بعد سقوط آخر رموز «الخروج».. امرأة تخلف كاميرون في رئاسة الوزراء

انحصار المواجهة بين وزيرتي الداخلية والطاقة.. واستبعاد وزير العدل

حصر النواب البريطانيون أمس السباق لخلافة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بين وزيرتي الداخلية تيريزا ماي (يمين الصورة) والطاقة أندريا ليدسام (أ.ف.ب)
حصر النواب البريطانيون أمس السباق لخلافة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بين وزيرتي الداخلية تيريزا ماي (يمين الصورة) والطاقة أندريا ليدسام (أ.ف.ب)
TT

بعد سقوط آخر رموز «الخروج».. امرأة تخلف كاميرون في رئاسة الوزراء

حصر النواب البريطانيون أمس السباق لخلافة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بين وزيرتي الداخلية تيريزا ماي (يمين الصورة) والطاقة أندريا ليدسام (أ.ف.ب)
حصر النواب البريطانيون أمس السباق لخلافة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بين وزيرتي الداخلية تيريزا ماي (يمين الصورة) والطاقة أندريا ليدسام (أ.ف.ب)

بعد أسبوعين على نتيجة الاستفتاء البريطاني التي حسمت الجدل الوطني لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، سقط آخر «رموز» حملة الخروج من سباق زعامة حزب المحافظين وخلافة ديفيد كاميرون لرئاسة الحكومة.
وبينما اختار زعيم حزب الاستقلال المعادي لأوروبا والمهاجرين، نايجل فاراج، الاستقالة من منصبه، وتراجع رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون عن الترشح لخوض سباق رئاسة المحافظين، استبعد النواب المحافظون وزير العدل مايكل غوف الذي لم يحصل إلا على 46 صوتا.
وحصر السباق بين وزيرة الداخلية تيريزا ماي ووزيرة الدولة للطاقة أندريا ليدسام، المرشحتين لخلافة ديفيد كاميرون على رأس الحكومة البريطانية، في قرار سيتخذه أعضاء الحزب الحاكم الـ150 ألفا. وحصلت ماي على 199 صوتا من أصوات نواب البرلمان وعددهم 329 نائبا، فيما حصلت ليدسام على 84، بحسب ما أفاد مسؤول في الحزب. وسيتم اختيار إحدى المرشحتين، خلال الصيف، زعيمة لحزب المحافظين من خلال تصويت منتسبي الحزب عبر البريد. وسيتم تعيين الفائزة رسميا في 9 سبتمبر (أيلول) من دون انتخابات عامة، وسيتعين عليها تولي المفاوضات الشائكة للخروج من الاتحاد الأوروبي، مع الحفاظ على استقرار الوضع في البلاد التي تواجه تداعيات الخروج الاقتصادية.
وبعد إعلان النتيجة عشية أمس، قالت ماي أمام البرلمان: «نحتاج إلى قيادة قوية للتفاوض على أفضل الصفقات للخروج من الاتحاد الأوروبي». وأضافت أن «هذا التصويت يظهر أن حزب المحافظين يستطيع أن يوحد صفوفه، وسيتحقق ذلك تحت قيادتي».
وتعرف تيريزا ماي بتشكيكها في جدوى الاتحاد الأوروبي، رغم انضمامها إلى معسكر «البقاء»، وتعتبر شخصية توافقية قادرة على لملمة صفوف الحزب المنقسم بعد الحملة الشرسة قبل استفتاء 23 يونيو (حزيران). أما أندريا ليدسام، فشاركت بنشاط في معسكر «الخروج» من الاتحاد الأوروبي، فيما كان غوف يعدّ من مهندسي الانسحاب بعد جونسون.
وفيما تعتبر ماي، التي تتولى وزارة الداخلية منذ 2010، شخصية معروفة على المستوى الوطني، فإن ليدسام (53 عاما) غير المعروفة نسبيا لدى البريطانيين، حصلت على دعم مفاجئ بعد أدائها القوي في المناظرات التي سبقت الاستفتاء على «بريكست».
وفي كلمة في لندن أمام حشد من أنصارها، قالت ليدسام إن تركيزها سينصب على «استمرار نجاح الاقتصاد البريطاني»، مشددة على أن «الازدهار وليس التقشف يجب أن يكون هدفنا». وتوقعت العودة إلى تحقيق نمو اقتصادي عند نشر الأرقام بعد الاستفتاء، مضيفة: «أعتقد أن أمامنا مستقبلا عظيما». وأكدت «نحتاج إلى توحيد صفوفنا. ونحتاج إلى أن نكون إيجابيين».
وفي مجموعة من المقابلات التلفزيونية، نفت التقارير أنها بالغت في خبرتها في القطاع المالي قبل أن تصبح نائبة في 2010. واعترف مايكل هاورد، زعيم حزب المحافظين السابق، بافتقار ليدسام النسبي للخبرة، إلا أنه أشار إلى أن كاميرون لم تكن لديه خبرة في الحكومة قبل أن يصبح رئيسا للوزراء. وأيدها خلال حملتها، وقال في مقابلة مع إذاعة «بي بي سي»: «إنها منسجمة مع غالبية الناس في هذا البلد».
على صعيد متّصل، حذّر قادة الاتحاد الأوروبي من عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد على هذه النقطة، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية من واشنطن. وقالت في المقابلة إن الغموض هو المشكلة الرئيسية بعد اختيار «بريكست»، و«كلما استمر هذا الغموض، ازدادت المخاطر». ويوافق عدد من نواب حزب المحافظين على ذلك، ووقع نحو 30 منهم على رسالة وضعها رئيس الحزب السابق غرانت شابس، تدعو إلى تعيين زعيم جديد للحزب بنهاية يوليو (تموز).
ودفعت نتيجة الاستفتاء المدوية كاميرون إلى الاستقالة، وأدت إلى اضطرابات في أسواق المال العالمية، وانخفاض قيمة الجنيه الإسترليني. واستعاد مؤشر «فوتسي 100» في بورصة لندن عافيته، إلا أن البنك المركزي البريطاني (بنك إنجلترا) حذر هذا الأسبوع من بدء ظهور مخاطر على الاستقرار المالي.
ومنذ الاثنين، اضطرت 7 مجموعات مالية إلى تجميد صناديقها العقارية، مع تلقيها سيلا من طلبات سحب الاستثمارات، كان آخرها صندوق «أبردين لإدارة الأصول» الذي أعلن تجميد صناديقه الخميس، بعد أن هرع المستثمرون لسحب استثماراتهم. وقالت لاغارد إن «بريكست» يشكل «خطرا كبيرا» على الاقتصاد العالمي، إلا أنها استبعدت حدوث انكماش في العالم، مشيرة إلى أن «التأثيرات المباشرة ستكون على بريطانيا».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».