بيل: «التنين الأحمر» دافعنا للانتصار

بيل أمل  منتخب ويلز - هازار ركيزة منتخب بلجيكا (أ.ف.ب)
بيل أمل منتخب ويلز - هازار ركيزة منتخب بلجيكا (أ.ف.ب)
TT

بيل: «التنين الأحمر» دافعنا للانتصار

بيل أمل  منتخب ويلز - هازار ركيزة منتخب بلجيكا (أ.ف.ب)
بيل أمل منتخب ويلز - هازار ركيزة منتخب بلجيكا (أ.ف.ب)

أشار غاريث بيل، نجم منتخب ويلز وأغلى لاعب في العالم، إلى أن رمز «التنين الأحمر» على قميص منتخب بلاده سيمنحه الدافع للانتصار، عندما يخوض الفريق أهم مباراة في تاريخه منذ نحو ستين عاما أمام بلجيكا، اليوم، في دور الثمانية لكأس أمم أوروبا.
وأبدى بيل سعادته بأن ويلز باتت المنتخب البريطاني الوحيد المستمر في البطولة، وأشاد بتكاتف جهود الجميع قبل مواجهة بلجيكا، بينما ما زالت تعاني جارتها إنجلترا من خروجها المحرج من البطولة.
وقال بيل: «سعيد للغاية لأننا آخر منتخب بريطاني في البطولة.. هذا دافع جديد لنا للتألق وإثبات التفوق بالفعل على إنجلترا، ونحن سعداء للغاية وفخورون برفع العلم الويلزي». وأضاف: «نعلم أن ويلز وصلت لدور الثمانية في كأس العالم 1958 (أمام البرازيل)، لكن منذ ذلك الحين مباراتنا الأهم هي التي نستعد لها حاليا أمام بلجيكا».
وفي رده على دافعه خلال البطولة، قال بيل الذي كلف خزينة ريال مدريد 90 مليون جنيه إسترليني (121.50 مليون دولار)، وتفيد تقارير أنه يتقاضى 250 ألف إسترليني أسبوعيا (337500 دولار) من النادي الإسباني: «التنين على قميصي.. هذا كل ما نحتاجه».
ويمكن القول إن بيل لعب دورا أكبر من أي زميل آخر في تأهل فريقه إلى دور الثمانية، فقد سجل بيل سبعة من 11 هدفا لويلز في التصفيات وصنع اثنين. وأحرز ثلاثة من سبعة أهداف سجلتها بلاده حتى الآن في البطولة، وصنع هدفا سجله مدافع آيرلندا الشمالية بالخطأ في مرماه في دور الستة عشر.
ونفى بيل ما يتردد عن أن ويلز فريق اللاعب الواحد، أو ربما فريق لاعبين، إضافة إلى آرون رامزي لاعب آرسنال. وقال بيل: «نملك لاعبين رائعين وفريقا ممتازا ووجودنا في دور الثمانية خير دليل».
وسجل بيل هدف الفوز 1 - صفر على بلجيكا في التصفيات، وهي النتيجة التي يرى مهاجم ريال مدريد أنها ستعطيهم الثقة قبل إعادة المواجهة اليوم، وقال: «هزمناهم من قبل، وأنا سعيد لذلك. إنه أهم أهدافي مع ويلز خاصة في هذا الوقت. الفوز على بلجيكا صاحبة المركز الثاني في التصنيف العالمي منحنا ثقة إضافية، وصعد بنا للمستوى الأعلى، وتطورنا بالفعل، خوض المزيد من المباريات يجعلك أفضل. كانت لحظة تحول لنا كفريق ومنحتنا ثقة ما زالت موجودة حتى الآن».

* هازار: ملعب «ليل» سيكون مكانًا للاحتفال

* أدهش الكثيرين قرار مارك فيلموتس، المدير الفني للمنتخب البلجيكي، منح أيدن هازار شارة قيادة الفريق، ولكن المهاجم الفذ أثبت أنه صاحب موهبة يرغب في وضعها موضع الاختبار، اليوم، أمام المنتخب الويلزي، سعيا منه لقيادة بلاده نحو المربع الذهبي لـ«يورو 2016».
ويتعين على هازار أن يثبت كفاءته في مدينة «ليل» الفرنسية التي شهدت انطلاق المسيرة الرياضية لهذا «الرجل الصغير»، كما يصفه دائما مدربه في المنتخب البلجيكي. وقال فيلموتس متحدثا عن هازار نجم تشيلسي الإنجليزي: «أعرف أنه لا يتحدث كثيرا، ولكنه يشرح نفسه من خلال قدميه، يجب منحه الثقة».
وأضاف فيلموتس، الذي أعرب عن ثقته بتعافي نجم فريقه من آلامه العضلية، قبل مباراة ويلز: «أعرف مدى قوته.. أنا على ثقة بأنه سيكون جاهزا تماما للعب». ورغم متاعبه البدنية، تألق قائد المنتخب البلجيكي في المباراة أمام المجر التي فاز بها فريقه برباعية نظيفة. وقالت صحيفة «جرينزايكو» البلجيكية: «المباراة كانت بمثابة حفل موسيقي رائع.. أيدن هازار كان قائد الفرقة الموسيقية، صنع هدفين وأحرز آخر». وأضافت صحيفة «لوسوار»: «قائد الشياطين كان رائعا». واستطرد فيلموتس، قائلا: «أيدن كان يرغب بشدة في الذهاب إلى ربع النهائي، ولهذا لعب بشكل جيد للغاية». وليس خفيا على أحد أن هازار يرغب في العودة مرة أخرى إلى المدينة التي شهدت في 2007 انطلاق مسيرته المزدهرة. وحاز النجم البلجيكي في عامي 2009 و2010 على لقب «أفضل لاعب شاب» في الدوري الفرنسي، ثم فاز في موسم 2011 / 2010 بثنائية الدوري والكأس مع نادي ليل.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.