التخبط السياسي في بريطانيا.. فرصة الصحافيين لإطلاق عنانهم

انقسامات الأحزاب الرئيسية تنعكس على صفحات الجرائد وبرامج الحوار

صحيفة «ذا صن» تقحم نفسها في انقسام حزب المحافظين
صحيفة «ذا صن» تقحم نفسها في انقسام حزب المحافظين
TT

التخبط السياسي في بريطانيا.. فرصة الصحافيين لإطلاق عنانهم

صحيفة «ذا صن» تقحم نفسها في انقسام حزب المحافظين
صحيفة «ذا صن» تقحم نفسها في انقسام حزب المحافظين

هل كان هناك وقت مضى أفضل من الآن بالنسبة للصحافيين؟ فليس هناك وقت يكفي لبث نشرات الأخبار أو مساحات كافية في الصحف المطبوعة لتغطية الدراما السياسية لما بعد نتائج الاستفتاء البريطاني الذي أتى لصالح خروجها من الاتحاد الأوروبي. قد يكون لمواقع الإنترنت سعة غير محدودة، ولكن نشر التقارير الإخبارية حول التحولات والانعطافات التي تشهدها الاضطرابات السياسية الأخيرة في بريطانيا برهن على أنها ممارسات تفوق قدرات النطاقات الترددية العادية. ومنذ الاستفتاء الأخير على مغادرة الأوروبي لم تكن دوائر الأخبار اليومية ذات صلة بالأمر. حيث كانت التطورات تتلاحق ساعة بساعة. وتمزقت جداول التلفزيون والإذاعة العادية للسماح بفترات أطول من نشر الأخبار الطويلة.
وحتى التغطية الفورية للأخبار على وسائل الإعلام الاجتماعية قد امتدت في محاولة لتغطية الانقسامات الحادة التي يشهدها حزب المحافظين والأزمة العارمة في حزب العمال. وفي انعكاس مدهش على الأعباء الإخبارية الحالية، شكا مايكل ديكون من صحيفة «ديلي تلغراف» في عطلة نهاية الأسبوع من الكم الهائل للغاية من الأخبار، ودعا إلى هدنة: «لقد غمرتنا الأخبار وأغرقتنا تماما... إن البلاد في حاجة إلى فترة راحة». ولن يحدث هذا أبد، بالنظر إلى الكم الهائل من الأحداث الجارية، ولا سيما أن المبيعات المتزايدة وإحصائيات الإنترنت تشير إلى ارتفاع شهية المتابعين للأخبار الجديدة. لم يمر وقت كان شعار الهدوء ومواصلة العمل أكثر ملائمة من الوقت الراهن، وهو من نداءات الملكة وفقا لصحيفة «صنداي إكسبريس» من بين صحف أخرى. فتلك القصة الإخبارية تتفوق على جميع القصص الأخرى بالنسبة للتغطية الإخبارية السياسية، وبطبيعة الحال، المحررين الإخباريين كذلك. وذكرت الصحف المحلية، وجود سلسلة من المؤامرات والمؤامرات المضادة داخل الأحزاب السياسية الرئيسية التي أكدت من دون شك الاستياء العام وبشكل واسع حيال السياسيين وسياساتهم.
لقد اتحد كبار أعضاء حزب المحافظين، كما ذكرت صحيفة «صنداي تايمز»، من أجل تسريع المحاولات الهادفة إلى تعيين وزيرة الداخلية تريزا ماي في منصب رئيسة الحزب، ورئيسة وزراء البلاد أيضا، بوصفه نوعا من أنواع التتويج السياسي. ومنافساها الآخران، مايكل غوف وأندريا ليدسون، (خلال الأسبوع الماضي)، يقال إنهما زعما أنها تفتقر إلى «السلطة الأخلاقية» للقيام بالمهمة.
وكان ذلك من قبيل التصريحات المباشرة بالمقارنة مع المزاعم البعيدة المذكورة في صحيفة «مانداي تايمز» بأن أنصار السيدة ماي يعتقدون أن «شخصيات» أو «عناصر» حزب الاستقلال البريطاني المعارض يتآمرون عليها بالنيابة عن ليدسوم.
