كشف النقاب في تل أبيب، أمس الخميس، عن أن الأجهزة الأمنية الأميركية والإسرائيلية، أجرت مناورة صاروخية تحاكي سقوط آلاف الصواريخ من إيران ولبنان على بلدات إسرائيلية، وذلك بهدف فحص مدى التنسيق والارتباط بين المنظومات المضادة للصواريخ الأميركية والإسرائيلية. وحملت المناورة اسم «كيشوريت» (وتعني حلقة وصل)، وتعتبر أول مناورات من نوعها.
وقالت المصادر العسكرية الإسرائيلية إن هدف هذه المناورات كان فحص مدى التنسيق بين ست منظومات دفاعية أميركية وإسرائيلية. والمنظومات الدفاعية الإسرائيلية هي «حيتس1» و«حيتس2» (سهم1 و2) و«شرفيت كساميم» (العصا السحرية)، بالإضافة إلى ثلاث أميركية، منها منظومة «باتريوت». وعلى الرغم من أن التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن سقوط مئات الصواريخ والقذائف على بلدات إسرائيلية في حرب محتملة، من عدة جبهات في آن، فإن القائمين على المناورة فضلوا المبالغة في التقديرات بعدد الصواريخ التي قد تسقط على بلدات إسرائيلية بهدف التأكد من مدى جهوزية المنظومات. وأجريت المناورة في إسرائيل والولايات المتحدة وبمشاركة العشرات من الخبراء على مدار خمسة أيام واختتمت في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، لكن الإعلان عنها تأخر بغرض الحفاظ على السرية. وبحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية فإنه جرى التشديد على الاتصال والتشبيك بين المنظومات الإسرائيلية وأجهزة الرصد والمراقبة (ردارات) الأميركية.
وقالت المصادر الإسرائيلية إن التجربة كانت ناجحة. وإنها تدل على مدى التعاون العسكري والاستراتيجي العميق بين الدولتين. وقد تمّ التشبيك، في هذه التجربة، بين حواسيب الجيش الإسرائيلي (خصوصا حواسيب سلاح الجو)، وهيئة «حوماة» وبين جيش الولايات المتحدة (الجبهة الأوروبية) والبنتاغون. واختصّت هذه التجربة بمواجهة سيناريو يتمثل في هجمة صاروخية مكثفة ومتزامنة على إسرائيل وجيش الولايات المتحدة، وهدفت للتأكد من أن كل طرف سيتمكن من التعرف على التهديدات الموجهة إليه، واعتراضها من دون ارتكاب أخطاء.
وقد أعادت هذه التجربة اختبار منظومة «حيتس»، وهي المنظومة المخصصة لاعتراض صواريخ طويلة المدى تفوق الـ300 كيلومتر، على الجانب الإسرائيلي، ومنظومة «باتريوت» على الجانب الأميركي. لكن «حيتس» دمجت أيضا مع منظومة «العصا السحرية»، وهي المنظومة التي طوّرتها بشكل مشترك إسرائيل وأميركا وتمّ تسليمها مؤخرا لسلاح الجو الإسرائيلي لإجراء سلسلة من التجارب.
والمعروف أن منظومة العصا السحرية مخصصة لاعتراض صواريخ لمدى يبلغ حتى 200 - 250 كيلومترا. وقد تم في هذه التجربة، اختبار المنظومات المشتركة والتواصل فيما بينها، ليس من جانب الصواريخ بعيدة المدى الإيرانية فحسب، بل من جانب الصواريخ بعيدة المدى التابعة لما يسمى «حزب الله» اللبناني، وهي الصواريخ القادرة على الوصول حتى تل أبيب، بل وإلى الجنوب منها. وتعدّ هذه التجربة استمرارا للتجارب التي تجري خلال السنوات الأخيرة بهدف فحص قدرات المنظومات الدفاعية الإسرائيلية «حيتس 4» و«حيتس 3»، و«العصا السحرية»، وثلاثتها نتاج استثمارات مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة. وتعمل هذه المنظومات بواسطة أنظمة رادار من إنتاج «دلتا» الأميركية، لكن قاعدة سلاح الجو في إسرائيل تحتوي أيضا على ممثلية دائمة للجيش الأميركي، وهي المسؤولة عن توصيل إسرائيل بالمنظومات الرادارية الأميركية، في حال حدوث هجمة صاروخية إيرانية.
وتشير هذه التجربة إلى أنه رغم الجو السياسي المتعكّر، بشكل خاص، في العلاقات الشخصية بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما، فإن التعاون والقرب في العلاقة على المستويات العسكرية لم تتضرر، ويبدو أنها لم تتأثر من الأمر. وقد أعربت مصادر عسكرية عليا في تل أبيب عن أملها في أن تقنع هذه التجربة نتنياهو بتسريع اتصالاته للتوقيع على اتفاقية المساعدة الجديدة التي تقترحها الولايات المتحدة للسنوات العشر القادمة، بدءا من العام 2018. ويتحدث الاقتراح الأميركي عن توسيع المساعدات الأميركية إلى نحو 3.7 مليار حتى 4 مليارات دولار لكل عام، ومعنى ذلك زيادة بنحو 30 في المائة على مبلغ المساعدات. إلا أن هناك شرطا مرتبطا بالأمر، وهو التزام إسرائيل بعدم التوجه بشكل مباشر إلى الكونغرس بهدف زيادة المساعدات بين فترة وأخرى لأغراض مخصصة، كما فعلت إسرائيل في السابق في حالة تطوير منظومات دفاعية صاروخية.
أول مناورات إسرائيلية وأميركية مشتركة لمجابهة حرب الصواريخ
التعاون العسكري لم يتأثر بتعكّر العلاقات الشخصية بين نتنياهو وأوباما
أول مناورات إسرائيلية وأميركية مشتركة لمجابهة حرب الصواريخ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة