عدول آيسلندا عن «التمترس الدفاعي» خدع الإنجليز

منتخب إنجلترا ظن أنه سيواجه منافسًا يعتمد فقط على الهجمات المضادة

جو هارت حارس إنجلترا يفشل في صد هدف فوز آيسلندا (أ.ف.ب)
جو هارت حارس إنجلترا يفشل في صد هدف فوز آيسلندا (أ.ف.ب)
TT

عدول آيسلندا عن «التمترس الدفاعي» خدع الإنجليز

جو هارت حارس إنجلترا يفشل في صد هدف فوز آيسلندا (أ.ف.ب)
جو هارت حارس إنجلترا يفشل في صد هدف فوز آيسلندا (أ.ف.ب)

كانت إنجلترا بحاجة لمواجهة خصوم من نوعية آيسلندا، ومع ذلك أخفقت في المواجهة. بالنسبة للمدرب روي هودجسون والفريق الوطني الإنجليزي، لم تكن هناك ثمة أعذار هذه المرة. على مدار لقاءات مرحلة المجموعات، اشتكوا من أن الخصوم كانوا يبالغون في التمترس الدفاعي، عاقدين العزم على عدم السماح بدخول أي أهداف في شباكهم، الأمر الذي قوض نقاط قوة مهاجمي إنجلترا المتميزين بالسرعة. وساد الاعتقاد على نطاق واسع بأن آيسلندا ستمثل تحديًا مشابهًا، بالنظر إلى أنها سبق وأن استماتت في الدفاع بأعداد ضخمة خلال المباريات السابقة.
ومع هذا، فإنه تبعًا لمعايير بطولة «يورو 2016»، التي اعتادت خلالها الفرق الأصغر التمترس أمام شباكها، بدأت آيسلندا المباراة بخط دفاع بسيط نسبيًا. وكانت هذه تحديدًا نوعية الخصوم التي كانت ترغب إنجلترا في مواجهتها. ومع هذا، فإنه عندما حانت المواجهة، أخفقت فيها.
في الواقع، استغرق الأمر 3 دقائق فقط قبل أن يجري اختراق خط دفاع آيسلندا بسهولة كبيرة، حيث نجح دانييل ستريدج في اختراقه من الجانب الأيمن، ورفع كرة فوق رؤوس لاعبي دفاع آيسلندا، في الوقت الذي سارع سترلينغ للتمركز خلف خط الدفاع، ما اضطر حارس المرمى هانز هالدورسون لإسقاطه بتدخل غليظ يوحي بأنه غير معتاد على مثل هذه المواقف، بعد أن أمضى مرحلة المجموعات في إنقاذ الفرص الناشئة عن تمريرات للكرة.
وبعد أن سجل واين روني هدفًا من ركلة الجزاء التي أعقبت ذلك، بدت المباراة مهيأة تمامًا أمام إنجلترا لإظهار كامل قدراتها في شن الهجمات المضادة مع تقدم لاعبي آيسلندا للضغط على إنجلترا. بدلاً من ذلك، وقع خطأ دفاعي كشف أن إنجلترا لم تضغط حقًا قط على الفريق الآيسلندي.
في الواقع، كل ما فعله لاعبو إنجلترا بالفعل لم يتجاوز مرافقة لاعبي آيسلندا بمختلف أرجاء الملعب. وبعد ذلك أطلق آرون غنارسون رمية تماس طويلة مذهلة ليخلق بذلك فرصة تسجيل جون بودفارسون هدف آيسلندا الأول بالمباراة. وبدا لاعبو إنجلترا «خارج نطاق الخدمة» تمامًا مع تقدم بودفارسون نحو مرماهم لتسجيل هدف التعادل.
وجاء الهدف نسخة طبق الأصل تقريبًا، حيث جاء من جهة اليمين، وكانت اللمسة الأخيرة هذه المرة من نصيب راغنار سيغوردسون، الذي تمركز أيضًا بالخلف. أما المذنب الرئيسي وراء هذا الهدف فهو كيل والكر. وحمل هذا الهدف بعض التشابهات مع هدف التعادل الذي سجلته روسيا في مرمى إنجلترا خلال المباراة الافتتاحية لها بدور المجموعات. وفي هذا الهدف، كان المذنب هو داني روز الذي نجح فاسيلي بيريزوتسكي في القفز لمسافة أعلى منه. وعلى الرغم من الأداء المبهر للظهيرين بنادي توتنهام، والكر وداني روز، بما يتميزان به من نشاط هجومي، فإن أداءهما داخل منطقة الجزاء الخاصة بهما يبقى غير مقنع حتى الآن.
والتساؤل الذي فرضه هدف التعادل: هل ستلجأ آيسلندا إلى التمترس أمام مرماها الآن بعدما حققت التعادل؟ في الواقع، استمرت آيسلندا في اتباع استراتيجية دفاعية بسيطة، في الوقت الذي ربما كانت فرق أخرى لتختار تركيز جهودها على التصدي للهجمات المضادة. في الواقع، دفعت آيسلندا بعدد كبير على نحو يثير الدهشة من لاعبي خط الوسط باتجاه الهجوم. وانضم الظهيران إليهم بمجرد ما كانت تسنح لهم الفرصة. وهنا، جاء هدف فوز آيسلندا بعد تحول رائع في اللعب باتجاه الظهير الأيمن بيركير سيفارسون.
هنا، بدا عجز جو هارت عن التصدي لركلة كولبين سيثورسون الواهنة الخطأ الواضح، لكن الحقيقة الأكبر وراء ذلك أن إنجلترا لم توفر الحماية لمنطقة مرماها، ما سمح لآيسلندا باللعب بوتيرة سريعة افتقرت إليها إنجلترا بوضوح. الملاحظ أن إنجلترا بدت مرارًا مكشوفة في هذه المنطقة خلال كثير من البطولات الكبرى. وبعد أن اجتازت دور المجموعات من دون اختبار يذكر في اللعب المفتوح، نسيت إنجلترا المخاوف التي سبقت انطلاق البطولة بخصوص نقاط الضعف في خط دفاعها.
الملاحظ أن إنجلترا بدأت المباراة على نحو إيجابي، وجاءت وتيرة أداء اللاعبين سريعة، وقدموا بعض الكرات الرائعة وخصوصا بمنطقة الظهير الأيسر، وهي المنطقة التي دخل منها هدفان من إجمالي 3 أهداف اقتحمت شباكها خلال دور المجموعات. وبدا أن هناك خطة محكمة تتبعها إنجلترا.
ومع ذلك، أبت آيسلندا التراجع. وبعد ساعة، جرى استدعاء جيمي فاردي الذي سرعان ما اخترق خطوط دفاع آيسلندا ليجبر راغنار سيغوردسون المتميز على – ربما - أقوى الاشتباكات على الكرة على مستوى البطولة، في محاولة لإيقاف أسرع مهاجمي إنجلترا. وكان هذا وحده دليلاً على أن آيسلندا ليست متمترسة بكامل قوتها أمام المرمى.
أما الدقائق الـ15 الأخيرة فشهدت أسوأ أداء لإنجلترا على مستوى البطولة، حيث تملكها الذعر في خط الوسط، وأساءت التعامل مع التمريرات القصيرة. وبذلك تلاشت الخطة الأساسية للعب، وحان وقت التحول للخطة البديلة التي تمثلت بالدفع بمهاجم رابع هو ماركوس راشفورد إلى اليسار. وجاء أداؤه الإيجابي الواثق ليكشف حالة التوتر التي هيمنت على أقرانه الأكثر خبرة، الذين بدوا مرعوبين من الإقدام على مخاطرة. وهنا تحديدًا كانت نقطة ضعف إنجلترا الكبرى.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».