وبمزيد من الأهمية، سبب مايكل غوف حرجا كبيرا لأندريا ليدسوم بنشره إقراراتها الضريبية. مما دعا صحيفة «ديلي ميل» إلى التساؤل ما إذا كان ذلك سوف يعصف بمحاولات ليدسوم للحصول على منصب القيادة، وكما أشارت صحيفة «ذا صن» إلى أنه تصرف من شأنه عرقلة الزخم الكبير وراء حملتها الانتخابية. ولكن لماذا؟ بسبب، كما كتب آندي ماكسميث من صحيفة «الإندبندنت»، أن صحيفته كشفت في أبريل (نيسان) من عام 2014 عن أن هناك شركة أسستها السيدة ليدسوم برفقة زوجها استخدمت صناديق مالية مثيرة للجدل في تخفيض فاتورة الضرائب على الميراث عن طريق الاستفادة من الترتيبات المصرفية في الخارج.
لم تكن هناك أي مسألة غير قانونية في الأمر. ولكن تكمن المشكلة في استخدامها هذه الوسيلة أنها تتعارض مع محاولات الحكومة البريطانية في تضييق الخناق على التهرب من الضرائب.
ولقد كشفت الصحف عن مواطن حرج أخرى للسيدة ليدسوم على صفحات جريدة «الميل» يوم الأحد الماضي. وفي محاضرة ألقتها عام 2013 قالت: «لسوف أعلن عن موقفي بمنتهى الوضوح... أنا لا أعتقد أنه ينبغي على المملكة المتحدة مغادرة الاتحاد الأوروبي. بل أعتقد أنها سوف تكون كارثة محققة على اقتصاد البلاد وسوف تؤدي إلى عقد كامل من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية في الوقت الذي تتأرجح فيه أرضية النجاح الاقتصادي العالمي بشدة»، وذلك حسبما نقلت صحيفة «الغارديان».
وفي برنامج أندرو مار، قالت ليدسوم إنها غيرت رأيها بعد اطلاعها على دراسة وثيقة الصلة بالاتحاد الأوروبي. وسواء كان هذا التفسير مقبولا من عدمه، فلقد اكتشفت السيدة ليدسوم بكل تأكيد حقيقة غير مريحة: ليس من مكان للاختباء الآن، لقد أصبحت في دائرة الضوء الصحافية.
وهناك رجل وحيد بعيد الآن عن تلك الدائرة، وهو بوريس جونسون، الذي كان مستاء بشكل واضح، بسبب دفعه دفعا إلى الوراء نحو الظلال لعدة أيام. ولذلك، ومن باب مجاملة أرباب الأعمال، كما قالت صحيفة «ديلي تلغراف»، نال تغطية صحافية في الصفحة الأولى يوم الاثنين لما يعرف باسم «التدخل» في مناظرات الاتحاد الأوروبي. وما بلغته تلك المناظرات كان مجرد الهجوم المباشر على الحكومة، كما كتب في عموده اليومي، للسماح بتلك الهستيريا بأن تتفشى في أعقاب إعلان نتائج الاستفتاء الأخير. ولكن كان هناك عمود آخر مكتوب أسفل عمود السيد جونسون، كتبه المدير السابق لحملته الانتخابية، بن والاس، الذي حاز على شعبية أكبر، بسبب أنه كان عبارة عن هجوم حاد ولاذع على مايكل غوف لخيانته السيد جونسون. وإليكم فحوى ما نشر: «يبدو أن مايكل لديه ميول عاطفية نحو القيل والقال، ولا سيما بعد تناوله كثيرا من الشراب، كما يبدو الأمر في كثير من الأحيان هذه الأيام».
وبعبارة أخرى، إن السيد غوف لا يصلح لتولي منصب رئيس الوزراء، بسبب أنه كثيرا ما يسرب المعلومات السرية إلى الصحافة. وأشار السيد والاس إلى رسائل البريد الإلكتروني سيئة السمعة الخاصة بسارة فاين قرينة السيد مايكل غوف، التي وجدت طريقها «بصورة أو بأخرى» إلى الصحافة.



السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.