إنجيرليك في مرمى نيران الاتهام بالانقلاب على إردوغان

قاعدة ضرب «داعش» وورقة تركيا القوية أمام الغرب

جنود أميركيون يراقبون طائرات بلادهم في قاعدة انجيرليك قبل أن تقلع لضرب مواقع «داعش» في سوريا والعراق (غيتي)
جنود أميركيون يراقبون طائرات بلادهم في قاعدة انجيرليك قبل أن تقلع لضرب مواقع «داعش» في سوريا والعراق (غيتي)
TT

إنجيرليك في مرمى نيران الاتهام بالانقلاب على إردوغان

جنود أميركيون يراقبون طائرات بلادهم في قاعدة انجيرليك قبل أن تقلع لضرب مواقع «داعش» في سوريا والعراق (غيتي)
جنود أميركيون يراقبون طائرات بلادهم في قاعدة انجيرليك قبل أن تقلع لضرب مواقع «داعش» في سوريا والعراق (غيتي)

لمع اسم قاعدة إنجيرليك الجوية جنوب تركيا في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، فوق أنها ظلت لفترة طويلة مثار جدل بين تركيا وحلفائها مثل الولايات المتحدة وألمانيا لا سيما مع استخدامها في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.
واعتقلت السلطات التركية الجنرال بكير أرجان فان، القائد التركي لقاعدة إنجيرليك مع 10 من جنوده، بينهم ضابط، لدورهم المزعوم في محاولة الانقلاب الفاشلة، بحسب مسؤولين في الحكومة التركية.
وتستخدم قاعدة إنجيرليك الجوية من قبل قوات دول عدة متحالفة مع تركيا، ومن بينها الولايات المتحدة، التي تشن ضربات انطلاقا من القاعدة ضد «داعش» في سوريا والعراق.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن تركيا أعادت فتح قاعدة إنجيرليك أمام الطائرات الأميركية التي تستخدم في تنفيذ هجمات على «داعش» في أعقاب وقف هذه العمليات إثر محاولة الانقلاب.
وذكر بيان للبنتاغون أنه «بعد تنسيق وثيق مع حلفائنا الأتراك أعادوا فتح مجالهم الجوي أمام الطيران العسكري. ونتيجة لذلك فقد استؤنفت العمليات الجوية للتحالف ضد (داعش) في جميع القواعد الجوية في تركيا».
وكانت تركيا الحليفة الرئيسية لواشنطن في المنطقة قد سمحت للولايات المتحدة باستخدام القاعدة الجوية في إنجيرليك لشن هجمات على التنظيم المتشدد بعد شد وجذب، حيث رهنت تركيا السماح باستخدامها والاشتراك في الحرب ضد «داعش» بالسماح لها بإقامة منطقة آمنة على حدودها مع سوريا.
وأوقفت الحكومة التركية هذه العمليات الجوية مؤقتا على الأقل بعد محاولة الانقلاب التي وقعت مساء الجمعة.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه تحدث مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو ثلاث مرات أول من أمس (السبت).
وأضاف: «أكدوا لي أنه لن يكون هناك أي تعطل لجهودنا ضد تنظيم داعش». وذكر كيري أن صعوبة استخدام الطائرات الأميركية لقاعدة إنجيرليك ربما كان نتيجة الطائرات التي أقلعت دعما للانقلاب باستخدام القاعدة الجوية في إعادة التزود بالوقود.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال إن عددا من العسكريين الأتراك المرابطين في قاعدة إنجيرليك الجوية التابعة لحلف الناتو متورطون في محاولة الانقلاب على السلطة بتركيا.
وقال جاويش أوغلو، في تصريحات، أول من أمس، إن القوات الموالية للحكومة أنجزت عملية تطهير القاعدة من المشاركين في محاولة الانقلاب العسكري. وأكد وزير الخارجية التركي أن قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب، الذي يضم تركيا، ستستأنف توجيه الضربات لمواقع تنظيم داعش في أقرب وقت.
وجاءت هذه التصريحات بعد مرور ساعات عدة على إعلان وزارة الدفاع الأميركية، في وقت سابق من السبت، عن توقف ضربات التحالف الدولي ضد الإرهاب لمواقع «داعش» من قاعدة إنجيرليك الجوية العسكرية الواقعة على الأراضي التركية.
وكانت قنصلية الولايات المتحدة بتركيا قد أفادت سابقا بأن السلطات المحلية قامت بإغلاق قاعدة إنجيرليك الجوية العسكرية الأطلسية الواقعة على الأراضي التركية. وقالت القنصلية في بيان لها إن السلطات التركية قطعت التيار الكهربائي عن القاعدة ومنعت الدخول إليها أو الخروج منها.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن المنشآت الأميركية في إنجيرليك تعمل على مصادر الطاقة الخاصة بها، مشددا على أن «قطع إمدادات الكهرباء عن القاعدة لم يؤثر على عملها».
وأصدرت محكمة القضايا المستعجلة في تركيا أمرا باعتقال قائد القاعدة الناقلة العاشرة التابعة لقاعدة إنجيرليك الجوية العقيد بكر أرجان والكولونيل خليل شاليك والملازم جاني شاتينتاش والملازم حسن سافاش والملازمين مصطفى هاشم بوينويري والملازم أول حسن شحنة والرائد عثمان توناهان برك واللواء الطيار دفريم أجرياغاتش والملازم أول الطيار فاتح أكبولوت ومساعد أول وحدة الصيانة الجوية بولنت تويجار والملازم أول الطيار حزر أوزيوفا ومدير الشعبة الرابعة لمديرية الأمن خلوق باموكتشو، على خلفية توجيه طائرات تزويد الوقود بأمر من الانقلابيين إلى أنقرة وإسطنبول كي تتمكن مقاتلات إف 16 من البقاء في الجو لفترة أطول.
وقام أفراد الشرطة العسكرية باقتياد المتهمين المقبوض عليهم إلى القيادة المركزية في أضنة، وشوهد العسكريون وبعضهم يرتدي زيا مدنيا بينما البعض الآخر يرتدي زيه العسكري وقد أزيلت من عليه الرتب.
وتقع قاعدة إنجيرليك في محافظة أضنة جنوب تركيا. ومنذ افتتاحها في عام 1955 يستخدمها سلاحا الجو التركي والأميركي، حصرا، لكنها فتحت أمام طيران الدول المشاركة في التحالف الدولي لضرب «داعش» في سوريا والعراق، إذ سمحت تركيا للطائرات الحربية التابعة من ألمانيا وبريطانيا وقطر والسعودية باستخدام القاعدة بالإضافة إلى الجيش الأميركي الذي يوجد في القاعدة بشكل دائم.
وتعد إنجيرليك من أضخم القواعد الجوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) المقامة على الأراضي التركية. وتقع القاعدة في بلدة إنجيرليك التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن مدينة أضنة جنوب تركيا، وأضنة هي خامس أكبر المحافظات التركية الواحدة والثمانين، وتبعد القاعدة 56 كيلومترا عن البحر الأبيض المتوسط.
ولعبت قاعدة إنجيرليك دورا مهما في دعم الحروب الأميركية في العراق وأفغانستان وبدأ تشييدها في عام 1951 واكتملت في عام 1954 كجزء من جهود الولايات المتحدة في الحرب الباردة ودخلت الخدمة عام 1955. موقعها الاستراتيجي حولها إلى مركز أساسي لطائرات التجسس U2 التي كانت تتجسس بالأساس على الاتحاد السوفياتي السابق، وفي عام 1958 استعملت في التدخل في لبنان. كما تعد بمثابة مركز مساعدات لوجستية.
وقاعدة إنجيرليك مزودة بطائرات وصواريخ وأجهزة اتصال رادارية متطورة وبعيدة المدى وتسمح بالسيطرة على أجواء شرق البحر المتوسط وبالإضافة إلى مهماتها المخصصة للهجوم والدفاع، فإنها تضم عشرات الطائرات من أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الغرب من طراز فانتوم وغيرها.
كما تتمركز في إنجيرليك وحدات من القوة الجوية الأميركية التكتيكية 16 وتتولى هذه القاعدة بدورها مهمة تدريب الطيارين الأتراك وطياري دول حلف الناتو، وتخصص لمهمة الدفاع عن الحدود الجنوبية لـ«الناتو» حال نشوب نزاع ما بين الشرق والغرب.
ومؤخرا رفضت تركيا زيارة وفد من البرلمانيين والنواب الألمان قاعدة إنجيرليك بسبب موافقة البرلمان الألماني على مشروع قانون باعتبار أحداث شرق الأناضول عام 1915 «مذابح إبادة جماعية على يد الأتراك العثمانيين».



ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
TT

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.

وتعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترمب بضم كندا. وقال ترودو في لندن يوم الأحد إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين وأضاف «لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة». ويعتبر تشارلز هو رأس دولة كندا، التي هي عضو في الكومنولث البريطاني.

وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترمب أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة. وكان الملك، الذي التقى يوم الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترمب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة. وقال المحامي الدستوري لايل سكينر في منشور على «إكس»، «خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا».

وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، فإن العديد منهم كان لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها. يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور. وهذا مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، بالنظر إلى كيف تم تصميمه بعناية ليوحد أمة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.