فرنسا مرشحة للتأهل للمربع الذهبي على حساب آيسلندا.. وكل الاحتمالات واردة

أصحاب الأرض يخشون من تكرار «مأساة الإنجليز» في «يورو 2016»

آيسلندا تراهن على الضغط النفسي لتجاوز فرنسا  - فرنسا العملاقة تخشى مفاجآت آيسلندا الصغيرة - آيسلندا تعتمد على تألق آرون غونارسون (رويترز)
آيسلندا تراهن على الضغط النفسي لتجاوز فرنسا - فرنسا العملاقة تخشى مفاجآت آيسلندا الصغيرة - آيسلندا تعتمد على تألق آرون غونارسون (رويترز)
TT

فرنسا مرشحة للتأهل للمربع الذهبي على حساب آيسلندا.. وكل الاحتمالات واردة

آيسلندا تراهن على الضغط النفسي لتجاوز فرنسا  - فرنسا العملاقة تخشى مفاجآت آيسلندا الصغيرة - آيسلندا تعتمد على تألق آرون غونارسون (رويترز)
آيسلندا تراهن على الضغط النفسي لتجاوز فرنسا - فرنسا العملاقة تخشى مفاجآت آيسلندا الصغيرة - آيسلندا تعتمد على تألق آرون غونارسون (رويترز)

تدخل فرنسا المضيفة الساعية إلى إحراز لقبها القاري الثالث ومعادلة رقم إسبانيا وألمانيا مباراتها مع آيسلندا اليوم على «استاد دو فرناس» في سان دوني في دور الثمانية بكأس أوروبا 2016، وهي مدركة أن مهمتها لن تكون سهلة على الإطلاق بعد العروض الرائعة التي قدمتها منافستها حتى الآن.
وتخوض فرنسا المباراة وهي مرشحة لتخطي آيسلندا البالغ عدد سكانها 330 ألف نسمة فقط وتعتبر مغمورة على خريطة كرة القدم، لكنها نجحت في تحقيق نتائج لافتة في السنتين الأخيرتين بدأتها بالتغلب على هولندا في التصفيات المؤهلة إلى هذه البطولة وساهمت بنسبة كبيرة في عدم مشاركة «المنتخب البرتقالي» في العرس القاري.
واستهلت آيسلندا النسخة الحالية المقامة في فرنسا حتى العاشر من الشهر الحالي بانتزاع تعادل مستحق مع البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو قبل أن تقصي النمسا وتنتزع المركز الثاني في مجموعتها متقدمة على البرتغال بالذات. وفي دور الستة عشر، حققت آيسلندا مفاجأة مدوية بإسقاطها إنجلترا 2 - 1 على الرغم من تخلفها بهدف مبكر.
وقارن مدافع فرنسا بكاري سانيا ما يحققه المنتخب الآيسلندي بإنجاز ليستر سيتي الذي توج بطلا للدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة في تاريخه ضاربًا جميع التوقعات خصوصًا أن المدينة الإنجليزية والدولة الإسكندينافية تضمان العدد نفسه تقريبا من السكان. وقال سانيا: «يبدو لي المنتخب الآيسلندي مثل ليستر سيتي. لقد استحق بلوغ دور الثمانية. لقد أظهر علو كعبه في التصفيات من خلال فوزه على تشيكيا وهولندا». وأضاف: «يضم المنتخب الآيسلندي لاعبين جيدين ويجب عدم الاستهانة بقدراتهم». وناشد سانيا زملاءه بعدم الانتظار حتى الدقائق الأخيرة لتسجيل الأهداف لأنه إذا كان هذا الأمر نجح في مواجهة منتخبات الدور الأول فإنه قد لا يجدي نفعًا ضد الكبار.
وكانت فرنسا احتاجت إلى هدف متأخر ضد رومانيا في المباراة الافتتاحية لتخرج فائزة 2 - 1، ثم سجلت هدفين في الوقت بدل الضائع لتتغلب على ألبانيا 2 - صفر، وسقطت في فخ التعادل السلبي أمام سويسرا في المباراة الثالثة في دور المجموعات.
وفي دور الستة عشر، تخلفت فرنسا أمام جمهورية آيرلندا بهدف مبكر قبل أن تسجل هدفين سريعين في منتصف الشوط الثاني بواسطة أنطوان غريزمان. وقال المهاجم الفرنسي غريزمان: «أداؤنا في الدقائق الأولى سيء للغاية وعلينا تحقيق تقدم في هذا الجانب لأننا لن ننجو في كل مرة».
وأكد هوغو لوريس حارس مرمى المنتخب الفرنسي أن فريقه يحتاج إلى بذل كل ما بوسعه من جهد إذا أراد الفوز على نظيره الآيسلندي في مباراتهما المرتقبة اليوم. وحذر لوريس من الاعتماد على السمعة الكروية للمنتخب الفرنسي والاستهانة بالمنتخب الآيسلندي الذي فجر مفاجأة هائلة ببلوغ دور الثمانية في البطولة الحالية التي تشهد أول مشاركة له بالبطولات الكبيرة. وأكد لوريس ومديره الفني ديدييه ديشامب، خلال مؤتمر صحافي أمس قبل مباراة اليوم، أن المنتخب الفرنسي يقدر تماما ويحترم المنتخب الآيسلندي الذي أطاح بنظيره الإنجليزي من البطولة.
وقال لوريس: «ليس كافيًا أن نكون منتخبًا كبيرًا أو أمة كبيرة في عالم كرة القدم وأن نلعب بشكل جيد لنحقق الفوز. الأمر يتعلق أيضًا بمجموعة من المعايير والقيم.. لم تعد هناك فرق صغيرة في أوروبا. درسنا المنتخب الآيسلندي جيدا ولن نفاجأ به في مباراة الغد».
ولم يكشف ديشامب عن كيفية تعويض غياب المدافع عادل رامي عن مباراة اليوم بسبب الإيقاف.
واكتفى ديشامب بقوله إن الدفع باللاعب صامويل أوميتي في مباراة اليوم لن يكون مجازفة رغم عدم مشاركة اللاعب من قبل في أي مباراة دولية مع الفريق. وأوضح ديشامب أن اللاعب «يمتلك خبرة جيدة وسبق له اللعب مع ليون الفرنسي في دوري أبطال أوروبا».
وقال ديشامب إن المنتخب الفرنسي تدرب جيدًا لمواجهة خطر التمريرات الطويلة للمنتخب الآيسلندي ولكنه لم يتدرب على تسديد ركلات الترجيح لأنه من المستحيل التفكير في هذا السيناريو.
وأشار ديشامب بهذا إلى أن فريقه يرفض فكرة الوصول بالمباراة إلى ركلات الترجيح. وعن الصعوبات التي واجهها المنتخب الفرنسي في مبارياته بالبطولة حتى الآن ومنها مباراته أمام آيرلندا في دور الستة عشر حيث قلب تأخره بهدف إلى فوز ثمين 2 / 1 في الشوط الثاني، قال ديشامب: «إنه أمر مثالي أن تبدأ وتنهي بشكل جيد». وحذر المدافع الفرنسي باتريس إيفرا أيضًا من خطورة الفريق الآيسلندي قائلا: «إنهم فريق جيد يمكنه تقديم أداء جيد وهم لم يصلوا لهذه المرحلة بالصدفة».

الضغوط على فرنسا
واعتبر مساعد مدرب منتخب آيسلندا هيمير هالغريمسون الذي يعمل طبيبا للأسنان أيضًا أن التطلعات المحدودة لفريقه ستصب في مصلحته، وقال في هذا الصدد: «هناك فارق كبير بين الضغوطات على آيسلندا وفرنسا. فبالنسبة إلى فرنسا، هي لا تستطيع خسارة هذه المباراة لأنها ستكون مأساة حقيقة بالنسبة إلى الشعب الفرنسي. لكن الشعب الآيسلندي سيكون سعيدًا بمجرد أن نقدم عرضًا جيدًا أمام الدولة المضيفة». وأضاف: «نحلم بتحقيق شيء كبير لكن يتعين علينا أن نكون واقعيين أيضًا لأننا نستطيع أن نلعب أفضل مباراة لنا ونخسر أمام فرنسا». وأضاف هالغريمسون: «أعتقد أنني أود أن تكون النهاية تماما مثل نهاية ليستر سيتي». وتابع هالغريمسون: «أستغل ليستر سيتي نقاط قوته ونحن نحاول الاستفادة من نقاط قوتنا. هناك نفس روح الفريق في الفريقين. كلنا نرغب في اللعب بروح جماعية». وتوقع يون دادي بودفارسون الذي سجل هدف الفوز في مرمى النمسا على الملعب الذي ستقام عليه مباراة اليوم في الضاحية الباريسية، أن تواجه آيسلندا صعوبة أكبر في مواجهة فرنسا منها ضد إنجلترا.
وقال في هذا السياق: «أعتقد بأن المباراة ستكون أصعب. ستلعب فرنسا بإيقاع سريع عندما تكون الكرة بحوزة لاعبيها وبالتالي سيكون الدفاع أكثر صعوبة في مواجهة هذا الأسلوب». وأضاف: «يملك المنتخب الفرنسي سرعة في الخط الأمامي ولاعبين يتمتعون بمهارات فردية كبيرة، لذلك يتعين علينا أن نكون جاهزين لمواجهة هذا النوع من اللاعبين». ويحوم الشك حول مشاركة قائد آيسلندا ارون غونارسون الذي يعاني من آلام في ظهره، لكن مدرب الفريق السويدي لارس لاغرباك توقع مشاركته في المباراة. ومن جهة أخرى فإن آيسلندا التي تعتمد على تألق آرون غونارسون يتوقع أن تواصل اللعب بطريقتها 4 - 4 - 2 وستعتمد في حراسة المرمى على هانيس هالدورسون الذي سبق له العمل في الإخراج السينمائي قبل احترافه اللعبة الشعبية في 2014.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».