حذّر خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة من خطورة مراوغة تنظيم داعش الإرهابي هذه الأيام، وشنه عمليات إرهابية في دول كثيرة من العالم عن طريق ثلاث استراتيجيات: الأولى تعرف بـ«الذئاب المنفردة» لـ«داعش» التي تعني أن منفذي العمليات الإرهابية يعملون بشكل فردي ويشكلون خلايا محدودة العدد تعمل في التخطيط والتنفيذ. والثانية «سمكة الصحراء» التي تقوم على انسحاب التنظيم من أماكن يتعرّض فيها لضربات عنيفة وهجمات متتالية إلى أماكن جديدة غير متوقعة؛ تمهيدا لتأسيس منطقة نفوذ جديدة يضمن فيها مزيدا من الأتباع. أما الثالثة فهي «الخلايا النائمة» المستوحاة من تنظيم «القاعدة»، وهي تكون دائما في فترة الإعداد تعمل وتدرس وتحضر، لحين القيام بعمليات إرهابية.
كان وراء تفجيرات المملكة العربية السعودية الأخيرة في نهاية شهر رمضان الماضي، وتفجير عبوة ناسفة خلال صلاة العيد في بنغلاديش، فضلا عن أحداث مطار إسطنبول - أتاتورك بتركيا، انتحاريون تابعون لـ«داعش» يرجح أنهم «ذئاب منفردة» أو «خلايا نائمة» نفذت العمليات الإرهابية.
في غضون ذلك، قال متخصصون أمنيون وعلماء دين: إن «جذب وتجنيد عناصر الاستراتيجيات الثلاثة يتم من خلال الإنترنت، فضلا عن التعرف إلى مخططات التنظيم والأهداف التي يضعها بهدف شن هجمات إرهابية». بينما أضاف خبراء أن «داعش» يصوغ استراتيجياته ليخاطب ثلاثة مستويات مختلفة تمامًا؛ فهناك خطاب للأتباع والمتعاطفين والمؤيدين، وخطاب آخر يستهدف المتابعين الذين يقفون على الحياد أو في مفترق طرق إزاء التنظيم وأعدائه، أما الخطاب الثالث فيستهدف أعداء التنظيم – على حد زعمه.
وتعليقا على استراتيجيات «داعش»، قال الدكتور محمد أحمد الدش، مدرس الدعوة والثقافة الإسلامية في كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر في مصر: إنه «نتيجة للضربات المتلاحقة والهزائم المتتالية التي أصيب بها تنظيم داعش الإرهابي، اتجه تفكير قادته الحربي إلى خلق استراتيجيات عسكرية تضمن له البقاء بعض الوقت. وهو إذ يعلن عن تلك الاستراتيجيات في بياناته المتبنية لعملياته وجرائمه فهو بذلك يقدم خدمة لدول التحالف الدولي التي تحاربه ليكونوا على وعي بطريقة التفكير. ولقد تمكن التنظيم خلال الفترة الأخيرة من الاستفادة من مفردات بيئته، مثلما استفاد من ثورة التكنولوجيا والاتصالات في سبيل محاربة أعدائه وضم موالين جدد». وتابع قائلا: «إن (الذئاب المنفردة) تعبير يقصد به تحول شخص أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر إلى مقاتلين يقومون باستخدام المتاح لديهم من أسلحة أو عتاد، دون وجود أي رابطة عضوية أو تنظيمية يمكن تتبعها، من خطوط عامة أو مناشدات من التنظيم لأعضائه أو أنصاره باستهداف دولة أو رعاياها بالقتل، كما حدث في استهداف المطارات والمساجد».
وحقًا، يصف الخبراء «الذئاب المنفردة» بأنهم أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد من دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، لكنهم ينفذون هجمات مسلحة بدوافع عقائدية، سواء كانت هذه العمليات بالأسلحة المتطورة أو بالطرق البدائية مثل السكين أو حتى العصا.
أما الخبير الأمني والاستراتيجي في مصر العميد السيد عبد المحسن، فذكر أنه يجري اجتذاب وتجنيد «الذئاب المنفردة» من خلال شبكة الإنترنت، ومن خلال الإنترنت يمكن التعرف إلى استراتيجيات التنظيم والأهداف التي يضعها بهدف شن هجمات إرهابية. ويكمل: «توفر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت مهمة تدريب أفراد (الذئاب المنفردة) من خلال توفير الإرشادات اللازمة لصناعة القنابل الناسفة واستخدام السلاح وغيره من التدريبات العسكرية التي تحول هؤلاء الأشخاص لمنفذين ماهرين».
ويشار إلى أن «أبو محمد العدناني»، الناطق باسم تنظيم داعش، كان قد دعا في تسجيل صوتي عام 2014 المتعاطفين مع التنظيم إلى قتل رعايا الدول في أي مكان، باستخدام أي سلاح متاح من دون العودة إلى قيادة «داعش»، أو حتى الانضمام إليه تنظيميًا. كذلك دعا «أبو بكر البغدادي» زعيم التنظيم المتطرف «الذئاب المنفردة» إلى استهداف المواطنين الشيعة في المملكة العربية السعودية، في حين توعد التنظيم عبر مؤسسة «دابق» الإعلامية بحرب جديدة تحت عنوان «الذئاب المنفردة».
وقال الدكتور الدش: إن «الذئاب المنفردة» نفذوا عمليات إرهابية منفردة في دول أوروبا بعد فشل الدواعش في مواجهات سوريا والعراق وليبيا، وعدّد بين أبرز عمليات «الذئاب المنفردة» تلك العمليات الأخيرة التي وقعت في الولايات المتحدة وفرنسا والأردن على أيدي صبية متشبعين بالفكر الداعشي، وكان من بينهم من نفذ عمليته الإرهابية ولم يكن منضما لهذا التنظيم إلا قبل التنفيذ بلحظات. ولفت إلى أن قادة التنظيم يوصون هؤلاء «بضرورة التطبيع الظاهري مع مجتمعاتهم المحلية حتى يتوفر لهم مبدأ الأمن والسلامة، ثم مباغتة الدول كأهم مبدأ حربي. فلا مانع من عدم الإعلان عن كونهم مسلمين؛ بل عليهم أن يلبسوا مثل ما يلبسون ويتعطرون ويحلقون لحاهم، كل ذلك على سبيل المحاكاة والمماتنة كالحرباء في تلوّنها».
وأما عن استراتيجية «سمكة الصحراء»، فقال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى مصر: إن «تنظيم داعش استوحى استراتيجية (سمك الصحراء) تلك من حركة سمكة الرمال وهي إحدى الزواحف التي تتنقل من مكان إلى مكان من خلال الغطس في الرمال، حيث تهرب من مكان لتظهر في مكان بعيدا عن أعين أعدائها، أو البحث عن فرائس جديدة لها. وهذه إشارة ذات دلالة قوية على تفكير التنظيم الذي لا يترك فرصة من الاستفادة بكل الوسائل المحيطة به، بدءًا من حركة الزواحف، وانتهاء بأعلى وسائل التكنولوجيا والاتصالات. وهذا ربما يضمن بقاءً مؤقتًا للتنظيم مع كثرة الضربات التي يتلقاها؛ إذ إن عملية تغيير الجلد – كالثعبان – تساعد الإرهابي أو الداعشي – على التأقلم في بيئات مختلفة وظروف مختلفة، ولو لوقت قليل، يعاود بعدها استحداث طرق جديدة ليظل باقيًا». وأوضح نجم، أن «هذه الاستراتيجية العسكرية للتنظيم بجانب أنها تضمن له هربا من نيران التحالفات العسكرية ضده، فهي في الوقت نفسه تساعده في الوصول إلى مناطق جديدة يسيطر عليها وتكون بعيدة عن أماكن تمركزه وسيطرته».
وأوضح مستشار مفتي مصر، أن استراتيجية «سمكة الصحراء» العسكرية، التي أطلقها التنظيم في العام الماضي، مستمدة من شعار التنظيم «باقية وتتمدد» الذي أصبح شعارا لرؤية الدواعش لدولة الخلافة المزعومة. وبيّن أن «هذه الاستراتيجية تقوم على بناء تحالفات في أماكن مختلفة، وبخاصة من النخب المتأثرة بالفكر المتطرف، وسرعان ما يبدأ التحوّل إلى الفكر السياسي ومن ثم العسكري. وبعدها يصبح المنضمون بين عشية وضحاها مقاتلين داخل صفوف التنظيم، لكن هذه التحالفات وإن كانت تمثل للتنظيم قوة في فترة ما، فإن هذه القوة سرعان ما تضعف وتنهار في فترات متتالية. ويرجع ذلك إلى هشاشة تلك التحالفات، نتيجة لعدة أسباب منها ما هو عرقي وما هو ديني أو مذهبي أو آيديولوجي».
هذا، وبينما يذهب بعض المراقبين إلى اعتبار استراتيجيتي «الذئاب المنفردة» و«سمكة الصحراء» نتاجا طبيعيا ومتوقعا بعد الضربات الموجعة التي تلقاها «داعش» في سوريا والعراق، إضافة إلى التضييق الأمني وملاحقات في دول العالم كافة، يرى آخرون أن على أجهزة الأمن أن تقلق كثيرا بشأن هجمات متوقعة من التنظيم واختيار أسلوب جديد للتعامل مع الخطر الأمني الداهم جراء نشاط «الذئاب المنفردة» الدموي. وهنا يقول الدكتور الدش: «داعش» لجأ إلى «سمكة الصحراء» لاصطياد فرائس جديدة، والابتعاد عن الأماكن التي أصيب فيها بهزائم منكرة وأحكم عليه التحالف الدولي قبضته إلى أماكن جديدة لا يتوقعها أعداء التنظيم، موضحا «كما هو معلوم أن هذا التنظيم لا يقنع بتحقيق هدف واحدة بضربة واحدة؛ بل يسعى إلى تحقيق أهداف عدة بعملية واحدة. ففي استخدامهم استراتيجية «سمكة الصحراء» من وجهة نظرهم فوائد عدة، لعل من أهمها، كسب مؤيدين وموالين جدد، وخلق مناخ جديد لبث أفكارهم المتطرفة، والتنكيل برعايا أعدائهم». ووفق بعض التقارير، فإن «العدناني المكلف بالعمليات الخارجية والمقرب من البغدادي زعيم (داعش) نجح أخيرا في فرض خطه على زعيمه، والحصول على مباركته للتعديل الاستراتيجي الذي عرفه نشاط التنظيم، والذي يمكن تلخيصه في الانتقال من الاكتفاء بتبني العمليات التي تنفذها الجماعات المؤيدة والفروع الفعلية أو الوهمية للتنظيم، إلى مرحلة الاشتراك الفعلي في العمليات على الساحة الخارجية، والإشراف المباشر على توجيهها، كما كان الحال بمناسبة الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي».
يذكر أن أول ظهور لمصطلح «الذئاب المنفردة»، وهو مصطلح القتال الفردي، الذي ظهر أحد فصول كتاب «دعوة المقاومة الإسلامية العالمية» الذي أنجزه «أبو مصعب السوري» بعد التحديات الأمنية التي واجهها تنظيم القاعدة بعد أحداث وهجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، والذي يدعو فيه أفراد التنظيم والمتعاطفين مع التنظيم والمسلمين إلى الجهاد المنفرد ضد الغرب. وفي عام 2010 قدم تنظيم «القاعدة في اليمن» وصفة إرهابية بعنوان «كيف تصنع قنبلة في مطبخ أمك؟»، داعيًا المتعاطفين في الدول الغربية إلى القيام بعمليات إرهابية فردية هناك.
وحسب الخبراء، لم يختلف أسلوب دعوة قادة «داعش» عن طريق عمل تنظيم القاعدة في دعوة أنصاره للجهاد المنفرد؛ إذ دعا «العدناني» عام 2014 في تسجيل صوتي بعنوان «إن ربك لبالمرصاد» المتعاطفين مع التنظيم إلى قتل رعايا دول التحالف الدولي للإرهاب في أي مكان، باستخدام أي سلاح متاح، وهو ما يمكن من تنفيذ العملية من دون العودة إلى قيادات التنظيم، ومن دون الانضمام إليه.
