مصادر يمنية: تعليق مؤقت لمشاورات الكويت.. والعودة بعد عيد الفطر

المخلافي لأمين الأمم المتحدة: بدأنا المفاوضات بناء على المرجعيات الثلاثة

جانب من الاجتماع الذي انعقد بين وفد الشرعية والانقلاب مع الأمين العام للأمم المتحدة وولد الشيخ في الكويت أول من أمس (سبأ)
جانب من الاجتماع الذي انعقد بين وفد الشرعية والانقلاب مع الأمين العام للأمم المتحدة وولد الشيخ في الكويت أول من أمس (سبأ)
TT

مصادر يمنية: تعليق مؤقت لمشاورات الكويت.. والعودة بعد عيد الفطر

جانب من الاجتماع الذي انعقد بين وفد الشرعية والانقلاب مع الأمين العام للأمم المتحدة وولد الشيخ في الكويت أول من أمس (سبأ)
جانب من الاجتماع الذي انعقد بين وفد الشرعية والانقلاب مع الأمين العام للأمم المتحدة وولد الشيخ في الكويت أول من أمس (سبأ)

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من المفاوضين في مشاورات السلام اليمنية - اليمنية في الكويت، أن المشاورات سوف ترفع أعمالها «اضطراريًا»، نهاية الأسبوع الحالي، بمناسبة حلول إجازتي نهاية رمضان وعيد الفطر المبارك، على أن تستأنف عقب إجازة العيد من النقاط التي توقفت عندها، على مختلف الصعد. وقالت المصادر إن رفع المشاورات بصورة مؤقتة، لا يعني توقفها، بشكل كامل، وإنما «ستعمل الأطراف المشاركة في المشاورات على العودة إلى قياداتها والتشاور معها بشأن مجمل ما تم التطرق إليه ومناقشته في المشاورات منذ انطلاقها في الـ20 من أبريل (نيسان) الماضي وحتى اللحظة».
وذكرت المعلومات أن من أبرز تلك النقاط التي سيرجع وفدا الطرفين لبحثها مع القيادات، هي المتعلقة بخارطة الطريق التي يقترحها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإنهاء النزاع في اليمن.
في غضون ذلك، تستمر الجهود الأممية والدولية لإنقاذ المشاورات من الفشل، قبل أن تبدأ إجازة العيد. وذكرت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أن مسؤولاً أميركيًا بوزارة الخارجية التقى أمس وفدي المشاورات، إضافة إلى المبعوث البريطاني آلن دانكن، وذلك في سياق تكثيف الجهود، وتثبيت ما تم التوصل إليه في المشاورات لاستئنافه بعد إجازة العيد.
غير أن المصادر أكدت أن الهاجس الأبرز في الكثير من النقاشات التي تدور هو تثبيت هدنة وقف إطلاق النار، ووقف التداعي الذي تتعرض له الهدنة على يد الميليشيات الحوثية، خاصة في لحج.
وكان أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، التقى بوفدي المشاورات اللذين يمثلان الحكومة اليمنية الشرعية والانقلابيين (الحوثي – صالح)، وعبر عن قلقه الشديد إزاء استمرار الوضع الراهن في اليمن، في ظل التردي الاقتصادي، وحث الطرفين على العودة إلى التسوية السياسية، التي كانت تطبق في اليمن منذ تنحي المخلوع علي عبد الله صالح عن الحكم في 2012، وحتى الانقلاب على الشرعية من قبل تحالف الحوثي – صالح، واحتلال العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) عام 2014.
وخلال أكثر من شهرين من المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة ويشرف عليها، عن كثب، سفراء الدول الـ18 الراعية لعملية السلام والتسوية السياسية في اليمن، لم تفلح الجهود الأممية والإقليمية في إقناع وفد الانقلابيين بالانصياع للقرارات الأممية وتطبيق القرار 2216، والقاضي بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة، وظل الوفد يماطل ويطالب بتشكيل حكومة انتقالية.
إلى ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية رئيس وفد الحكومة اليمنية في مشاورات الكويت عبد الملك المخلافي، أن الحكومة اليمنية ملتزمة في السلام ولم تسع إلى الحرب.. مشيرًا إلى أن وفد الحكومة ذهب إلى مشاورات الكويت التي ترعاها الأمم المتحدة بناءً على المرجعيات الأساسية المتمثلة بقرارات الشرعية الدولية، وخصوصًا القرار 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وقال المخلافي في الاجتماع الذي حضره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمبعوث الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مع وفد الحكومة ووفد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في الكويت أول من أمس «إن التزامكم بالسلام في اليمن أمر يشجعنا نحن اليمنيين على الالتزام بالسلام، وعلى الوصول إلى اتفاق يؤدي إلى الاستقرار في بلادنا».
وأضاف: «كما تعلمون فإن التزام الأمم المتحدة بالسلام ورعايتها للتحول في اليمن منذ العام 2011 شكل خطوة مهمة في الانتقال إلى يمن جديد، في ضوء المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، والذي جاء بانتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقيام سلطة توافقية، وحصل خلالها الرئيس على أكثر من 7 ملايين صوت، وتمت زيارتكم إلى صنعاء واجتماع مجلس الأمن في صنعاء والذي يأتي تأكيدًا لدعم مرحلة انتقالية في اليمن تبني يمن جديد بناء على حوار وطني وعلى توافق للوصول إلى الدولة المدنية الاتحادية التي حددتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقيام دولة يمنية عصرية حديثة».
وأشار المخلافي إلى ما تخلل العملية السياسية في اليمن، وخصوصا قبل انتهاء مسار التسوية السياسية والفترة الانتقالية، وعندما أنجزت لجنة صياغة الدستور مشروع دستور جديد لليمن الجديد، وما شهدتها من عملية انقلاب في اللحظات الأخيرة على المسيرة التوافقية، والتسوية السياسية، والسلطة التوافقية والتي كانت الأمم المتحدة في تلك المرحلة تؤكد تأكيدها على عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه من خلال القرار 2216، والتأكيد على المرجعيات في الفترة الانتقالية ومنها المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وقال وزير الخارجية اليمني: «كانت الأمم المتحدة معنا في كل المراحل التي مرت بها العملية الانتقالية وما تعرضت له من انقلاب من قبل ميليشيا الحوثي وصالح، وأصدرت حينها الأمم المتحدة الكثير من القرارات، وأكدت على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وأكدت على إدانة معرقلي التسوية السياسية في اليمن».
وأشار المخلافي إلى أن الحكومة تعاطت بإيجابية مع كل المقترحات من خلال اتفاقيات جنيف وبيل في سويسرا.. مؤكدًا أنها ستتعاطى بإيجابية مع كل ما يطرح بناء على القرار 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الرامية إلى إنهاء الانقلاب، واستعادة المؤسسات، وتسليم السلاح، وصولاً إلى الدستور والانتخابات.
ولفت رئيس الوفد الحكومي في مشاورات الكويت إلى أن اليمن لم يعد يحتمل كل هذه الأوضاع، وقال: «لدينا الكثير من المهام والمسؤوليات التي يجب ألا نتخلى عنها، ولدينا مهمة إنهاء الانقلاب، واستعادة الدولة، وتسليم السلاح، ووقف الحرب، ونحن على التزام تام بوقفها، لأننا لم نسع إليها ولا نريدها أن تستمر، وصنع سلام شامل وفق القرارات الدولية، وخصوصًا القرار 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وسلام يدوم ويبني يمنًا جديدًا يخلق الاستقرار في المنطقة، ويزيل المعاناة التي يعاني منها كل أبناء الشعب اليمني نتيجة الانقلاب».
وأضاف المخلافي أن «الحكومة ستبقى ملتزمة بالسلام والتعاون بشكل تام مع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والذي هو محل تقديرنا وتعاوننا الدائم، وأننا في الأخير ليس لدينا إلا السلام وسنصنعه بإذن الله مهما كانت الصعوبات، وسيبقى هذا التزامنا الدائم ومع خيار السلام».
وأشار نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية إلى إطالة فترة المشاورات في الكويت.. مؤكدًا أن طريق السلام ليس طريقًا سهلاً، ولدى الوفد الحكومي الصبر الكافي والتحدي والحكمة من أجل الوصول إلى السلام الدائم والشامل في اليمن، بناء على المرجعيات الأساسية للمشاورات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.