لا تزال الولايات المتحدة الأميركية تعيش حالة من الذهول غداة الهجوم المسلح الذي راح ضحيته 5 ضباط شرطة، خلال احتجاجات في مدينة دالاس على قتل الشرطة لمواطنين من ذوي أصول أفريقية. واجتاحت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي «إدانات شديدة لأعمال العنف الموجهة ضد الأميركيين السود، ونقاشات عن دوافع الهجوم العرقي الأخير، والمفاوضات التي جرت بين المسلح والشرطة». وكان قائد شرطة مدينة دالاس ديفيد براون أعلن أول من أمس، أن قناصًا واحدًا قتل خمسة من رجال الشرطة في مدينة دالاس، وأصاب سبعة آخرين في هجوم له دوافع عرقية، انتهى حين استخدمت الشرطة إنسانًا آليًا يحمل قنبلة لقتل المهاجم. وقال براون أن «المسلح أعلن في مفاوضاته المطولة مع الشرطة أنه يريد قتل البيض وضباط الشرطة البيض، وأنه يشعر بالغضب من أحداث إطلاق النار في الآونة الأخيرة ضد السود، نافيًا أن يكون جزءا من مجموعة أكبر». وكشفت وزارة الدفاع الأميركية حقائق عن المتهم بإطلاق النار على الضباط، ليتضح أن اسمه ميكا إكس جونسون من ذوي الأصول الأفريقية، وهو جندي سابق في الجيش الأميركي، وخدم في أفغانستان. وأدى الحادث إلى حالة من الحزن الشديد في مختلف أنحاء البلاد، وبعد قتل الشرطة اثنين من الرجال السود في وقت سابق من الأسبوع تجدد الحديث عن وحشية الشرطة والعنف العرقي في الولايات المتحدة.
من جهته، أعلن وزير الأمن الداخلي الأميركي جه جونسون أن المحققين يعتقدون أن القناص الذي قتل خمسة من رجال الشرطة في دالاس قبل أن يلقى حتفه بقنبلة الشرطة كان يعمل بمفرده». وتقول الشرطة إن حساب ميكا جونسون على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» استخدم أيضًا الأسماء المستعارة فهد حسن وريتشارد جريفين، والذي يعرف كذلك باسم أستاذ جريف. ويقولون إنه يبدو أن جريفين اعتنق «شكلا متطرفا من أشكال ممارسة التركيز على الثقافة الأفريقية» وكتب كتابا، بعنوان نسيج المقاتل أو «ووريورز تابيستري». وصرحت المتحدثة باسم الجيش الأميركي سينتيا سميث في بيان بأن جونسون عمل في أفغانستان بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، ويوليو (تموز) 2014، مشيرة إلى أنه كان جنديًا متخصصًا في أعمال البناء والنجارة. ودرس جونسون مدة في أكاديمية فنون المحارب المقاتل، وهي نادٍ رياضي يدرس فنون تقنيات الأسلحة النارية، والفنون العسكرية و«التدريب على بيئات المدن المعاصرة».
وبحسب الخبراء، ليس لديه سجل إجرامي ولا يوجد دليل على روابط له بمجموعات «متطرفة»، وقالت شقيقته نيكول جونسون على صفحتها في الفيسبوك: «ستقول الأخبار ما يفكر فيه صناع الأخبار، لكن من يعرفونه يعرفون أنه ليس كذلك». وتجمع الناس أمس وهم في صدمة خارج المنزل ذي الطابقين المبني من الطوب الذي يعيش فيه جونسون مع والدته ديلفين جونسون (49 عاما) بضاحية مسكيت (20 ميلا من دالاس). يفضل جونسون صفحات شبكات التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن مؤسس أمة الإسلام أليجا محمد، ويؤيد مجموعات مثل حزب النمر الأسود الجديد وحزب الدراجين السود للتحرير الذي يقول لمؤيديه «سلحوا أنفسكم أو أوقعوا الضرر بأنفسكم».
ويصفه الجيران بأنه هادئ ومهذب. ويقول جاره إسرائيل كوبر (19 عاما) إن جونسون لا يبدو عليه أنه ناشط سياسي، لكنه يبدو من المتعلمين، مضيفا أنهما يلعبان كرة السلة معا «أحيانا يظل يلعب ثماني ساعات. كأن لعب كرة السلة مهنته». وقال أيضا إنه سمع أنه يساوي بين قتل الشرطة الأميركيين السود و«الإبادة». وعمل جونسون منذ أن عاد من حرب أفغانستان مع جمعية خيرية بضاحية مسكيت في مساعدة الأطفال والكبار من ذوي الاحتياجات العقلية الخاصة في تنقلهم بين أماكن نشاطاتهم ومنازلهم. ووجد آخر من عمل معهم في جمعية «لمسة إحسان» صعوبة بالغة في تصديق أن جونسون كان وراء قتل الشرطة في دالاس. وقال لقناة «إن بي سي»: «هو ليس من نوع الأشخاص الذين يرتكبون تلك الأعمال. إنه ليس عنيفًا، لا يمكن أن يكون هو».
قناص الشرطة الأميركية.. كان يعمل بمفرده
خبراء: لا يوجد دليل على روابط له بمجموعات متطرفة
قناص الشرطة الأميركية.. كان يعمل بمفرده
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة