الجيش اليمني يضع سيناريو اقتحام صنعاء.. ولواء لحماية المنطقة التاريخية

30 كيلومترًا تفصله عن مركز العاصمة.. والرئيس هادي يلتقي قيادات عليا في القوات المسلحة

جنديان إماراتيان يقومان بحراسة مطار عدن أمس (رويترز)
جنديان إماراتيان يقومان بحراسة مطار عدن أمس (رويترز)
TT

الجيش اليمني يضع سيناريو اقتحام صنعاء.. ولواء لحماية المنطقة التاريخية

جنديان إماراتيان يقومان بحراسة مطار عدن أمس (رويترز)
جنديان إماراتيان يقومان بحراسة مطار عدن أمس (رويترز)

وضع الجيش الوطني خطته العسكرية المقرر تنفيذها في عملية تحرير العاصمة اليمنية صنعاء، التي تعتمد على أكثر من أربعة ألوية لاقتحام المدينة، مع تطويقها من الناحية الشرقية والشمالية، فيما سيتكفل لواء بكامل عتاده باقتحام أمانة العاصمة، وفق استراتيجية عسكرية للحفاظ على المنطقة التاريخية.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» عن ملامح الخطة العسكرية المزمع تنفيذها من قبل الجيش الوطني الذي ينتظر أوامر القيادة العليا للجيش، التي يتوقع وفقا لمصادر عسكرية أن تكون قريباً، وذلك بعد أن التقى الرئيس عبد ربه منصور هادي، أول من أمس، قيادات عليا من هيئة الأركان في القوات المسلحة. ووفقا لهذه المعلومات، سيقوم الجيش الوطني بتحريك آلياته وقواته البشرية في وقت واحد ومن عدة محاور في جبهة نهم، وتتمركز في تومة، وبن غيلان المطلة على مطار العاصمة صنعاء، وستقوم وحدات عسكرية باختراق المطار بشكل مباشر وسريع، في حين يتقدم لواء عسكري بتطويق الـ4 المداخل الرئيسية لأمانة العاصمة من انتشار أكثر من ألف فرد من الأجهزة الأمنية التي ستقوم بعملية حفظ الأمن في المناطق التي تقع تحت قبضة الجيش الوطني.
وقبيل عملية تحرير العاصمة اليمنية سيكون هناك تنسيق مع بعض القيادات التابعة للمقاومة الشعبية في داخل المدنية، لتكون على أهبة الاستعداد بالتزامن مع عملية التحرير التي تعرف في الأوساط العسكرية بـ«ساعة الصفر»، ومع هذا التحرك ستنضم المقاومة الشعبية في خارج المدينة مع قيادات الشعبية في عملية التطهير. وقال اللواء ركن الدكتور ناصر الطاهري، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الخطة المزمع تنفيذها لتحرير العاصمة اليمنية تعتمد على كثير من النقاط الرئيسية، التي من أبرزها عملية المباغتة للمدينة، خصوصا بعد الانتصارات التي تحققت في الجبهات المطلة على صنعاء. وأضاف اللواء الطاهري، أن هناك تقدمًا مستمرًا نحو صنعاء باتجاه تومة، وعقيل بن غيلان، التي تعد بوابة صنعاء من الجهة الشرقية، ولم يبقَ لتحرير صنعاء سوى 30 كيلومترا، وهي المسافة الفاصلة التي سترتكز منها عملية التحرير للمدينة وستنطلق قوات الجيش إلى الهدف من هذه النقطة.
وأشار اللواء الطاهري، إلى أن جبهة نهم واسعة ومتعددة المحاور المتلازمة بعضها مع بعض، عمليا سيعمد الجيش الوطني، للدخول من محاور عدة، حتى لا تكون هناك فرصة لميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، للقيام بعملية التفاف على القوات الوطنية التي ستقوم بالزحف والتقدم من عدة محاور على النسق نفسه وبالقوة العسكرية نفسها وبشكل متواز وفي زمن محدد من قلب جبهة نهم إلى العاصمة اليمنية.
وسيتم تطويق العاصمة اليمنية، وفقا للواء الطاهري، الذي قال إن الجيش سيقوم بتطويق المدينة، وستتجه قوة مدربة لتأمين أمانة العاصمة للحفاظ على ما فيها، ومجرد وصول القوة إلى مداخل الأمانة التي تزيد على 4 مداخل منها طريق نهم، وطريق الحديدة، وطريق عمران، وطريق صرواح، وهي الطرق الرئيسية السعودية المؤدية إلى أمانة العاصمة، سيكون هناك انتشار واسع للجيش.
واستطرد نائب رئيس هيئة الأركان، أن القوة التي ستدخل إلى أمانة العاصمة ستتكون من «لواء» بكامل عتاده، وهناك قرابة ألف فرد من الأمن، وستتركز مهامهم على حفظ الأمن والاستقرار في المدينة، وباقي الأولوية والمقاومة الشعبية القادمة من مختلف الاتجاهات ستكون على منافذ أخرى للمدينة لإكمال عملية التحرير لباقي المحافظات، فيما ستبقى القوات الرئيسية على مداخل الأمانة حتى تستقر الأمور، بعدها ستتحرك القوة الخارجية، وتقوم بعملية التفاف وتتحرك باتجاهات أخرى.
ولفت اللواء الطاهري، إلى أن هناك قوة فعلية على الأرض داخل صنعاء، تنتظر اقتحاما للمدينة للمساندة في عملية التوغل، وهذه القوة لديها القدرة على مساندة الجيش الوطني، وستقوم بأعمال قتالية أثناء عملية التحرير، موضحا أنه مع تحرير أمانة العاصمة ستسقط على الفور ميليشيا الحوثيين وأتباعهم مع هذا التقدم العسكري، ويتوقع أن يفر الحوثيون من مقر الأمانة قبل ساعات من عملية التحرير، فيما سيتبقى عدد من القيادات التي قد تعلن انضمامها للشرعية مع دخول الجيش. وشدد نائب رئيس هيئة الأركان، على أن الجيش سيعمل على سلامة أمانة العاصمة، التي تعد منطقة تاريخية وأثرية، من أي ضربات عسكرية، أو عملية تخريب قد يحدثها الحوثيون أثناء عملية الفرار، وسينشر الجيش أفراده على جميع مساحة أمانة العاصمة، للتأكد من سلامتها وسلامة المدنيين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.