ويشير الدكتور حسام شاكر، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إلى أن «داعش» يصوغ استراتيجياته ليخاطب ثلاثة مستويات مختلفة تمامًا: فهناك خطاب للأتباع والمتعاطفين والمؤيدين، وخطاب آخر يستهدف المتابعين الذين يقفون على الحياد أو في مفترق طرق إزاء التنظيم وأعدائه، أما الخطاب الثالث فيستهدف أعداء التنظيم. وفي سياق متصل، يقول الخبراء عن خلايا «داعش» النائمة إنها «كانت وراء تحقيق النجاحات في الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق وفي اقتحام المدن». وبحسب شاكر «تعد الخلايا النائمة أبرز ما يثير القلق هذه الأيام؛ لأن عناصرها يعملون في الخفاء في مساعدة المسلحين، بينما هم في العلن يمارسون أعمالا عادية، وبخاصة في الدول الأوروبية». ولفت شاكر أن «الخلايا النائمة» المتعارف عليها داخل «داعش» في الأراضي التي تقع تحت سيطرته في سوريا والعراق تختلف عن «الخلايا الناشطة»؛ فالعناصر الناشطة «لها بيعة وأمير مباشر ووظيفة داخل الهيكل التنظيمي وغير مرتبطة بعمل حكومي وتأخذ كفالات شهرية (رواتب) وملزمة بولاية من ولايات التنظيم».
ويضيف شاكر «أما الخلايا النائمة، فهي مرتبطة ببيعة وأمير مباشر فقط، وهم ثلاثة أنواع: الأول مجمد عن العمل بسبب قرار أمني أو تنظيمي أو شرعي، والثاني مكلف باختراق الأجهزة الحكومية الأمنية والعسكرية والمعلوماتية، والثالث مكلف بالدعوة والتدريب الشرعي والعسكري وجمع الصدقات ونشر الفكر؛ لكن بحذر ودون إحداث أي مؤشرات». ويلفت إلى أن «الخلايا النائمة» لـ«داعش» في سوريا والعراق تستيقظ وتكون نشطة عندما ينجح المسلحون في السيطرة على منطقة ما. وبعدها «ينسحب المسلحون الميدانيون من المنطقة ويتوجهون إلى مناطق أخرى للسيطرة عليها، فيما تقوم الخلايا النائمة سابقًا بإدارة شؤون المناطق وكأنهم مسؤولون عنها».
وعن مهام ودور «الخلايا النائمة» في أراضي «داعش»، يقول متخصّصون أمنيون في مصر: «إن بينها التجسس على سكان المنطقة الذين يعيشون فيها وإعداد قوائم بالعاملين في القوات الأمنية والوظائف الحكومية المدنية المهمة وإرسالها إلى المسلحين، كما أن من مهامهم معرفة حجم القوات الأمنية وعدد نقاط التفتيش في المناطق». ومن جهة أخرى، فإن «الذئاب المنفردة» أو «سمكة الصحراء» أو «الخلايا النائمة»، كما يقول الخبير الأمني المصري العميد عبد المحسن: «هم أفراد يعتنقون الأفكار المتطرفة ويرتبطون آيديولوجيًا بتنظيمات متشددة دون أن يرتبطوا تنظيميا بهذه الجماعات المتطرفة، ويقومون بالتخطيط لعمليات إرهابية بصورة مستقلة، وبتخطيط وتمويل ذاتي خدمة لأهداف التنظيم وفلسفته. وفي الغالب لا يتجاوز عدد هؤلاء في العملية الواحدة ثلاثة أفراد على أقصى تقدير».
ويشير الخبراء إلى أن خطط «داعش» تقوم على عدم الاكتفاء بإلهام المنظمات المتطرفة أو «الذئاب المنفردة» بتنفيذ عمليات إرهابية في الخارج، بل إن التنظيم انتقل إلى تأكيد مشاركته، أو على الأقل الإشراف عليها، بما يخدم أهدافه عبر تقرير الأهداف والتوقيت والاستراتيجية، على أن يترك للمكلفين بهذه المهام اختيار سُبل تنفيذها والمشاركين فيها. وهو يفضل أن يكونوا من البيئة المحلية، تماما كما يوضحه تكليفه عبد الحميد أبا عود بالعملية الفرنسية والسماح له باختيار الأشخاص القادرين على مساعدته في مشروعه. لقد سمح هذا الخيار الذي يُعد العنوان الجديد لخطة تحرك «داعش» الجديدة، بضمان الإشراف الاستراتيجي على مسار العمليات؛ لكن دون تورط مباشر فيها.. فضلا عن الاعتماد بشكل متزايد على مواطني الدول الأجنبية نفسها لتنفيذ هجمات ضدها، أو قريبين منها، كما كان الأمر تماما في هجمات باريس وبلجيكا».
في هذه الأثناء، تشير الهجمات الأخيرة في السعودية، تركيا، الولايات المتحدة، فرنسا، الأردن وبنغلادش، التي بارك «داعش» بعضها، إلى انتهاج التنظيم فعليًا أسلوبي «الذئاب المنفردة» أو «سمكة الصحراء». ويقدر مراقبون أتباع التنظيم بالآلاف في الغرب، وأن دول أوروبا تحولت أخيرا إلى دول حاضنة لـ«الذئاب المنفردة». ووفق العميد عبد المحسن «هناك عدد كبير من المقاتلين الأجانب والمنتمين لجنسيات مختلفة من دول أوروبية ضمن صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق وليبيا، وهو ما يشير إلى أنه حال عودة هؤلاء إلى مدنهم ودولهم مرة أخرى متشبعين بأفكار متطرفة، إضافة إلى متلقي الأفكار الراديكالية عبر مواقع الإنترنت، فإنهم يمثلون نواة لضم (الذئاب المنفردة) في خلايا موالية للتنظيم المتطرف، لكنه لا ينتظر أمرا من قادتها لبدء تنفيذ العملية».
ولقد دشّن «داعش» بتلك العمليات الأخيرة التي انتهجها في الكثير من الدول استراتيجية جديدة مختلفة عن طريقة عمله السابقة التي كانت تركز على السيطرة على أراضٍ ميدانية، والتمدد عبرها إلى توجيه ضربات خارجية، أما السبب فمنافسته لـ«القاعدة» على صعيد الإرهاب العالمي.
ويتوعد «داعش» الغربيين باستمرار بهجمات «تنسيهم» – على حد زعمهم – هجمات نيويورك وواشنطن يوم 11 سبتمبر 2001، وكذلك هجمات باريس وبروكسل.
وراهنًا، حسب باحثين، فإن تنظيم داعش يمتلك أكثر من 90 ألف صفحة على موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» باللغة العربية، و40 ألفا بلغات أخرى، بما يوسع من قدرات التنظيم على شن هجمات دون أن تتمكن الدول الغربية من تتبع تحركاتهم. ويؤكد هؤلاء أن التنظيم المتطرف ينشر يوميًا ما يقرب من 250 ألف تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» لتوصيل رسالة بأن عدد الداعمين لأفكار التنظيم في تزايد مستمر. ويلفتون إلى أن «داعش» يعتمد اعتمادا كليا على ما يطلق عليهم «الهاكرز» لاختراق حسابات رواد التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من المتابعين والتأثير فيهم، كما أن «الهاكرز» يصورون الحياة في مناطق سيطرتها على أنها حياة طبيعية، متجاهلين فيديوهات القتل والذبح والوحشية التي يرتكبها عناصر التنظيم. وهذا يعني أن التنظيم يمتلك ويستثمر جيشا إلكترونيًا لنشر الفيديوهات المصورة عبر دول العالم لزيادة شعبيته، خصوصا في أوروبا.
8:17 دقيقة
«داعش».. يراوغ ويقتل
https://aawsat.com/home/article/691771/%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%88%D8%BA-%D9%88%D9%8A%D9%82%D8%AA%D9%84
«داعش».. يراوغ ويقتل
مستخدمًا استراتيجيات «الذئاب المنفردة» و«سمكة الصحراء» و«الخلايا النائمة»
- القاهرة: ولید عبد الرحمن
- القاهرة: ولید عبد الرحمن
«داعش».. يراوغ ويقتل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة