاخستان، مستغلين بعض الظروف التي قد تساعدهم على ذلك، ومنها القرب من أفغانستان التي تؤكد مصادر متقاطعة أن مجموعات أعلنت «الولاء» لتنظيم داعش الإرهابي تنشط على أراضيها، هذا فضلاً عن مخاوف السلطات الأمنية في آسيا الوسطى من الشبان أبناء جمهوريات آسيا الوسطى الذين يقاتلون حاليًا إلى جانب «داعش» في سوريا والعراق، والذين قد يعودون إلى بلادهم، ويعملون على نشر الفكر المتطرف وممارسة النشاط الإرهابي هناك.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.