قيادات تدعو الحكومة لوقف التعامل مع «المركزي اليمني»

إبطال مفعول عبوة ناسفة في سيارة بمدينة كريتر

رجلان يحملان مساعدات إنسانية وسط الظروف الاقتصادية القاهرة التي يعيشها اليمن بفعل ممارسات الحوثيين وتحكمهم بالمركزي اليمني (أ.ف.ب)
رجلان يحملان مساعدات إنسانية وسط الظروف الاقتصادية القاهرة التي يعيشها اليمن بفعل ممارسات الحوثيين وتحكمهم بالمركزي اليمني (أ.ف.ب)
TT

قيادات تدعو الحكومة لوقف التعامل مع «المركزي اليمني»

رجلان يحملان مساعدات إنسانية وسط الظروف الاقتصادية القاهرة التي يعيشها اليمن بفعل ممارسات الحوثيين وتحكمهم بالمركزي اليمني (أ.ف.ب)
رجلان يحملان مساعدات إنسانية وسط الظروف الاقتصادية القاهرة التي يعيشها اليمن بفعل ممارسات الحوثيين وتحكمهم بالمركزي اليمني (أ.ف.ب)

دعت قيادات يمنية في قوات الشرعية بعدن الحكومة إلى وقف إرسال الإيرادات المالية إلى البنك المركزي في صنعاء الذي يقبع تحت سيطرة الانقلابيين، وبسط نفوذ الدولة على الأرض، ويبدأ ذلك من بسط يدها على الموارد الحيوية والمالية.
وقالت القيادات إن أهم التحديات التي تواجههم في محافظة عدن تتمثل في النقص الحاد في إنتاج الكهرباء، وضرورة الاهتمام بمرافق الصحة والمياه والنظافة، وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة، وعودة الأمن والاستقرار، كما طالبوا بتنفيذ ما كان رئيس الجمهورية قد اتخذه من قرارات تتعلق بدمج المقاومة الشعبية في الجيش.
وكانت الحكومة اليمنية أرجعت كثيرا من التراجع الاقتصادي الحاد الذي يواجهه اليمن إلى سيطرة الحوثيين على البنك المركزي اليمني، وأعلنت أنها لن تقبل ببيع النفط والغاز لتذهب أثمانه للبنك المركزي، ولعاصمة محتلة يحارب فيها الحوثيون الشعب اليمني.
وأكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، أن الحكومة لا تتحمل مسؤولية كاملة عما لحق بالبلاد من دمار صنعته سنوات طويلة من سوء الإدارة، وفساد السياسات الاقتصادية.
وهاجم رئيس الحكومة اليمنية ولأول مرة جهات دولية تصر على توريد موارد الدولة إلى البنك المركزي الواقع تحت سيطرة الحوثيين.
وسبق أن كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» استمرار مسؤولين في صندوق النقد الدولي في التعامل مع البنك المركزي اليمني الذي يقع تحت سيطرة الحوثيين، رغم اعتبار مجلس الأمن السلطة الحالية المسيطرة على البلاد انقلابية وفقًا للقرار «2216» الذي يطالب الانقلابيين بتسليم الدولة إلى الحكومة الشرعية. وبررت المصادر ذلك بأن البنك المركزي اليمني لا يزال يعمل، ولهذا السبب لم يتم قطع التعاملات معه. أمنيا، كشفت مصادر في شرطة مديرية كريتر جنوب عدن، عن تمكن مختصين في المتفجرات مساء أول من أمس (السبت) من إبطال عبوة ناسفة زرعت بسيارة قيادي بالمقاومة في عدن.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن خبراء المتفجرات بإدارة شرطة عدن تمكنوا من إبطال عبوة ناسفة زرعها مجهولون بسيارة القيادي مالك هرهرة، قائد المقاومة بمدينة كريتر.
وأكدت أن سيارة القيادي هرهرة كانت متوقفة في إحدى الأسواق الشعبية وسط المدينة، لافتة إلى العثور على العبوة الناسفة في السيارة وهي موصلة بشريحة اتصال وهاتف، ونوهت بإبلاغ إدارة شرطة عدن التي سارعت بإرسال خبير متفجرات نجح في تفكيك وإبطال العبوة قبل تفجيرها في سوق شعبية.
وفي سياق عدني آخر، أعلن نائب وزير التربية والتعليم عن تأجيل موعد إجراء اختبارات الثانوية العامة في المناطق المحررة، أمس الأحد.
وقال القائم بأعمال وزارة التربية والتعليم نائب الوزير الدكتور عبد الله سالم لملس، على الصفحة الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنه «تم تأجيل موعد إجراء اختبارات الثانوية العامة في المناطق المحررة إلى يوم الأحد 24 يوليو (تموز) 2016».
وأضاف أن تأجيل موعد إجراء اختبارات الثانوية العامة جاء بناء على قرار اتخذته اللجنة العليا للاختبارات مساء أول من أمس السبت، لافتا إلى أنه سيتم نشر جدول الامتحانات لاحقا لقرار التأجيل للموعد الذي كان مقررا له يوم 16 يوليو الحالي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.