ليبيا: مجلس السراج يرسل نائبه معيتيق إلى موسكو لمنع حفتر من الحصول على السلاح

الجيش يشرح هدنة درنة وينفي إبرامه صلحًا مع المتطرفين في بنغازي

أكد محامو سيف الإسلام القذافي أمس عزمهم مطالبة المحكمة الجنائية الدولية إسقاط الملاحقات القضائية بحقه بما أنه تمت محاكمته من قبل القضاء الليبي. وفي الصورة سيف الإسلام  خلف القضبان في جلسة إجرائية في مدينة الزنتان مايو 2013 (أ.ف.ب)
أكد محامو سيف الإسلام القذافي أمس عزمهم مطالبة المحكمة الجنائية الدولية إسقاط الملاحقات القضائية بحقه بما أنه تمت محاكمته من قبل القضاء الليبي. وفي الصورة سيف الإسلام خلف القضبان في جلسة إجرائية في مدينة الزنتان مايو 2013 (أ.ف.ب)
TT

ليبيا: مجلس السراج يرسل نائبه معيتيق إلى موسكو لمنع حفتر من الحصول على السلاح

أكد محامو سيف الإسلام القذافي أمس عزمهم مطالبة المحكمة الجنائية الدولية إسقاط الملاحقات القضائية بحقه بما أنه تمت محاكمته من قبل القضاء الليبي. وفي الصورة سيف الإسلام  خلف القضبان في جلسة إجرائية في مدينة الزنتان مايو 2013 (أ.ف.ب)
أكد محامو سيف الإسلام القذافي أمس عزمهم مطالبة المحكمة الجنائية الدولية إسقاط الملاحقات القضائية بحقه بما أنه تمت محاكمته من قبل القضاء الليبي. وفي الصورة سيف الإسلام خلف القضبان في جلسة إجرائية في مدينة الزنتان مايو 2013 (أ.ف.ب)

أبلغ العقيد أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم قوات الجيش الليبي «الشرق الأوسط» أن الجيش لم يبرم أي هدنة مع المتطرفين في مدينة بنغازي كما أشيع، لكنه لفت في المقابل إلى أن الهدنة التي طالبت بها بعض الشخصيات الليبية ومشايخ وأعيان المنطقة، تستهدف إعطاء فرص للإرهابيين في مدينة درنة لتسليم أسلحتهم وذخائرهم ومعداتهم والياتهم العسكرية للقوات المسلحة الليبية.
وقال المسماري لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات خاصة إن «القيادة العامة للجيش الليبي وافقت على ذلك وأعطت فرصة لأسبوعين تبدأ من الساعة الثانية ظهر يوم السبت الماضي مع الاحتفاظ بحقنا في الرد على أي تهديد عسكري وأمني أو خرق للهدنة».
وحول الوضع في مدينة بنغازي، أوضح المسماري أن مناطق غرب بنغازي، كالقوارشة وقنفودة تعتبر تحت السيطرة بالكامل، مع وجود بعض الجيوب محدودة المكان والعدد والمعركة مستمرة.
وردا على سؤال بشأن إمكانية إعلان تحرير بنغازي تزامنا مع حلول عيد الفطر قال المسماري «المعركة متواصلة وفي أي لحظة تنتهي العملية».
وبينما واصل الفريق خليفة حفر القائد العام للجيش الليبي زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو بعقد اجتماع رفيع المستوى في مقر وزارة الخارجية الروسية، أوفد فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، نائبه أحمد معيتيق لإقناع السلطات الروسية بعدم إبرام أي عقود لتسليح الجيش الليبي الموالى لحفتر.
وكان حفتر، قد اجتمع قبل يومين بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وأمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، حيث ناقشوا طلب حفتر بخصوص الحصول على أسلحة روسية جديدة.
واعتبر الناطق باسم الجيش الليبي أن قيام معيتيق نائب السراج بزيارة موسكو في نفس توقيت زيارة الفريق حفتر يعني «محاولة منهم لإفشال الزيارة عبر القيام بمناورات سياسية».
من جهته، اجتمع أمس رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح بالعاصمة العمانية مسقط مع رئيس بعثة الأمم لمتحدة لدى ليبيا مارتن كوبلر، فيما قالت مصادر ليبية إن سلطنة عمان تسعى لإعادة تكرار إطلاق وساطتها لتقريب وجهات النظر بين صالح وغريمه السياسي نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في العاصمة الليبية طرابلس.
ونجحت سلطنة عمان في شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي في الجمع بين أبو سهمين وصالح في لقاء مثل أول مصالحة بينهما، لكنه لم يسفر عن إنهاء الخلافات العالقة بينهما.
وقال بيان لمكتب عقيلة إنه حضر اجتماعا آخر ضم وفد مشايخ وأعيان المنطقة الشرقية لمناقشة الوضع السياسي في البلاد.
إلى ذلك، هدد جهاز الشرطة القضائية الذي يتخذ من العاصمة طرابلس مقرا له، بتعليق عمله وهدد بفتح السجون بسبب جملة من الأمور قال إن من بينها نقص الإمكانات والتهميش الذي يعاني منه.
وقال الجهاز في بيان له إنه «يضع الجهات ذات العلاقة في الصورة لإخلاء مسؤوليته تجاه أي ردة فعل قد تحصل من عمليات شغب، أو هروب جماعي يقوم بها النزلاء من داخل المؤسسات، وأنه سيضطر لفتح الأبواب لهم تجنبًا لسفك الدماء والحفاظ على الأرواح، والممتلكات».
ويحتفظ الجهاز في السجون التي يديرها في طرابلس، بنحو تسعة آلاف سجين أغلبهم من عتاة المجرمين الصادرة عليهم أحكام بالسجن المؤبدة والطويلة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».