اعترف تقرير داخلي في الشرطة الإسرائيلية، أن أفراد شرطة «حرس الحدود» يبادرون إلى «عمليات احتكاك» مقصودة مع الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية المحتلة، تكون في بعض الأحيان لأهداف سياسية انتقامية، وتكون في حالات أخرى لمجرد التسلية. وعقبت المحامية آن ساتشيو، من جمعية حقوق المواطن، على ذلك بالقول، إن هناك ظاهرة بارزة للتحرش بالناس بهدف القمع والانتقام، وغالبا ما يقع فيها ضحايا من الأبرياء.
وأضافت ساتشيو، أن «الحديث عن سلوك مرفوض في أساسه ويتعارض مع دور وصلاحيات الشرطة. هذا عمل بودر إليه بهدف خلق حالة تجر استخدام قوات الشرطة إلى وسائل قاتلة، مثل بنادق روغر وعيارات الأسفنج، وهي تعكس الاستهتار الخطير بحياة البشر وتشكل خطرا على الأبرياء، كما ثبت في حالة أحمد أبو حمص».
وتطرق التقرير الداخلي في الشرطة إلى نموذج لهذا «الاحتكاك» الذي جرى في بلدة العيسوية، وأدى إلى مواجهات في يوم السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي، بين شبان البلدة الفلسطينيين وقوة من حرس الحدود دخلت إلى القرية. وخلال المواجهات جرى إطلاق عيار إسفنجي على الفتى أحمد أبو حمص (12 عاما)، فأصيب بجراح بالغة في رأسه وأمضى ثلاثة أسابيع في المستشفى تلقى خلالها التنفس الاصطناعي. ومنذ ذلك الوقت يعاني من إصابة بالغة في دماغه، ولا يتعرف على أبناء عائلته. وقدمت العائلة شكوى إلى قسم التحقيق مع الشرطة بواسطة محام يهودي. وقبل شهرين تقريبا، أعلن قسم التحقيق مع الشرطة (ماحش) أنه قرر إغلاق الملف، «لأنه لم يجر التوصل إلى قاعدة أدلة تؤكد ارتكاب مخالفة». وطلب المحامي الاستئناف على القرار، لكن «ماحش» سلمته ملف التحقيق الفارغ تقريبا. وفي الأسبوع الماضي تسلم الملف الكامل، الذي يتضمن عشرة تقارير عن عمل قوات الشرطة التي شاركت في الحادث، والتي أشارت كلها تقريبا إلى أن الحادث بدأ نتيجة «عملية احتكاك» أو «عملية احتكاك بادرت إليها الشرطة».
وروى أحد أفراد الشرطة أنه «خلال وردية الظهر، دخلنا للعمل في قرية العيسوية للقيام باحتكاك مع السكان». ووصف آخر: «خلال العمل المبادر إليه والمخطط في قرية العيسوية بإشراف الفرقة (حوشن13)، قمنا بدورية راجلة في القرية. فقد طلبوا منا الوصول إلى محطة الوقود (منتا) في العيسوية، للمشاركة في عملية احتكاك في القرية، وجرى تقديم إرشاد لنا قبل العملية حول كيفية الاحتكاك». ويدعي حرس الحدود، أن المقصود ليس عمليات استفزاز متعمدة، وإنما عمليات مركزة هدفها اعتقال مشبوهين، في أعقاب أحداث سابقة أو بعد تلقي معلومات استخباراتية. مع ذلك يستدل من التقارير أنه في السادس من يناير لم يتم تسجيل أحداث عنيفة في القرية. وقبل يوم من ذلك تم تسجيل أربع حالات لرشق الحجارة في القرية ومحيطها. وتعتبر العيسوية إحدى المناطق المتوترة في القدس الشرقية، وعلى مدار فترة طويل وقعت فيها كل يوم، تقريبا، صدامات عنيفة بين الشرطة والسكان.
ويؤكد السكان، مثل غيرهم من سكان مناطق أخرى في القدس الشرقية، أن سبب اندلاع المواجهات هو استفزاز الشرطة لهم. وفي الحادث الذي أصيب فيه الفتى أبو حمص أيضا، يدعي السكان أنه لم تقع أحداث في القرية حتى دخول قوة الشرطة. وقال المحامي إيتي ماك إن «هذا العمل غير مسؤول والسكان يدفعون ثمن ذلك. في نهاية الأمر هذه ليست عملية ضرورية. وبعد ذلك تدعي الشرطة أنها واجهت الخطر واستخدمت السلاح. خطير جدا انتهاء الحادث على هذا الشكل».
رجال شرطة إسرائيليون يتحرشون بالفلسطينيين في القدس انتقامًا أو لمجرد التسلية
أحد ضحايا الاعتداء فتى في الثانية عشرة لم يزل عاجزًا عن التعرف على أهله
رجال شرطة إسرائيليون يتحرشون بالفلسطينيين في القدس انتقامًا أو لمجرد التسلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة