تعز: 7 ساعات من القتال تسقط 40 حوثيًا

الميليشات فشلت في الهجوم على «اللواء 35»

تعز: 7 ساعات من القتال تسقط 40 حوثيًا
TT

تعز: 7 ساعات من القتال تسقط 40 حوثيًا

تعز: 7 ساعات من القتال تسقط 40 حوثيًا

بعد ساعات من إعلان المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، تعليق مشاورات الكويت بين وفدي الشرعية والانقلابيين إلى منتصف الشهر المقبل، مع الاستمرار بهدنة وقف إطلاق النار التي لم تلتزم بها الميليشيات؛ احتدمت المواجهات العنيفة بين قوات الجيش الوطني في محافظة تعز ضد ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح في الجبهة الغربية من المحافظة. ولم تسمح قوات الشرعية بتقدم الميليشيات إلى مواقعها، إضافة إلى اغتنامها العتاد والأسلحة، بعد دحرها للميليشيات وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وبينما كانت المواجهات على أشدها في مختلف جبهات قتال تعز ومن عدة جهات، لا سيما في الجبهة الغربية، تصدت عناصر المقاومة لكل محاولات الميليشيات الانقلابية التقدم إلى الجبهة الغربية والسيطرة على «اللواء 35 مدرع» في المطار القديم والسجن المركزي.
وتجددت المواجهات بين قوات الشرعية والميليشيات الانقلابية في الجبهة الشرقية، وخصوصا في منطقة ثعبات، حيث تبادل الطرفان القصف المدفعي العنيف، إضافة إلى تجددها في شمال مدينة تعز.
وسقط في المواجهات عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين جراء استخدام الأسلحة الثقيلة والدبابات ومدافع الكاتيوشا.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري بمحافظة تعز، العقيد الركن منصور الحساني، لـ«الشرق الأوسط»: «كان يوما مشهودا في تاريخ سير معارك تعز، من حيث تلقين الميليشيات درسا لن ينسى».
وأضاف: «لقد تكبدت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خسائر فادحة بالمعدات والأرواح، ولا تزال تتكبد مزيدا حتى هذه اللحظات، وذلك بعدما شنت قصفها العنيف على مقر (اللواء 35 مدرع) في محاولة منها لاقتحامه، لكن بفضل صمود أبطال الجيش الوطني والمقاومة وطيران التحالف تم دحر الميليشيات من محيط اللواء وتدمير دباباتهم وتعزيزاتهم العسكرية».
وتابع القول: إن «الميليشيات الانقلابية أعدت عدتها في الجبهة الغربية بشكل كبير، لتقتحم المعسكر، لكنها كانت معركة فاصلة استمرت 7 ساعات، بدأت الساعة 12 ليلاً وانتهت 7 صباحًا، بعدما كانت تنوي هذه الميليشيات الانقلابية اقتحام المعسكر، وبفضل صمود الأبطال فشلت محاولاتهم وتم سحقهم».
وأكد الحساني لـ«الشرق الأوسط» أن «معركة أمس في الجبهة الغربية كانت فاجعة ويومًا أسود لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، الذين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، من حيث عدد القتلى والجرحى والخسائر الكبيرة في العتاد، إضافة إلى مقتل 40 قناصًا حوثيًا كانت الميليشيات قد أعدتهم وجهزتهم في مدرسة غراب، غرب المدينة، وتم قتلهم من خلال استهدافهم بصاروخين وقتلوا فيها جميعهم، حيث كانت الميليشيات تنوي توزيع القناصين على المباني المحيطة بمعسكر (اللواء 35 مدرع)، لكنهم لم يحققوا ذلك ولن يحققوا أي مبتغى لهم في ظل صمود الأبطال وأهالي تعز كافة».
كما أكد الحساني تدمير عدد من الآليات العسكرية الخاصة بالميليشيات الانقلابية، بينها دبابتان و4 رشاشات 23، ومخزنان للأسلحة، وطقمان عسكريان، وعدد من الآليات العسكرية، وكل ذلك كان عدة 3 أسابيع تجهز لها الميليشيات لمعركة كبيرة في تعز.
وأوضح أنه من بين العتاد الذي تم الدفع به إلى تعز، «4 دبابات عن طريق محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، محملة على قاطرات كبيرة، إضافة إلى الرشاشات لتعزيزهم في المعركة ومدافع، لكن كان هناك تحول نوعي من قبل أبطال الشرعية، وكان هناك صمود ولم تستطع الميليشيات التقدم شبرا واحدا نحو مواقع قوات الشرعية، على الرغم من الكثافة النارية والتعزيز بجميع الأسلحة للميليشيات».
إلى ذلك، شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، غاراته على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، حيث استهدف تجمعات وآليات عسكرية في شارع الثلاثين والخمسين وأسفل الدفاع الجوي، إضافة إلى استهداف تعزيزات كانت متجهة إلى «اللواء 35 مدرع» وبالقرب من مبنى الشميري ونقطة السمن والصابون، غرب تعز، حيث تجمعات الميليشيات الانقلابية.
وقال شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» إن غارات التحالف استهدفت تجمعات ومواقع للميليشيات الانقلابية في تبة الظنين، واستهدفت دبابة في نقطة الخمسين، وشنت غارة على هدف متحرك تحت نقطة الخمسين، وغارة على مدرسة بغراب، حيث تجمع الميليشيات، وعلى مخزن أسلحة بنقطة السمن والصابون.
في المقابل، طالب مجلس تنسيق المقاومة في تعز، بضرورة مضاعفة الدعم لقوات الشرعية بما يحقق فك الحصار وتحرير المحافظة من الميليشيات الانقلابية، وذلك كخطوة رئيسية لتحرير واستعادة الدولة بكاملها.
وأكد عدد من قيادات الشرعية في تعز، على ضرورة تقديم الدعم عبر نافذة واحدة ممثلة بالسلطة المحلية، وقيادة المحور، والإسراع بتنفيذ قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بدمج القوات وتنفيذ التوجيهات المتعلقة بالتجنيد في تعز، فضلا عن أهمية دعم السلطة المحلية بما يمكنها من تطبيع الحياة واستقرار الأمن واستتبابه.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.