صورت.. «سماح» فتاة في مطلع عقدها الثاني، حال العالم وما أصابه من ذهول وخيبة أمل، وهي تسقط مغشيًا عليها، من هول ما التقطته عيناها وهي تجول في أطهر البقاء وبجوار المصطفى «في المكان الحرام، والشهر العظيم».
لم تدرك صاحبة 22 ربيعا، وهي تطلق العنان لتصافح كل معاني العفو والرحمة في دينها، الذي بني على خمس وما دونه اجتهاد، وشوق فكرها قبل خطوتها للنظر إلى قبر الرسول الكريم، أن تكون شاهدة على عصر «الخونة، والمدعين»، وهي تقترب من الموقع الذي فجر الإرهابي نفسه في باحة بجوار المسجد النبوي الشريف.
سقطت «سماح» وسقط العالم معها في جب الأسئلة تارة «لماذا، وكيف، ومتى» وتارة شجب واستنكار، فتجيب سماح عن أسئلتهم بكل ما يحمل اسمها من معانٍ يدل على دينها «الإسلام سماحة»، ليسوا منا انتهكوا الأعراض وقتلوا النساء والرجال، واليوم أسقط كما تهوى الجبال من تطاول الطفيليين والمرتزقة وأشباه الرجال على مدينة الحبيب المصطفى ومسجده المبارك.
«سماح» خرجت من المستشفى، ولكنها، كحال العالم لم ولن تخرج من الصورة الكاملة لما يحدث من عبث وفوضى على يد قلة، أرادت الفتك بالإسلام التي تدعي أنها تدافع عنه، ستكون سماح شاهدة العصر بامتياز على قطع دابر هذه الفئة.
يقول الدكتور علي محسن آل بريعمة، مشرف طوارئ مستشفى الأنصار بالقرب من المسجد النبوي، إن سماح، لحظة وصولها إلى المستشفى كانت في حالة نفسية شديدة الصعوبة وانهيار عصبي من هول ما شاهدته في موقع الانفجار، والذي يكون عادة لهول الحدث، وصعوبة تخيله في المقاوم الأول، والذي انعكس عليها وعلى ردة فعلها.
وأضاف الدكتور علي، أنه وفور وصولها تم التعامل مع الحالة من قبل أحد المختصين في المستشفى وتمت تهدئتها، والجلوس معها لإخراجها من الحالة التي مرت به، وأعطي لها العلاج اللازم في حينه، وبعد ساعات من مباشرة الحالة والتأكد من أنها عادت إلى طبيعتها وبشكل تدريجي وصف لها علاج خارجي وغادرت المستشفى.
وحول تعامل المستشفى مع الحدث، قال مشرف طوارئ مستشفى الأنصار، كنا في ذلك اليوم مناوبون ومتأهبون بحكم موسم العمرة لاستقبال أي حالات عرضية قد تحدث من أرق ونحوها، ومع دخول وقت المغرب، سمعنا دوي الانفجار وعلى الفور، سارع المستشفى بإخلاء الطوارئ «النساء، الرجال» وقسم الحوادث، كي تتناسب مع الحدث وسرعة تقديم الخدمات لمن ينقل إليها.
وبعد 3 دقائق من وقوع الانفجار، يقول الدكتور علي، بدأت تصل الحالات إلى مقر المستشفى، عبر الهلال الأحمر السعودي، وكان أولها ثلاث حالات لرجال أمن والتي كانت قريبة من موقع الانفجار، تم التعامل مع الحالات الأولى بما يتناسب طبيًا، وتلت هذه الحالة حالة أخرى، ومن ثم بدأت تتوافد الحالات المصابة من موقع الحدث للمستشفى، لافتًا إلى أنه استدعى جميع كوادر المستشفى من أطباء وممرضين وفنيين، وتم استقبال دعم من المستشفيات المجاورة لمستشفى الأنصار العام لتغطية جميع المصابين والتعامل مع جميع الحالات.
وعن إجمالي الحالات التي قدم لها المستشفى العلاج، قال الدكتور علي، إنه وصل إجمالي عدد الحالات التي استقبلها مركز الطوارئ 11 حالة، غالبيتهم من رجال الأمن بمختلف القطاعات، منها 4 حالات حرجة، 4 حالات مستقرة، وحالتان بسيطتان، وحالة توفيت بعد وصولها بدقائق، وأما الحالات التي توفيت في الموقع لم تنقل إلى المستشفى، موضحا أن الحالات الحرجة، تكون إصابات جراحية متعددة في الجسم، أو إصابات في الصدر.
وأكد مشرف طوارئ مستشفى الأنصار، أن المستشفى بكل كوادره عمل على تقديم كل ما بوسعه من خدمات طبية مباشرة وبشكل عاجل، ونقل الحالات الحرجة إلى مستشفى الملك فهد، لافتًا إلى أن الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، وبعد الحدث مباشرة قام بزيارة المصابين، وقدم للإدارة وجميع العاملين في المستشفى الشكر على ما قاموا به من عمل وإسعاف المصابين.
سماح.. شاهدة العصر على واقعة تفجير ساحة المسجد النبوي
11 حالة استقبلها مستشفى المدينة المنورة من بينها 4 حالات حرجة
سماح.. شاهدة العصر على واقعة تفجير ساحة المسجد النبوي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة