تحقيق سري مع 9 متهمين بالتلاعب في مباريات «الأولى»

التهبيط لدرجة أدنى وقرارات شطب للاعبين ومدرب ومسؤولين.. والباطن يتأهب للصعود

الباطن سيكون المستفيد الأول من تهبيط النادي المدان بالتلاعب («الشرق الأوسط»)
الباطن سيكون المستفيد الأول من تهبيط النادي المدان بالتلاعب («الشرق الأوسط»)
TT

تحقيق سري مع 9 متهمين بالتلاعب في مباريات «الأولى»

الباطن سيكون المستفيد الأول من تهبيط النادي المدان بالتلاعب («الشرق الأوسط»)
الباطن سيكون المستفيد الأول من تهبيط النادي المدان بالتلاعب («الشرق الأوسط»)

أبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط» أن نحو 9، بين لاعبين ومدرب ومسؤولين في ناديين في دوري الدرجة الأولى، خضعوا للتحقيق أمام لجنة ثلاثية في الهيئة العامة للرياضة منذ مطلع شهر رمضان المبارك، وذلك بعد شكاوى تقدم بها أحد المتضررين يفيد بتلاعب في نتائج آخر مباراتين من منافسات دوري الدرجة الأولى للموسم المنتهي في مايو (أيار) الماضي.
ووثقت اللجنة السرية، وأحد أعضائها الدكتور خالد بانصر رئيس لجنة الانضباط في اتحاد الكرة السعودي، اعترافات الـ9 المحقق معهم بتسجيلات صوتية وفيديو، أدانتهم بوضوح فيما قاموا به.
وبحسب المصادر فإن ناديا صاعدا حديثا لدوري المحترفين السعودي، متهم بالدخول في عملية غير شرعية للتلاعب في نتيجة مباراتين، آخرهما مباراة كانت حاسمة له وأدت إلى صعوده إلى دوري المحترفين السعودي، وتحتفظ «الشرق الأوسط» باسمه دون الكشف عنه لاعتبارات قانونية.
وبحسب ما تلقته «الشرق الأوسط»، فإن محاولات ابتزاز قام بها أحد التسعة الذين خضعوا للتحقيق ضد رئيس نادٍ أدت إلى وصول الشكوى للهيئة العامة للرياضة.
وكان رئيس النادي الصاعد قد حضر للهيئة العامة للرياضة في العاصمة الرياض مساء أول من أمس، وخضع لجلسة تحقيق، علمًا بأنه حضر لمرة سابقة قبل رمضان.
وفي حال طبقت لجنة الانضباط المادة 75 من لائحتها، فإن الهبوط ينتظر النادي الصاعد لدوري المحترفين السعودي، وكذلك النادي الآخر الذي قد يجد نفسه في دوري الدرجة الثانية، فضلاً عن عقوبات بالشطب في انتظار رئيس نادٍ واللاعبين المشاركين، وكذلك الجهاز الفني الذي لديه علم بالحادثة، إلى جانب غرامات مالية تصل إلى نصف مليون ريال.
وشكلت قضية التلاعب صدمة كبرى في الشارع الرياضي السعودي فجر أمس، وطالب مراقبون بضرورة فتح الملفات في هذه المسابقة تحديدا، سيما وأن شكوكا وتصريحات عدة حضرت بقوة في آخر 10 سنوات، وأدت إلى نتائج غير مقبولة، لكنها لم تواجه كما فعلت الهيئة العامة للرياضة أمس، حينما أعلنت عن القرارات بعد تكتم شديد على القضية على الرغم من التحقيقات الجارية منذ مطلع شهر رمضان الجاري.
وأعلنت الهيئة العامة للرياضة في بيان لها في ساعة متأخرة أول من أمس الأربعاء، أنه وفق معلومات تلقتها مطلع شهر رمضان الحالي حول وجود شبهة تلاعب في بعض مباريات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، فقد بدأت الهيئة تحقيقا أشركت فيه الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأنها أنهت المرحلة الأولى من استدعاء المعنيين والاستماع لأقوالهم، وستستكمل بقية التحقيقات وتحيل النتائج للاتحاد السعودي فور الانتهاء منها لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيال ذلك.
والهيئة إذ تعلن هذا، فإنها تؤكد حرصها الكامل على حماية النزاهة والعمل بكل حزم على تحقيق منافسة رياضية نزيهة.
‏وبحسب المصادر فإن ‏الهيئة العامة للرياضة ستقوم باستدعاءات قريبا جدا لكثير من المتهمين من الناديين وآخرين، لتضاف لسلسلة استدعاءات تمت منذ مطلع شهر رمضان.
وتقوم الهيئة العامة للرياضة بالتحقيق مع المتهمين، كما أن القرارات ستطبق بحسب لائحة الانضباط في اتحاد الكرة السعودي.
ويتوقع أن تصدر القرارات خلال الأسابيع القليلة المقبلة قبل بدء الموسم الجديد المحدد في 8 أغسطس (آب) المقبل.
وكما يقول المثل العربي «مصائب قوم عند قوم فوائد»، فإن نادي الباطن الذي نافس على الصعود لدوري المحترفين تبدو حظوظه قوية في حال أدين النادي الصاعد بتهمة التلاعب بالنتائج في مباريات دوري الدرجة الأولى، وذلك بأن يكون حاضرا في دوري المحترفين السعودي.
وكان النادي الصاعد لدوري المحترفين والذي يبدو سيكون متضررا في الحادثة، قد جهز نفسه للسفر بعد عيد الفطر المبارك لإقامة معسكر في تركيا، لكنه قد يلغي الفكرة بسبب أنه سيكون خارج المسابقة، فيما حذر نادي الجيل المنافس في دوري الدرجة الأولى وبطريقة غريبة من الزج باسمه في القضية، على الرغم من أن الأنباء الرسمية لم تتضمن اسم أي نادٍ، وسط اجتهادات غير رسمية من المراقبين لقضية التلاعب.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».