الحكومة الفلسطينية تحذر من تداعيات العدوان على الأقصى.. والمفتي من حرب دينية

قوات إسرائيلية خاصة تقتحمه وتحقق مع مصلين بشأن اشتباكات الأحد

الحكومة الفلسطينية تحذر من تداعيات العدوان على الأقصى.. والمفتي من حرب دينية
TT

الحكومة الفلسطينية تحذر من تداعيات العدوان على الأقصى.. والمفتي من حرب دينية

الحكومة الفلسطينية تحذر من تداعيات العدوان على الأقصى.. والمفتي من حرب دينية

حذّرت الحكومة الفلسطينية إسرائيل، من تبعات مواصلة «العدوان» على المسجد الأقصى، قائلة إن المساس به هو اعتداء على الحقوق الدينية والسياسية والتاريخية.
ويتعرض المسجد الأقصى منذ يومين، لهجمات متكررة من مستوطنين أو قوات إسرائيلية خاصة، في مشهد غير مألوف في العشر الأواخر في رمضان، مما خلف مواجهات واعتقالات وإصابات بين مصلين وتلك القوات.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود: «إن العدوان على المسجد الأقصى والمساس بالمصلين، يأتي ضمن خطط حكومة الاحتلال في الاستهداف الشامل لأراضي دولة فلسطين ولأبناء شعبنا، وخصوصا استهداف المقدسات والرموز الدينية».
وشدد المتحدث الرسمي على أن المسجد الأقصى المبارك بكل ما فيه داخل السور وما يتصل به من الخارج، مسجد إسلامي يخص الفلسطينيين أهل البلاد، ويخص عامة العرب والمسلمين، حسب الحقيقة التاريخية والوضع الطبيعي والإجماع الدولي. لذلك فإن المساس به يعد اعتداء على الحقوق الدينية والسياسية والتاريخية.
وحمل المحمود الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن مواصلة العدوان على المسجد الأقصى المبارك، وعن سلامة المواطنين والمصلين المسلمين في رحابه الطاهرة.
وشهد الأقصى أمس، مواجهات حادة لليوم الثاني على التوالي، بعد اقتحامه من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية التي أفرغت المصلى المرواني من المعتكفين بعد أن حاولت ذلك الأحد وفشلت.
وقال شهود عيان، إن القوات الإسرائيلية الخاصة شرعت في التحقيق مع مصلين في المسجد الأقصى، حول الأحداث التي وقعت الأحد، مما خلف توترا شديدا انتهى باشتباكات بالرصاص المطاطي والهراوات وقنابل الصوت والغاز أصيب خلالها 30 فلسطينيا.
وكانت مواجهات مماثلة تفجرت داخل ساحات المسجد الأقصى الأحد، بعد اقتحام مستوطنين للمسجد في خرق واضح لاتفاق ضمني سابق، بعدم الاستفزاز في العشر الأواخر في رمضان.
واشتبك المصلون مع القوات الإسرائيلية بالأيدي قبل أن يتحول الاشتباك إلى أعنف، عندما حاصرت قوات الاحتلال المصلى المرواني في محاولة لاقتحامه، وأمطرت المصلين بالغاز وقنابل الصوت لإجبارهم على الخروج واعتقال بعضهم، ورد المصلون بإلقاء الأحذية تجاههم وأغلقوا الأبواب.
ولاقت الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى على مدار يومين، تنديدا فلسطينيا واسعا، قابله دعوات رسمية وشعبية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى في أواخر أيام رمضان للدفاع عنه.
وحذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى، محمد حسين، من العواقب التي ستجر إليها المنطقة برمتها، جراء تصاعد وتيرة الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك، مبينًا أن سلطات الاحتلال من خلال تصعيد وتيرة اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، «تكشف عن نياتها العدوانية تجاه فرض التقسيم الزماني والمكاني فيه، وتؤكد زيف زعمها بالتزامها المحافظة على الوضع القائم فيه».
وقال حسين «إن استمرار الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه باقتحام المتطرفين له، ينذر بحرب دينية خطيرة، إذ إن سلطات الاحتلال تمنع المصلين المسلمين من دخوله وإعماره، وتفرض عليه حصارًا مشددًا، بهدف إفراغه من رواده المسلمين، ليستفرد المتطرفون به، مستخدمة وسائل القمع المختلفة ضد المواطنين الأبرياء العزل»
كما حذرت الفصائل الفلسطينية من تداعيات الانتهاكات والاقتحامات للمسجد الأقصى، واعتبرته «لعبا بالنار ودفعا للأمور نحو التفجير».
وأكد المتحدث باسم حركة فتح أسامه القواسمي أن المسجد الأقصى «خط أحمر لن نسمح به مهما كلفنا ذلك من تضحيات».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».