الرئيس التونسي: البرلمان هو من سيحسم بقاء الصيد على رأس الحكومة

أحزاب سياسية توقع على «وثيقة قرطاج» حول أولويات حكومة الوحدة الوطنية

الرئيس التونسي: البرلمان هو من سيحسم بقاء الصيد على رأس الحكومة
TT

الرئيس التونسي: البرلمان هو من سيحسم بقاء الصيد على رأس الحكومة

الرئيس التونسي: البرلمان هو من سيحسم بقاء الصيد على رأس الحكومة

قال الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، إن رئيس الحكومة الحبيب الصيد اختار الذهاب إلى مجلس نواب الشعب (البرلمان) لحسم معركة بقائه من عدمه على رأس الحكومة، وأضاف في خطاب ألقاه، أمس، بقصر قرطاج إثر الإمضاء على «وثيقة قرطاج» المتعلقة بأولويات حكومة الوحدة الوطنية، أن البرلمان هو من سيقرر بقاءه أو ذهابه.
وأكد السبسي أنه يكن كل الاحترام إلى رئيس الحكومة الحبيب الصيد، في إشارة إلى عدم وجود تصادم بين رأسي السلطة التنفيذية، غير أن المصلحة العامة تحتم، على حد قوله، على جميع الأطراف الالتزام بمحتوى وثيقة حكومة الوحدة الوطنية التي تدعو إلى التغيير السياسي. وتبادل الصيد مع الرئيس التونسي المشاعر نفسها بقوله إن «علاقته مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قائمة على الاحترام والتقدير». مشيرا في تصريح إعلامي إلى أن الوثيقة التي تم التوافق حولها بخصوص أولوية حكومة الوحدة الوطنية تشمل عدة نقاط مشتركة مع برنامج الحكومة الحالية، التي يرأسها وتوجهاتها، في إشارة إلى وجود البرنامج الحكومي نفسي سواء بالنسبة للحكومات السابقة أو اللاحقة.
واعترف الصيد من ناحية أخرى بأن مبادرة حكومة الوحدة الوطنية التي قدمها رئيس الجمهورية قائمة على تشخيص دقيق للأوضاع، وعلى رغبة في تجميع الطاقات والقوى لمواجهة المرحلة المقبلة، غير أنها تأتي في ظرف سياسي دقيق يسبق الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في شهر مارس (آذار) 2017.
وفي السياق ذاته، أكد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الحليف القوي لحزب النداء الذي أسسه الباجي قائد السبسي، أن المطلوب الآن هو وضع هذه الوثيقة موضع التنفيذ، مشيرا إلى ضرورة تفاعل جميع الأطراف معها بشكل إيجابي.
واعتبر في تصريح إعلامي أن الوضع الذي تمر به تونس لا يحتمل التمديد في آجال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، كما شدد على ضرورة أن يكون رئيسها ذا تمثيلية حزبية واسعة حتى يضمن لها النجاح.
وفي انتظار المرور إلى مرحلة مناقشة تركيبة الحكومة والشخصية التي ستترأسها، وقعت، أمس، تسعة أحزاب سياسية، بما فيها رباعي الائتلاف الحاكم وثلاث منظمات نقابية وخمسة أحزاب معارضة على وثيقة أولويّات حكومة الوحدة الوطنيّة، أو ما أطلق عليه اسم «اتفاق قرطاج» من قبل الأحزاب والمنظمات الوطنية المشاركة في مشاورات حكومة الوحدة الوطنية، وبإشراف مباشر من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.
وتحولت وثيقة أولويّات حكومة الوحدة الوطنيّة إلى وثيقة رسمية، بعد أن وقعت عليها جميع الأطراف السياسية المنادية بتغيير حكومة الحبيب الصيد، ومن المنتظر أن يتم في مرحلة ثانية اختيار رئيس الحكومة، ومن ثم النظر في هيكلتها.
وتضمنت هذه الوثيقة الأولويات التي ستعتمدها الحكومة الجديدة لضبط برنامج عملها، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب وتسريع نسق النمو الاقتصادي والتشغيل، ومقاومة الفساد، وإرساء مقوّمات الحوكمة الرّشيدة، والتحكّم في التوازنات الماليّة وتنفيذ سياسة اجتماعية ناجعة، وإرساء سياسة خاصة بالمدن والجماعات المحليّة، ودعم نجاعة العمل الحكومي واستكمال تركيز المؤسسات الدستورية.
وتمّ إعداد وثيقة «اتفاق قرطاج»، التي ستمثل خريطة الطريق للحكومة المقبلة من قبل فريق من الخبراء ومستشاري رئيس الجمهورية بمشاركة عن الأحزاب والمنظمات إذ أجريت عليها عدة تعديلات.
وعلى صعيد متصل بالأزمة السياسية التي تعرفها تونس، دعا المنصف المرزوقي، الرئيس السابق، الباجي قائد السبسي إلى تقديم استقالته من رئاسة الجمهورية لكي تتمكن تونس من إعداد مستقبلها في ظل الحد الأدنى من الاستقرار والوحدة الوطنية غير المزيفة، على حد قوله.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.