كان الأسبوع الماضي في التغطية الصحافية الأميركية هو تغطية المفاجآت. طبعًا، كان مذبحة نيس، في فرنسا، مفاجأة. وكانت، أيضًا، محاولة الانقلاب العسكري في تركيا وعودة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى الشرعية بين عشرات الآلاف من أنصاره. وربما كان، أيضًا، اختيار المرشح الجمهوري دونالد ترامب لنائبه.
ذلك أن ترامب، كعادته، تحدث كثيرًا، لكن ربما لم يكن كل حديثه مفيدًا، أو كان متكررًا، أو كان متناقضًا.
يوم السبت الماضي، وأخيرًا، وقف ترامب إلى جانب حاكم ولاية أنديانا، جيرالد بينس، وقال إنه هو، بالتأكيد، سيكون نائبه. ثم قال، وهو ينظر إليه، إنه كان أول شخص خطر في باله ليكون نائبه.
لكن، يوم السبت نفسه، حسبَتْ صحيفة «واشنطن بوست» المرات التي تحدث فيها ترامب عن بينس: «مرة قال إنه لا يعرفه. ومرة (خلال الانتخابات التمهيدية في ولاية أنديانا، التي فاز فيها ترامب، بفضل مساعدة بينس) قال ترامب إنه يعرفه جيدًا. ومرة قال إن بينس ربما سيكون نائبه. ومرة نفى ذلك».
لهذا، إذن لم يكن اختيار بينس مفاجأة للإعلام الأميركي، كانت طريقة اختياره مفاجئة، وربما لم تحدث من قبل بهذه الصورة. لكن، هكذا ترامب. وكما قالت «واشنطن بوست»: «يلهث وراءه الصحافيون، ثم لا يجدونه وكأنه سراب، ثم يظهر، ثم يلهثون وراءه»، (كيف سيكون الحال إذا صار رئيسا؟).
في الحقيقة، قالت صحف إن تغطية الصحافيين لترامب توضح أنهم مغرمون به، رغم إساءاته لهم. وأن هذا «الغرام الغريب» هو سبب فوز ترامب في الانتخابات التمهيدية. وربما سيكون سبب فوز ترامب على هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية.
كان انفجار نيس، طبعًا، مفاجأة. لكن، وجدت التغطية بعض النقد.
انتقدت صحيفة «فايس» الإلكترونية تغطية مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها نقلت «صورًا بشعة لناس يموتون»، لكن، قالت الصحيفة إن هذا شيء مفهوم في الإعلام الاجتماعي. يلتقط شخص صورة مثيرة، ويسارع وينشرها في الإنترنت.
لكن، صبت الصحيفة جام غضبها على الصحف وقنوات التلفزيون، وقالت إنها تخطت حدود «المعقول والمفهوم» لأنها نشرت «صورًا بشعة لناس يموتون».
وانتقدت صحيفة «هوليوود ريبورتر» تغطية الإعلام الأميركي لشركات الإنترنت. ربما لأن رئاسات كثير من هذه الشركات قريبة من لوس أنجليس (حيث تغطى الصحيفة أخبار نجوم ونجمات السينما والتلفزيون).
وما بين هجوم نيس في فرنسا ومحاولة من الجيش التركي الاستيلاء على السلطة في البلاد، توزعت اهتمامات الصحف الأوروبية، ونبدأ من باريس وقراءة في عناوين الصحف الفرنسية الصادرة بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مدينة نيس جنوبي البلاد، والذي خلف ما لا يقل عن أربع وثمانين قتيلاً قضوا دهسًا بشاحنة كانت تسير بسرعة جنونية بين الحشود التي كانت تحتفي بالعيد الوطني الفرنسي في 14 - يوليو (تموز).
البداية من صحيفة «لوفيغارو» التي عنونت صفحتها الأولى «الرعب من جديد»، أما «لوموند» التي صدرت نسختها الورقية قبل الحادثة فقالت في نسختها الإلكترونية «ثمانون قتيلاً في نيس وتمديد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر». «لوباريزيان» عنونت صفحتها الأولى «الرابع عشر من يوليو - رعب في نيس»، وكانت الصفحة الأولى للصحيفة عبارة عن صور الشاحنة التي دهست المارة في نيس، بالإضافة إلى صورة أخرى للمحتفين بالعيد الوطني الفرنسي في حالة هلع ورعب وجثث ممددة وسط الطريق.
صحيفة «نيس ماتان» كتبت «مذبحة في نيس»، مضيفة شهادة لأحد صحافييها الذي كان موجودًا بعين المكان لحظة وقوع العملية، والذي قال كانت سهرة جميلة وممتعة لولا ما حدث. أما صحيفة «لوبوان» فكتبت أن باتريك كالفير رئيس الاستخبارات الداخلية تحدث منذ يومين عن احتمال القيام بعمليات إرهابية عن طريق سيارات مفخخة في فرنسا خلال مداخلة له في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية.
وننتقل إلى لندن، حيث هيمن الهجوم على المصطافين في مدينة نيس على تغطية كل الصحف البريطانية بداية من صحيفة «التايمز» التي نشرت صورة لتلك الفتاة التي قتلت دهسا وجثتها ملقاة على الأرض مغطاة بالغطاء الطبي العازل للحرارة وإلى جانبها دميتها ملقاة هي أيضا بجانبها، يعلوها عنوان عريض «سحقت دون رحمة». ويقول مراسل الصحيفة ديفيد براون واصفًا القاتل بأنه «شخص غريب الأطوار يتناول المخدرات ويضرب زوجته، أقدم على هذه الجريمة الفظيعة». كما ينقل مراسل «التايمز» تصريحات شقيق منفذ هجوم نيس، الذي قال عن شقيقه محمد إنه كان ملحدًا، وأنه لا يستبعد فرضية أن يكون تم تجنيده من طرف ما يعرف بتنظيم «الدولة الإسلامية». وفي تحليلاتها، تقول صحيفة «التايمز»: «إن عصابات الشوارع في فرنسا يشكلون تربة خصبة للانخراط في الأعمال الجهادية، خاصة وأن مثل هؤلاء اللصوص وصغار المجرمين لديهم خبرة في ممارسة العنف واستخدام الأسلحة قبل تجنيدهم».
عودة إردوغان تخطف الأضواء بعد الانشغال بنائب ترامب وأحداث نيس
https://aawsat.com/home/article/691866/%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AE%D8%B7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B4%D8%BA%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%88%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB-%D9%86%D9%8A%D8%B3
عودة إردوغان تخطف الأضواء بعد الانشغال بنائب ترامب وأحداث نيس
الصحف الأوروبية ركزت على الانقلاب الفاشل في تركيا وهجوم فرنسا
- بروكسل: عبد الله مصطفى
- بروكسل: عبد الله مصطفى
عودة إردوغان تخطف الأضواء بعد الانشغال بنائب ترامب وأحداث نيس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة