تعهد أمين جامعة الدول العربية ببذل جهود لمنح دولة جنوب السودان صفة (عضو مراقب خاص) في الجامعة، وبدعم السودان وملفاته المقدمة لقمة نواكشوط المرتقبة.
وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط في الخرطوم، بعد لقائه الرئيس السوداني عمر البشير أمس، إنه سيسعى لدى الدول العربية إلى منح دولة جنوب السودان صفة (عضو مراقب)، على الرغم من عدم النص على صفة العضو المراقب في ميثاق الجامعة، والعمل على توطيد العلاقة بين الدولة الوليدة ودول الجامعة، وأضاف موضحا: «سأقدم تقريرا للمجلس الوزاري، لكي نتجاوز الأحداث الحالية في جنوب السودان وجوبا، وسوف أسعى إلى إقناع الدول العربية لإعطاء جنوب السودان صفة مراقب خاص، ولا يجب أن يفوت علينا الدور الإسرائيلي، مثلما نشهد في زيارة الرئيس الإسرائيلي للدول الأفريقية الأربعة».
ووصل الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى الخرطوم، أمس، في زيارة تعد الأولى له منذ تسمنه منصبه في 10 من مارس (آذار) الماضي، التقى خلالها الرئيس السوداني عمر البشير، على الرغم من أن السودان وقطر عارضتا توليه المنصب العربي الرفيع.
وقال أبو الغيط، عقب اجتماعه مع الرئيس البشير، إنه حرص أن يكون السودان هو الدولة الأولى التي يزورها بعد انتخابه أمينا عاما للجامعة العربية للتدليل على مكانته عنده، وتعهد بتسخير إمكانيات جامعته لصالحه، موضحا أنه قدم للرئيس البشير ملفا بالمبادرات السودانية المقدمة للقمة العربية 27 المقرر عقدها في العاصمة الموريتانية نواكشوط في 25 من يوليو (تموز) الحالي، مبديا له حرص الجامعة على رعاية تلك المقترحات، بما في ذلك المقترحات السودانية المتعلقة بالعلاقة بين السودان والبعثة المشتركة لحفظ السلام في دارفور (يوناميد)، أو خطة الرئيس البشير للأمن الغذائي العربي وسد الفجوة الغذائية.
وأضاف أبو الغيط أنه قبل دعوة الرئيس البشير للمشاركة في الاحتفال الذي تنظمه الحكومة السودانية بشأن تأمين السلام في دارفور، واتفق معه على عقد اجتماع على هامش قمة نواكشوط، معلنا عن سلسلة زيارات سينظمها لزيارة جميع الدول العربية، بما في ذلك دولة قطر.
من جهته، قال وزير الدولة بالخارجية السودانية عبيد الله محمد، عقب اللقاء، إن زيارة أبو الغيط للسودان تأكيد لاهتمامه بالقضايا السودانية، على الرغم من الظروف بالغة التعقيد التي تمر بها الأمة العربية والقضايا الكثيرة المتداخلة، لا سيما الأمنية منها، فضلا عن التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها. وكشف عبيد الله عن اطلاع الرئيس البشير للأمين العام على الأوضاع في السودان، لا سيما الوضع في إقليم دارفور، وتطور الأوضاع في جنوب السودان، وما يمكن أن تلقيه عليه من تأثيرات، وأبلغه بتعهد حكومته بلعب دور إيجابي في حل مشكلة الجنوب، وبدعم الجامعة العربية وتقوية علاقة السودان بها.
وخلال اللقاء المشترك اتفق أحمد أبو الغيط مع الرئيس السوداني على أولويات العمل العربي المشترك، والاهتمام بالقضايا المتصلة بالأمن القومي العربي، والمشكلات والتحديات الراهنة، ومسألة الأمن الغذائي.
من جانبه أكد الرئيس السوداني دعم بلاده للجامعة العربية بكل ما يملك من إمكانات حتى تضطلع بدورها تجاه الأمة العربية، وقدم توضيحا للأمين العام للجامعة العربية حول مجمل الأوضاع في البلاد، وفي دارفور خصوصا، إلى جانب تطورات الأوضاع بدولة الجنوب.
من جانبه أوضح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية، أن زيارة أبو الغيط للسودان استهدفت التشاور وتبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع العربية بشكل عام، وتحضيرات القمة العربية المقررة عقدها يومي 25 و26 يوليو 2016 في موريتانيا، وذلك في إطار الاهتمام الذي يوليه الأمين العام بالتعرف على الرؤية السودانية في هذا الصدد.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الملف السياسي للقمة يتصدره طرح قضايا النزاعات المسلحة في سوريا واليمن وليبيا، والأمن القومي العربي، وتشكيل القوة العربية المشتركة، وملف تطوير الجامعة العربية، ومكافحة الإرهاب، والتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأيضا القضية الفلسطينية، في ظل طرح المبادرة المصرية - الفرنسية لإعادة إحياء المفاوضات مع إسرائيل، وكذلك التعاون الاقتصادي بين الجانب العربي والتكتلات والتجمعات الأخرى. وقد أعلنت الجامعة العربية أن الاجتماعات التحضيرية للقمة ستبدأ في نواكشوط 20 يوليو (تموز) الحالي باجتماع للمندوبين الدائمين، يعقبها اجتماعات كبار المسؤولين، ثم المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ووزراء الخارجية لإعداد جدول الأعمال وبلورة مشاريع القرارات في صيغتها النهائية، قبل عرضها على القمة.
الأمين العام للجامعة العربية يتعهد بالعمل لمنح جنوب السودان صفة مراقب خاص
أبو الغيط يتفق مع البشير على أولويات العمل العربي المشترك
الأمين العام للجامعة العربية يتعهد بالعمل لمنح جنوب السودان صفة مراقب خاص
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة