أظهرت أحدث البيانات الأميركية ارتفاع وتيرة إعادة بيع المنازل في مايو (أيار) لأعلى مستوى في أكثر من تسع سنوات، مع تزايد الخيارات أمام المشترين في ظل زيادة المعروض، في حين تشير إلى أن الاقتصاد لا يزال يقف على أرض صلبة رغم التباطؤ الشديد في نمو الوظائف في الشهر الماضي؛ وهي النتائج التي تدعم بقوة مؤشرات على حدوث انتعاشة عقارية في الربع الثاني من العام الحالي.
وقالت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين، خلال الأسبوع الماضي، إن مبيعات المنازل القائمة زادت 1.8 في المائة إلى معدل سنوي بلغ 5.53 مليون وحدة في الشهر الماضي وهو أعلى مستوى منذ فبراير (شباط) 2007. وجرى تعديل قراءة أبريل (نيسان) بالخفض إلى 5.43 مليون وحدة، من 5.5 مليون وحدة في التقرير الأولي.
وكان خبراء اقتصاديون توقعوا في مسح أجرته «رويترز» نمو المبيعات بنسبة 1.1 في المائة إلى معدل قدره 5.54 مليون وحدة الشهر الماضي. وارتفعت المبيعات 4.5 في المائة مقارنة مع نظيرتها قبل عام.
وكانت نتائج حديثة أظهرت قبل أسبوع تراجع وتيرة البدء في بناء المنازل الجديدة بالولايات المتحدة في مايو الماضي، مع انخفاض معدلات إنشاء الوحدات السكنية التي تتسع لأكثر من أسرة، لكن استمرار زيادة تصاريح البناء أشار بقوة إلى انتعاشة قد تواصل دعم النمو الاقتصادي في الربع الثاني. وقالت وزارة التجارة الأميركية في منتصف الشهر الحالي إن عمليات البدء في بناء المنازل الجديدة انخفضت بنسبة 0.3 في المائة، إلى وتيرة سنوية معدلة في ضوء العوامل الموسمية، بلغت 1.16 مليون وحدة. ولم تسجل عمليات بناء المنازل الجديدة تغيرا يذكر في أبريل الماضي، لتستقر عند 1.17 مليون وحدة.
وكان خبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا تراجع عمليات البدء في بناء المنازل الجديدة إلى 1.15 مليون وحدة الشهر الماضي.
ويظل قطاع الإسكان من دعائم الاقتصاد، إذ أضافت عمليات بناء المساكن نحو 0.6 نقطة مئوية إلى الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول، وهو أكبر إسهام من نوعه في أكثر من ثلاث سنوات.
وزادت وتيرة البدء في بناء المنازل التي تتسع لأسرة واحدة، التي تمثل الفئة الأكبر في السوق، بنسبة 0.3 في المائة إلى 764 ألف وحدة الشهر الماضي. وارتفعت وتيرة البدء في بناء هذه الفئة من المنازل في الجنوب، الذي يجري فيه بناء معظم المنازل، بنسبة 2.6 في المائة، لتسجل أعلى مستوى لها منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2007.
وقفزت عمليات بناء منازل الأسرة الواحدة في شمال شرقي البلاد بنسبة 12.7 في المائة، كما زادت في الغرب بنسبة 1.9 في المائة. لكن وتيرة البناء في الغرب الأوسط نزلت 14.7 في المائة إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر.
وهبطت وتيرة بناء المنازل الجديدة التي تتسع لأكثر من أسرة بنسبة 1.2 في المائة، إلى 400 ألف وحدة، بعدما سجلت قفزة نسبتها 11.9 في المائة في أبريل.
وزادت وتيرة استخراج تراخيص البناء بنسبة 0.7 في المائة، إلى 1.14 مليون وحدة الشهر الماضي. وانخفض معدل استخراج تصاريح بناء المنازل التي تتسع لأسرة واحدة بنسبة 2 في المائة الشهر الماضي، إلى 726 ألف وحدة، في حين ارتفعت وتيرة استخراج تصاريح بناء المنازل المتعددة الأسر بنسبة 5.9 في المائة إلى 412 ألف وحدة.
وتأتي تلك البيانات لتدعم الآمال في التحسن الاقتصادي التي ظهرت بوادرها في الشهر الماضي، حيث أظهرت البيانات أن مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة قد ارتفع بأكثر من المتوقع في أبريل، مسجلاً أكبر نسبة ارتفاع له في أكثر من ثلاث سنوات، بينما جاءت الزيادة في المؤشر الرئيسي متوافقة مع توقعات الأسواق.
فلقد أظهر التقرير الذي صدر في 20 مايو الماضي أن مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة قد ارتفعت بنسبة معدلة موسميًا قدرها 1.7 في المائة، خلال شهر أبريل، إلى ما مجموعه 5.45 مليون وحدة سكنية، مما مجموعه 5.36 مليون وحدة في الشهر السابق، وهو الرقم الذي تم تنقيحه من القراءة الأولية والبالغة 5.33 مليون وحدة.
وكان معدل توقعات المحللين يشير إلى ارتفاع بنسبة 1.3 في المائة إلى ما مجموعه 5.40 مليون وحدة. وتعتبر مبيعات المنازل القائمة أحد أهم الأدوات لقياس مدى صحة قطاع الإسكان، وهو من القطاعات القيادية الذي ترتبط قوته بقوة الاقتصاد كله بشكل وثيق.
كما أوضحت مؤشرات الشهر الماضي أيضا تسجيل مبيعات المنازل الجديدة أقوى ارتفاع شهري لها خلال 8 سنوات، مع تقدم الأسعار إلى مستويات قياسية، في إشارة إلى نمو الثقة في آفاق المستقبل. حيث قفزت مشتريات المنازل الجديدة للعائلة الواحدة بنسبة 16.6 في المائة مقارنة بالشهر الأسبق إلى مستوى معدل موسمي عند 619000. وهو أسرع وتيرة منذ يناير (كانون الثاني) 2008.
وتأتي تلك النتائج عقب نحو شهر من إعلان الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين أن مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة ارتفعت أكثر من المتوقع في مارس (آذار)، وهو ما يشير إلى أن تعافي سوق الإسكان لا يزال قويا؛ رغم علامات على تعثر محتمل للنمو الاقتصادي في الربع الأول من العام. وكانت مبيعات المنازل القائمة في مارس زادت بنسبة 5.1 في المائة إلى معدل سنوي قدره 5.33 مليون وحدة. وتم تعديل وتيرة المبيعات في فبراير بالانخفاض قليلا إلى 5.07 مليون وحدة، من 5.08 مليون وحدة في وقت سابق.
وكان خبراء اقتصاديون قد توقعوا في استطلاع لـ«رويترز» ارتفاع المبيعات بنسبة 3.5 في المائة إلى 5.30 مليون وحدة في مارس. وزادت المبيعات 1.5 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي. وشهدت مبيعات المنازل القائمة تقلبات منذ إدخال قواعد جديدة للإفصاح عن الرهن العقاري في أواخر العام الماضي.
وزادت مبيعات المنازل القائمة في المناطق الأربع في البلاد بشكل عام خلال مارس، وقفزت 11.1 في المائة في الشمال الشرقي، بينما صعدت 9.8 في المائة في الغرب الأوسط.
وتحسن تلك النتائج بشكل كبير المخاوف التي ظهرت منذ مطلع العام حول النمو في الولايات المتحدة، حيث أظهرت بيانات أميركية أشارت إليها «الشرق الأوسط» الشهر الماضي، هبوط مبيعات المنازل الأميركية القائمة بشكل حاد في فبراير الماضي، في مؤشر على متاعب محتملة لاقتصاد الولايات المتحدة الذي يبدي متانة في مواجهة التباطؤ الاقتصادي العالمي.
مبيعات المنازل الأميركية القائمة تسجل أعلى مستوى في 9 سنوات
النتائج تدعم مؤشرات انتعاش عقاري في الربع الثاني من العام
مبيعات المنازل الأميركية القائمة تسجل أعلى مستوى في 9 سنوات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة