آخر مستجدات السياحة في العالم: هامبورغ تسجل نحو 100 ألف ليلة مبيت للضيوف من منطقة الخليج في 2015

ازدياد جاذبية المدينة كوجهة للعائلات بين سكان دول مجلس التعاون الخليجي

هامبورغ الهادئة والجميلة
هامبورغ الهادئة والجميلة
TT

آخر مستجدات السياحة في العالم: هامبورغ تسجل نحو 100 ألف ليلة مبيت للضيوف من منطقة الخليج في 2015

هامبورغ الهادئة والجميلة
هامبورغ الهادئة والجميلة

تبرز ألمانيا كوجهة سياحية مفضلة لدى سكان دول مجلس التعاون الخليجي لاسيما خلال أشهر الصيف. وتعتبر هامبورغ على وجه التحديد مدينة متنوعة وحيوية، تستقبل سنويًا أعدادًا متزايدة من الزوار القادمين من منطقة الخليج. وخلال عام 2015 تخطى أداء قطاع السياحة في هامبورغ جميع التوقعات، وكانت أعداد الزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي لافتة بشكل خاص. فقد شهدت أعداد ليالي المبيت التي قضاها الزوار القادمون من مجلس التعاون الخليجي في هامبورغ نموًا سنويًا بنسبة 23.8 في المائة، مع إجمالي سنوي بلغ 93.264 ليلة. واليوم، تعتبر منطقة مجلس التعاون الخليجي ثاني أكبر سوق سياحية خارجية بالنسبة لهامبورغ، حيث ازدادت أعداد القادمين إلى المدينة من دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 59.5 في المائة، في الفترة بين عامي 2014 و2015.
وترجع جاذبية هامبورغ بالنسبة للسياح والعائلات القادمة من البلدان العربية إلى أسباب جلية، منها ما تتمتع به المدينة من ترحيب ودي وحار بجميع ضيوفها، وأجوائها البحرية والثقافية المميزة، وعمارتها الكلاسيكية الساحرة التي تقف أمام خلفية قوامها المناظر الطبيعية والبحيرات الجميلة، كما يتيح مناخ هذه الحاضرة الأوروبية الخضراء، التي تعتبر ثاني أكبر مدن ألمانيا، كثيرًا من الفرص الترفيهية الممتعة خلال شهور الصيف.
وكونها وجهة جذابة للعائلات توفر هامبورغ لضيوفها كثيرًا من الخيارات المليئة بالحيوية والنشاط. ويتضمن تقويم الأحداث فيها مجموعة كبيرة من فعاليات الموضة والموسيقى والمناسبات الرياضية والسينمائية، ومنها كثير من الأحداث والنشاطات التي تحظى باهتمام كبير من الزوار القادمين من منطقة الخليج. وبالإضافة إلى ذلك، تقدم المدينة كثيرًا من الخيارات السياحية الجذابة لجميع أفراد العائلة، سواء رحلات القوارب في بحيرة الألستر أو نهر الإلبه، أو جولات المعالم السياحية بواسطة الحافلات ذات الطابقين أو زيارة الأماكن السياحية التقليدية كحديقة الحيوانات «تيرغارتن هاغن بيك» وبلاد العجائب المصغرة «ميناتور فوندرلاند»، التي تعتبر أكبر نموذج مصغر للسكك الحديدية في العالم.
وتعد بلاد العجائب المصغرة نموذجًا مذهلاً يجذب أكثر من مليون زائر كل عام، حيث تحتوي على أكثر من 13 كيلومترًا من خطوط السكك الحديدية على مساحة 1.300 متر مربع تقع داخل منطقة المستودعات التاريخية. ويأخذك هذا العالم المصغر عبر نماذج عن الدول الإسكندنافية وألمانيا والنمسا وسويسرا وأميركا، يجول بينها 900 قطار تحتوي على 12 ألف مقطورة، وسفن سياحية وقوارب صغيرة، وسيارات بالإضافة إلى مطار رائع.
وفي ميناء هامبورغ، الذي يقع في قلب المدينة، يمكن للسياح التمتع برحلات السفن السياحية، بالإضافة إلى فرصة زيارة المتاحف البحرية ومشاهدة السفن الأسطورية العائدة إلى عصور مضت. ويوجد في الميناء أيضًا معرض دانغون، الذي لا ينبغي تفويت زيارته، ومتحف الشوكولاته «شوكو فيرزوم»، الذي يمثل مصنعًا حيًا للشوكولاته اللذيذة قد يُذكر المرء بفيلم «تشارلي ومصنع الشوكولاته»، غير أن الدخول إلى عالم الشوكولاته هذا لا يحتاج إلى تذكرة ذهبية كما يحدث في الفيلم، كما يُسمح فيه للزوار بتذوق الشوكولاته. يُذكر أن كل هذه المعالم الجذابة تقع في منطقة التجار والمستودعات التاريخية التي يُطلق عليها اسم مدينة المستودعات «شبايشر شتادت»، التي تندرج منذ عام 2015 ضمن مواقع اليونيسكو للتراث العالمي.
وعلى بعد دقائق معدودات من منطقة الميناء، وتحديدًا في وسط المدينة، تمثل «الألستر» واحة من الهدوء في قلب مدينة نابضة بالحياة. وبينما تحظى هذه البحيرة الضخمة، التي يُعادل حجمها إمارة موناكو، بشهرة كبيرة لدى عشاق الرياضات المائية، فإن ضفافها ومحيطها الجميل تمثل أماكن رائعة للنزهات الممتعة والاسترخاء على العشب.
أما أولئك الذي يتمتعون بالجرأة ويعشقون المغامرات، فمن الجدير أن يعرفوا أن هامبورغ تقع على مسافة قريبة من اثنتين من أفضل الحدائق الترفيهية في ألمانيا: «هانزا - بارك» التي تقع في منتجع بحري يوجد مباشرة على بحر البلطيق وتحتوي على أفعوانية «كيرس نوفغورود» التي تنطلق من 0 إلى سرعة 60 ميل في الساعة خلال 1.8 ثانية، وتتضمن انحناءً بدرجة 97 درجة (الأفعوانية الأكثر انحناءً في العالم) في الظلام الحالك. و«هايده بارك زولتاو» التي تحتوي على أطول أفعوانية خشبية في العالم. ويوجد في هامبورغ أيضًا حديقة حيوانات رائعة، وحدائق نباتية وحدائق ترفيهية، ومرافق داخلية وخارجية تتناسب مع مختلف الزوار.
كما تتجلى الضيافة الألمانية في أبهى صورها عند التنزه في شوارع هامبورغ. فالمدينة نظيفة جدًا وأهلها معروفون بحسن الضيافة والترحاب. ولدى هامبورغ ما يقرب من 500 فندق، بدءًا من الفنادق الفاخرة إلى أماكن المبيت ذات الأسعار النموذجية، وعدد من المطاعم التي تقدم المأكولات العربية التقليدية.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».