آشتون كارتر: واشنطن سترسل 560 جنديًا إضافيا إلى العراق لقتال «داعش»

وزير الدفاع الأميركي: قواتنا ستساعد على إنشاء مركز لوجيستي في قاعدة غرب القيارة

آشتون كارتر: واشنطن سترسل 560 جنديًا إضافيا إلى العراق لقتال «داعش»
TT

آشتون كارتر: واشنطن سترسل 560 جنديًا إضافيا إلى العراق لقتال «داعش»

آشتون كارتر: واشنطن سترسل 560 جنديًا إضافيا إلى العراق لقتال «داعش»

أعلن وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر اليوم (الاثنين)، في بغداد، أنّ بلاده سترسل 560 جنديًا إضافيا إلى العراق، للمساعدة في القتال ضد تنظيم «داعش»، مع الاستعداد لمعركة استعادة الموصل.
بذلك سيرتفع عدد الجنود الاميركيين المنتشرين في العراق إلى أكثر من 4600 عنصر وغالبيتهم يقدّمون المشورة ويدرّبون القوات العراقية. وفي ذلك قال كارتر، «يسعدني اليوم أن اطلعكم...أنّنا اتفقنا على دعم الولايات المتحدة، الجهود العراقية، لعزل الموصل والضغط عليها عبر نشر 560 جنديًا إضافيًا»، في إشارة إلى ثاني كبرى مدن العراق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».
كما أعلن البنتاغون في بيان أُرفق بإعلان كارتر أنّ «القوات الاضافية ستوفر عددًا من أنشطة الدعم لقوى الأمن العراقية بما فيها البنى التحتية والقدرات اللوجستية في القاعدة الجوية قرب القيارة».
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أعلن أول من أمس، استعادة القوات العراقية قاعدة القيارة الواقعة على بعد 60 كلم جنوب الموصل التي سيطر عليها التنظيم المتطرف في يونيو (يونيو) 2014.
كذلك قال البنتاغون إنّ القاعدة «ستصبح منصة حيوية لهجوم (القوات العراقية) على الموصل».
والمعلوم أن أي تعزيز للقوات الاميركية في العراق، يبقى نقطة حساسة بسبب موقف الرئيس الاميركي باراك أوباما المتحفظ وهو الذي انتخب عام 2008، على أساس وعده بسحب القوات الاميركية من العراق. كما أنّ الموضوع حساس أيضًا في العراق نفسه، حيث أنّ المليشيات الشيعية لا تنظر بعين الرضا إلى تعزيز القوات الاميركية في البلاد.
وكان كارتر قد وصل إلى العراق اليوم، في زيارة غير معلن عنها، للقاء قادة في الجيش الأميركي ومسؤولين عراقيين، في إطار سعي واشنطن للاستفادة من الاستيلاء على قاعدة جوية كبيرة قريبة من الموصل، معقل تنظيم داعش في العراق. وأفاد مسؤولون أميركيون أنّ كارتر سيلتقي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي، وكذلك اللفتنانت جنرال شون ماكفرلاند قائد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وكان كارتر قد أفاد، قبل زيارته إلى العراق، أنّ القوات الأميركية ستساعد العراق على إنشاء مركز لوجيستي في قاعدة جوية استعيدت لاستخدامها في التقدم نحو الموصل، أكبر معقل لتنظيم داعش. وأضاف للصحافيين: «استعادة قاعدة غرب القيارة الغرض منها هو إنشاء مركز لوجيستي هناك ليكون هناك دعم لوجيستي أميركي»، متابعا أنّ القاعدة الجوية «هي أحد المراكز التي ستستخدمها قوات الأمن العراقية برفقتنا ونصحنا، كلما تطلب الأمر، في أثناء استكمال تطويق الموصل من أقصى الجنوب».
وشبه مسؤول دفاعي بارز موقع القاعدة بقاعدة التقدم الجوية، غرب بغداد، وهي مركز عمليات قريب من القتال في محافظة الأنبار، تقدم القوات الأميركية منه النصح للقوات العراقية منذ 2015. واستطرد المسؤول: «القتال من أجل الموصل هو معركة الذروة، لذلك نحتاج إلى موقع قوي يمكننا من خلاله تقديم الدعم للعراقيين».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».