البرلمان التونسي ينظر في الإطار القانوني المنظم لحالة الطوارئ

قوات الأمن تعزز انتشارها على الشريط

البرلمان التونسي ينظر في الإطار القانوني المنظم لحالة الطوارئ
TT

البرلمان التونسي ينظر في الإطار القانوني المنظم لحالة الطوارئ

البرلمان التونسي ينظر في الإطار القانوني المنظم لحالة الطوارئ

كشف لطفي النابلي، رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان التونسي، عن تحضير اللجنة البرلمانية لعقد جلسة عمل مع المستشار الأمني لرئاسة الحكومة في موعد قريب، وذلك للنظر لبحث الإعلان عن حالة الطوارئ، والخطة الوطنية لمقاومة مخاطر الإرهاب.
وقال النابلي، في تصريح صحافي أمس على هامش اجتماع لجنة الأمن والدفاع للنظر في خطة عملها للفترة المقبلة، إنه من المنتظر مناقشة الإطار القانوني المنظم لحالة الطوارئ والنظر في إمكانية وضع مشروع قانون ينظم ظروف الإعلان عن حالة الطوارئ حتى يجري تفادي أي تداخل، أو عدم فهم للحالات الأمنية التي يتم اللجوء فيها إلى الإعلان عن حالة الطوارئ. وتعمل تونس حاليا على تنظيم حالة الطوارئ، وفق مرسوم 1978 الذي أقره الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، للحد من الاحتجاجات النقابية إلى عرفتها تونس خلال تلك السنة.
وأكد النابلي أن تنظيم حالة الطوارئ بقانون واضح من حيث الإجراءات وحدود التطبيق، من شأنه أن يبعث رسائل إيجابية للسياح والمستثمرين الأجانب والمحليين من أجل تهيئة ظروف أفضل للاستثمار وبهدف النهوض بالاقتصاد التونسي.
ووفق خبراء في القانون الدستوري، فإن هذا الإجراء البرلماني يتزامن مع الأشكال القانوني الذي طرحته مسألة سحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد اعتمادا على التصويت داخل البرلمان؛ إذ أكد سياسيون في تصريحات متطابقة أن إجراء سحب الثقة لا يمكن اتخاذه في ظل حالة الطوارئ التي تعيشها تونس منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 إثر الهجوم الإرهابي على حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة، وأنه من الضروري رفع حالة الطوارئ في حال التوجه لسحب الثقة من الحكومة.
وقرر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي التمديد في حالة الطوارئ في تونس شهرا إضافيا ابتداء من يوم 21 يونيو (حزيران) الحالي. وفي السياق ذاته، عززت قوات الأمن والجيش انتشارها على الشريط الحدودي التونسي - الليبي تحسبا لتسلل عناصر إرهابية من ليبيا، على إثر تزايد أعداد الوافدين الليبيين إلى تونس عبر معبر رأس الجدير الحدودي.
وكشفت التحقيقات مع عناصر إرهابية تم اعتقالها خلال اليومين الماضين بمدينة بن قردان (جنوب شرقي تونس) عن تسلل مجموعة إرهابية من ليبيا إلى الأراضي التونسية لم يتم تحديد موقعها كانت تخطط لتنفيذ أعمال إرهابية. فيما أكدت وزارة الداخلية أن فرق مقاومة الإرهاب قد تمكنت من إيقاف عنصرين إرهابيين ينشطان بجهة بن قردان في إطار خلية دعم وإسناد ورصد تم تجنيدها من قبل إرهابي تونسي متحصن بالفرار في ليبيا.
على صعيد غير متصل، نبه خالد شوكات، القيادي في حركة نداء تونس والمتحدث باسم الحكومة، في تصريح إعلامي إلى ما سماه «خطر الانزلاق نحو أفراغ الديمقراطية الناشئة في تونس من محتواها»، من خلال إضعاف المبادرة الرئاسية المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.