أميركا تتخلى عن مقاتلين دربتهم في ذروة المعركة بسوريا

مصادر: الطيران الأميركي دعم الهجوم على البوكمال.. ثم توجه إلى الفلوجة

أميركا تتخلى عن مقاتلين دربتهم في ذروة المعركة بسوريا
TT

أميركا تتخلى عن مقاتلين دربتهم في ذروة المعركة بسوريا

أميركا تتخلى عن مقاتلين دربتهم في ذروة المعركة بسوريا

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية: «إن هجوما لـ(جيش سوريا الجديد) في شرق سوريا فشل بسبب الطيران الحربي الأميركي الذي ترك حليفه في اللحظة الحرجة من المعركة قرب البوكمال».
وذكرت مصادر للصحيفة، أن الطيران الأميركي تلقى في 28 يونيو (حزيران) الماضي، أمرا بدعم هجوم قوات المعارضة السورية على مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، لكن في ذروة المعركة تلقى قادة الطائرات الأميركية أمرا آخر بترك ساحة المعركة والتوجه إلى الفلوجة في العراق المجاور.
وبحسب المتحدث باسم البنتاغون، كريس غارفر، فإن القيادة اعتبرت أن الأولوية لتدمير قافلة لمسلحي تنظيم داعش الإرهابي الذين طردوا مع آلياتهم قبل ذلك من الفلوجة في العراق. واضطر مقاتلو «جيش سوريا الجديد» إلى الانسحاب نتيجة ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن فشل العملية قرب البوكمال «شكل ضربة قوية لخطط الولايات المتحدة بشأن تشكيل وحدات محلية قادرة على مواجهة المتطرفين»، متسائلة ما إذا كانت واشنطن قد حشدت قوات كافية في المنطقة؛ إذ تضطر دائما إلى نقل القوات على مسافات طويلة؟
وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن مصادر سورية معارضة في 29 يونيو، أن قوات سورية مدعومة من الولايات المتحدة تقهقرت أمام «داعش» عند مشارف مدينة البوكمال الواقعة على نهر الفرات، التي يسيطر عليها التنظيم منذ مطلع 2014.
وتراجع مقاتلو المعارضة نتيجة هجوم مضاد شنه «داعش» بعد أن كان «جيش سوريا الجديد» المدعوم من الولايات المتحدة شن هجوما قبل ذلك بهدف السيطرة على بلدة البوكمال.
وصرح الناطق الرسمي باسم «جيش سوريا الجديد» مزاحم السلوم، قبلها، لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف قائلا: «بدأنا عند السادسة من مساء الثلاثاء هجوما بإسناد جوي من التحالف الدولي من منطقة التنف، بمحاذاة الحدود العراقية السورية». وأشار قياديون في المعارضة المسلحة إلى أنهم تمكنوا من تحقيق تقدم سريع في صحراء البوكمال قليلة السكان، انطلاقا من قاعدتهم الرئيسية في التنف إلى الجنوب الغربي.
وتشكل «جيش سوريا الجديد» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 من مئات من مقاتلي المعارضة، وتلقوا تدريبات في معسكر تابع للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في الأردن.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن التحالف الدولي الذي يضم 66 بلدا يقصف بقيادة الولايات المتحدة مواقع لتنظيم داعش منذ عام 2014 في سوريا دون إذن من الحكومة السورية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.