الجبوري يقوم بأول زيارة خارجية له بعد تثبيته رئيسًا للبرلمان

التقى أمير دولة الكويت.. وقال إن العراق يحتاج إلى الدعم العربي لاجتياز محنته

الجبوري يقوم بأول زيارة خارجية له بعد تثبيته رئيسًا للبرلمان
TT

الجبوري يقوم بأول زيارة خارجية له بعد تثبيته رئيسًا للبرلمان

الجبوري يقوم بأول زيارة خارجية له بعد تثبيته رئيسًا للبرلمان

طالب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري بالمزيد من الدعم الخارجي لا سيما العربي للعراق في مواجهة تنظيم داعش. وقال الجبوري خلال لقائه أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في أول زيارة يقوم بها بعد تثبيته لرئاسة البرلمان من قبل القضاء العراقي إن «العراق يمضي بنجاح نحو الخلاص من الإرهاب، ونشعر دوما بالحاجة الماسة للمساندة والدعم الدولي والعربي لاجتياز هذه المحنة».
وبينما أكد مصدر مقرب من رئيس البرلمان عدم وجود علاقة بين قرار المحكمة الاتحادية وزيارة الجبوري إلى الكويت، فإن نواب جبهة الإصلاح أعلنوا من جانبهم أن كتلتهم البرلمانية سوف تكون الأكبر. وقال المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» طالبًا عدم ذكر اسمه إن «هذه الزيارة مقررة منذ فترة إلى الكويت وتوقيتها تزامن مع إعلان المحكمة الاتحادية بطلان الجلسة التي تمت فيها الإقالة غير الشرعية في الرابع عشر من أبريل (نيسان) الماضي»، مضيفًا أن «رئاسة البرلمان كانت مطمئنة لقرار المحكمة الاتحادية بسبب عدم وجود نصاب قانوني وهو ما قلناه وأثبتت المحكمة صحته فيما بعد».
وبشأن الفصل التشريعي القادم قال المصدر إن «الفصل التشريعي سوف يبدأ مع مطلع حيث سيتم مناقشة وإقرار كثير من القوانين التي تعطلت بسبب الأزمة السياسية التي مرت بها المؤسسة التشريعية خلال الفترة الماضية».
من جانبه، أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى صلاح الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار المحكمة الاتحادية حسم الجدل الذي استمر طوال الشهور الماضية وبالتالي فإن أية عملية لإقالة الرئاسات لا بد أن تجري وفقًا للسياقات الدستورية والقانونية التي لا يعترض عليها أحد». وأضاف الجبوري أن «الأهم هو التوجه نحو الفصل التشريعي الجديد بروح العمل الجماعي حيث هناك كثير من مشاريع القوانين تحتاج إلى إقرار في ظل أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية صعبة».
من جهتها، أكدت عضو البرلمان العراقي عن جبهة الإصلاح ابتسام الهلالي في تصريح صحافي إن «الجبهة ستكون الكتلة الأكبر داخل مجلس النواب كونها تضم نحو مائة نائب». وأضافت: «قرار المحكمة الاتحادية أعاد مجلس النواب لما هو عليه سابقًا»، مؤكدةً أن «أعضاء جبهة الإصلاح لن ينسلخوا من السياسية لكن لا يمتثلون لرئيس الكتلة وقراراته».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.