القبيطة.. قصة نزوح أخرى سببها الحوثيون وجرائمهم

الميليشيات تفشل في الوصول إلى منابع النفط في وادي بلحارث في شبوة

القبيطة.. قصة نزوح أخرى سببها الحوثيون وجرائمهم
TT

القبيطة.. قصة نزوح أخرى سببها الحوثيون وجرائمهم

القبيطة.. قصة نزوح أخرى سببها الحوثيون وجرائمهم

تتواصل في محافظة لحج عمليات نزوح لعشرات الأسر من القبيطة إلى كرش ولحج، هربا من القصف العشوائي وقذائف الميليشيات؛ حيث عملت المقاومة على نصب مخيم إيواء لهم بعيد عن مناطق القصف.
وقال قائد نصر، المتحدث باسم جبهات كرش والعند، لـ«الشرق الأوسط»: «إن عشرات الأسر وصلت كرش ولحج هروبا من قصف وقذائف الميليشيات في القبيطة والوازعية ومناطق مواجهات بين محافظتي لحج وتعز».
وأوضح نصر أن قوات الشرعية قامت بنصب مخيم إيواء بعيدا عن قصف الميلشيات، وشرعت باستقبال عشرات الأسر من مناطق القبيطة، داعيا المنظمات الدولية العاملة في ترتيب وإغاثة النازحين إلى تدخل عاجل لإنقاذ الأسر الفارة عن مناطق المواجهات والتماس النار في القبيطة وتقديم الرعاية الكاملة لهم؛ حيث إنها تعيش أوضاعًا إنسانية غاية في الصعوبة، على حد قوله.
إلى ذلك، تجددت المواجهات بشكل متقطع، أمس الخميس، بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة وقوات الجيش الوطني من جهة أخرى بعد محاولات فاشلة للميليشيات في التوغل ناحية مواقع منطقة كهبوب الاستراتيجية المطلة على باب المندب وجزيرة ميون التابعة لمحافظة لحج، وذلك عقب هدوء حذر شهدته جبهات لحج خلال الـ 48 ساعة الماضية.
وأوضح أحمد عاطف الصبيحي، المسؤول الإعلامي للمقاومة الجنوبية في جبهات المضاربة وراس العارة والشريط الساحلي بالصبيحة، أن معارك عنيفة اندلعت بعد أن حاول الانقلابيون التمدد نحو باب المندب ذي الأهمية الدولية، على حد قوله، لكنها تلقت هزيمة نكراء أمام صمود أبطال المقاومة المسنودة بأفراد من لواء زايد الذي يقوده عبد الغني الصبيحي.
وأوضح أن المقاومة وقوات لواء زايد يفرضون كامل سيطرتهم على منطقهم كهبوب المطلة على ممر الملاحة الدولية باب المندب، كما تمت السيطرة على جبل كهبوب، وهو جبل شاهق كان يشكل خطرا على قوات الشرعية لتمركز عدد من القناصة فوق قمته.
وفي كرش والقبيطة، تتواصل المعارك بشكل متقطع بعد محاولات يائسة الميليشيات في إحراز أي تقدم لها على الأرض، رغم استمرار تواصل التعزيزات واستمرار القصف العشوائي على القرى والمناطق السكنية الواقعة في خط التماس النار والمواجهات بين محافظتي تعز ولحج.
وقال الناطق الرسمي باسم المقاومة بلحج رمزي الشعيبي إن قوات الشرعية بكرش تفرض كامل سيطرتها على مناطق لحج مع تعز، مشيرا إلى أن قوات المقاومة والجيش في كامل استعدادها لأي عمليات توغل للميليشيات ناحية المحافظة.
وأكد الشعيبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن جبهات الأغبرة والمضاربة وراس العارة المحاذية للوازعية التابعة لمحافظة تعز هي الأخرى تشهد مواجهات مستمرة مع ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
وأوضح الشعيبي أن الميليشيات استغلت طول فترة المفاوضات في الكويت لإعادة ترتيب صفوفها وحشد تعزيزاتها العسكرية للتوغل ناحية لحج، وشنها هجوم في أكثر من جبهة عبر حدود المحافظة ذات المساحة الشاسعة مع تعز إلا أن جميع محاولاتها منيت بالفشل.
وأكد أن قوات الجيش والمقاومة تخوض معارك عنيفة مع الميليشيات على امتداد حدود لحج مع تعز من كرش مرورا بالمضاربة وراس العارة وباب المندب.
وأبان الشعيبي أنه مهما حاولت الميليشيات حشد تعزيزاتها ومحاولاتها فتح جبهات كثيرة، فإنها لن تتمكن من تحقيق أي تقدم لها في أراضي ومناطق لحج، وأن اليوم ليس كالأمس؛ حيث باتت المقاومة والجيش الوطني يمتلكان قوة ضاربة للتصدي لأي عدوان للميلشيات الانقلابية على لحج.
وفي مديريات بيحان بمحافظة شبوة شرق البلاد، تجددت المواجهات بعد هدوء نسبي منذ بداية رمضان؛ حيث شنت الميليشيات قصفا عشوائيا عنيفا في محاولة منها لتغطية استعادة مواقع حررتها المقاومة والجيش قبل أكثر من شهر، في معارك ضارية حينها تكبدت فيها الميليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وتشهد مديريات بيحان الثلاث أوضاعًا معيشية صعبة وحصارًا خانقًا تفرضه الميليشيات على المدن والسكان المحليين، فيما يواصل وباء حمى الضنك الفتاك انتشاره بشكل مروع؛ حيث وصلت حالات الإصابة حتى آخر إحصائية لحملة مكافحة الضنك في بيحان إلى 1450 إصابة و19 حالة وفاة وفق مصادر طبية في مستشفى الدفيعة في بيحان. بدوره، أكد مساعد الحارثي، قائد قوات الشرعية بمديريات بيحان الثلاث «العلياء وعسيلان وعين»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات تواصل منذ انطلاق حربها استهداف المدن والمواطنين الأبرياء والآمنين في قراهم ومنازلهم، وهذا يعد جرائم حرب ضد المدنيين، على حد تعبيره. ودعا الحارثي منظمات حقوق الإنسان إلى متابعة ورصد ما تقوم به ميليشيا الغزو الحوثي المدعومة إيرانيا، من جرائم وانتهاكات خطيرة. وتعد مديرية عسيلان بيحان بحسب الحارثي هي من أكبر مديريات شبوة وأغنى مناطق الجنوب في الثروات النفطية والغاز؛ الأمر الذي جعل الميليشيات تستميت في الوصول إلى وادي بلحارث، أحد أهم معاقل الأسود وهو ما لم تستطع تحقيقه رغم حشدها ومحاولاتها الكثيرة والمتكررة للتوغل والسيطرة على أهم المواقع في عسيلان.
وأوضح الحارثي أنه بفضل الله ودعم التحالف العربي ثم بصمود القبائل، وتضحيات أبطال المقاومة من أبناء عسيلان وكل مديريات بيحان وشبوة والمشاركين معنا من المحافضات، لم تستطع الميليشيات التقدم نحو المنطقة، وعقب كل محاولة لهم يتم تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، مؤكدا وجود جسر منيع من أبطال القوات الشرعية للتصدي لأي محاولات تقدم للميليشيات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».