نبيل العربي يأمل بنجاح خليفته في إعادة ترتيب البيت العربي

أبو الغيط يبدأ مهام عمله أمينًا عامًا للجامعة العربية

نبيل العربي يأمل بنجاح خليفته  في إعادة ترتيب البيت العربي
TT

نبيل العربي يأمل بنجاح خليفته في إعادة ترتيب البيت العربي

نبيل العربي يأمل بنجاح خليفته  في إعادة ترتيب البيت العربي

يتولى الأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، مهام منصبه كأمين عام للجامعة العربية رسميًا في الأول من يوليو المقبل. ومن المقرر أن يباشر الأمين العام عمله بلقاء كبار المسؤولين بالأمانة العامة، فيما علمت «الشرق الأوسط» أن أول الملفات التي ستوضع على مكتب أبو الغيط هو ملف التحضير للقمة العربية المقرر انعقادها في نواكشوط خلال النصف الثاني من شهر يوليو.
وكان مجلس الجامعة العربية قد انتخب في اجتماعه الأخير أبو الغيط أمينًا عامًا خلفًا للدكتور نبيل العربي الأمين العام الحالي. وأعرب العربي في حفل توديعه أمس بالجامعة عن أمله في أن يوفق خلفه أحمد أبو الغيط في قيادة مسيرة العمل العربي المشترك خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأعرب العربي عن أمله في قيادة دفة الجامعة العربية ومواصلة مسيرة إصلاحها وتطوير منظومة العمل العربي المشترك بما يلبي تطلعات وطموحات الشعوب العربية، في ظل التحديات والمتغيرات الخطيرة التي تحيط بالمنطقة.
وقال العربي في كلمته أمام حفل التوديع الذي نظمته الأمانة العامة للجامعة بمناسبة انتهاء فترة عمله إن الجامعة العربية هي مرآة لما تتفق عليه دولها الأعضاء، معتبرًا أن دورها في حل المشكلات والأزمات هو أمر يتعدى إمكانياتها، لافتًا في هذا السياق إلى أنها لا تملك سلطات المنظمات الدولية كالأمم المتحدة، التي تبذل جهودًا كبيرة حيال الأزمات في سوريا وليبيا واليمن، ورغم ذلك لم تحل تلك الأزمات.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية اعتبر العربي أن قرارات الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الفلسطينيين لم تتحقق على أرض الواقع، إلا أن هناك مؤشرات على أنه حدث إنجازات، رغم أنها لم تصل بعد للمستوى المطلوب في ظل اتساع الاعترافات الدولية بفلسطين، وتمكينها من رفع علمها في مقر الأمم المتحدة.
وأعرب العربي عن أمله في مواصلة الجهود لإنجاح المبادرة الفرنسية من أجل التوصل لحل الدولتين، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة وجود آلية تنفيذية وسقف زمني للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقدم العربي كشف حساب حول ما حققته الجامعة العربية خلال فترة توليه السنوات الخمس الماضية، مؤكدا أهمية تضافر جهود دولها الأعضاء لمكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي، منوهًا في هذا الإطار بقرار المجلس الوزاري العربي في سبتمبر (أيلول) عام 2014، وكذلك القرار التاريخي لقمة شرم الشيخ بتشكيل القوة العربية المشتركة كضرورة لحفظ السلام، والتدخل السريع في الأزمات، وتقديم المساعدات الإنسانية، وحماية الخطوط الملاحية.
كما استعرض العربي الجهود التي قامت بها الجامعة العربية حيال الأزمات في سوريا وليبيا واليمن، معتبرًا أن الانتقادات الموجهة للجامعة بالتقصير إنما هي اتهامات سطحية، حيث تواجه المنظمات الدولية نفس الاتهامات إزاء القضايا المختلفة.
كما أعرب العربي عن أمله في مواصلة جهود تطوير وإصلاح الجامعة العربية، بما فيها تعديل ميثاقها ليتم إقراره من قبل القادة العرب خلال القمة العربية المرتقبة في نواكشوط الشهر المقبل.
من جانبه، أكد السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة، حرص الأمانة العامة على تنظيم هذا اللقاء للاحتفاء بالدكتور نبيل العربي بعد خمس سنوات من العمل القومي، وسط العواصف العاتية التي اجتاحت المنطقة العربية.
وأشاد بن حلي في كلمته أمام الاحتفالية بجهود العربي في تطوير مسيرة الجامعة العربية، وتسيير المؤسسة بعقلية القاضي الحريص على تفادي الوقوع في الخطأ أو الإجحاف بحق أي فرد في المؤسسة.
وأشار بن حلي إلى أهمية مشروع تطوير الجامعة العربية الذي واصله الدكتور نبيل العربي وبدأه سلفه عمرو موسى، موضحا أن الجامعة العربية تنتمي إلى الجيل الأول من المنظمات، على غرار عصبة الأمم المتحدة، ولا بد من نقلها إلى الجيل الثاني، بتعديل ميثاقها وتحديث أساليب عملها، حتى تتمكن من استيعاب متطلبات الحاضر والمستقبل.
وعبر بن حلي عن أمله في أن يتجه الأمين العام للجامعة إلى كتابة مذكراته التي تسجل فترة زاخرة بالأحداث في المشهد العربي، قائلا إنه «من حق المواطن العربي قراءة هذه المذكرات بكل أبعادها وأسرارها وتفاعلاتها إقليميًا ودوليًا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.