جرائم تهجير جماعي في مكيراس يقودها الحوثيون

غرفة عمليات أمنية مشتركة بين عدن ولحج

عناصر قوات الشرعية يتحضرون لعمليات قتالية ضد الميليشيات في جبهة مكيراس («الشرق الأوسط»)
عناصر قوات الشرعية يتحضرون لعمليات قتالية ضد الميليشيات في جبهة مكيراس («الشرق الأوسط»)
TT

جرائم تهجير جماعي في مكيراس يقودها الحوثيون

عناصر قوات الشرعية يتحضرون لعمليات قتالية ضد الميليشيات في جبهة مكيراس («الشرق الأوسط»)
عناصر قوات الشرعية يتحضرون لعمليات قتالية ضد الميليشيات في جبهة مكيراس («الشرق الأوسط»)

قالت مصادر عسكرية في مأرب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، إن القوات الموالية للسلطة الشرعية، نجحت أمس الاثنين، في السيطرة على أربعة مواقع متقدمة في جبل هيلان الاستراتيجي عقب هجوم عنيف شنته ميليشيات الحوثي وصالح على قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. في الوقت الذي أعلنت فيه قوات الحزام الأمني والسلطات المحلية والمقاومة، استحداث غرفة عمليات أمنية مشتركة بين عدن ولحج.
وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أن مواجهات جبل هيلان استخدمت فيها مختلف الأسلحة المتوسط والخفيفة واستمرت إلى ظهر أمس الاثنين، كاشفة عن إصابة قيادي في المقاومة محمد اليوسفي والذي تم نقله للعلاج في أحد المستشفيات.
وأضافت أن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات من الجيش الوطني وبين مسلحين قبليين ينتمون إلى قبلية آل جلال في محافظة مأرب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، فجر أمس الاثنين.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت فجر أمس الاثنين بين أفراد من الجيش وبين مسلحين من آل الجلال على خلفية محاولة الجيش فرض نقطة أمنية في المنطقة ليتطور الوضع بين الطرفين إلى اشتباكات مسلحة لا تزال مستمرة حتى الآن. وأضافت أن ستة قتلى لقوا مصرعهم من قبيلة آل جلال، فيما لا يعرف عدد الذين سقطوا من الجيش الوطني.
وفي محافظة أبين جنوب البلاد، طالب مدير عام مديرية مكيراس، جنوبي محافظة البيضاء، عبد الله سمنه الشهري، منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي بالتدخل لإطلاق سراح الأسرى من أبناء مديرية مكيراس في سجون ميليشيات الحوثي والرئيس الأسبق صالح.
وقال الشهري لـ«الشرق الأوسط»: «إن على المنظمات المحلية والدولية التدخل لإيقاف الاعتقالات المتواصلة من قبل ميليشيات الحوثي وقوات صالح»، داعيًا المنظمات الدولية والمحلية إلى توثيق جرائم التهجير الجماعي لأبناء مكيراس وإخراجهم من منازلهم واحتلالها.
وكانت ميليشيات الحوثي قبل أيام أقدمت على اعتقال عدد من أبناء آل مرزوق وقرى الشهور على ذمة لغم أرضي زرعه الحوثيون.
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع عقد في منطقة بئر أحمد شمال عدن، عقب إفطار جماعي شارك فيه العشرات من قيادات المقاومة والحزام الأمني والسلطة المحلية.
وأصدر المجتمعون بيانًا تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، ومما جاء فيه: «عقدت قيادات من الحزام الأمني والمقاومة والسلطة المحلية مساء يوم السبت 25 يونيو (حزيران) 2016 اجتماعا موسعا ضم عدد من القيادات وتمت مناقشة عدد من المستجدات الأمنية الأخيرة في عدن حيث وقفت القيادات المشاركة في الاجتماع أمام عدد من القضايا الأمنية وآخرها عملية النزول التي قامت بها قوات الحزام الأمني إلى مدينتي الشيخ عثمان ودار سعد نافين وجود أي تباين في المواقف».
وأكد المجتمعون على أن موقفهم الأمني من قوات الحزام الأمني واحد وهو دعمها والوقوف إلى جانبها والسعي بقوة صوب توحيد الجهود وتنسيقها، وبضرورة إشراك جميع قيادات المقاومة والسلطة المحلية في عملية التنسيق الأمنية وبما يكفل الصالح العام.
واتفق المشاركون على تنسيق الجهود وتشكيل غرفة عمليات مشتركة والسعي إلى تأهيل جنود الحزام الأمني وتنظيم العمل الأمني بشكل كامل بما في ذلك وضع الخطط المستقبلية.
ولا تزال مناطق آل بركان مهجرًا أبناؤها، وتمنع ميليشيات الحوثي وقوات صالح عودة الأهالي إلى منازلهم بحجة أن المنطقة عسكرية، كما لا يزال الكثيرون في سجون الحوثي ولا أحد يدري مصيرهم ومكان اعتقالهم وسبب الاعتقال، كما يتم زرع عشرات الألغام في الأراضي الزراعية وتفجير الكثير من المنازل.
من جهة أخرى، ضبطت وحدة أمنية بمكافحة الإرهاب بإدارة أمن عدن مطبعتين لتزوير العملات إحداها في مديرية خور مكسر وأخرى بمدينة إنماء وسط وشمال عدن بعد البحث والتحري عن مكانهيما.
وأكد مصدر أمني بإدارة شرطة العاصمة عدن أن وحدة أمنية بمكافحة الإرهاب بشرطة عدن نفذت حملة مداهمات شملت مدينتي خور مكسر ومدينة إنماء، اللتين تم العثور بهما على أكبر شبكات لتزوير العملات واعتقال أصحابها.
وأضافت أن التحقيقات الأولية كشفت عن تورط عدد من الأشخاص في هذه القضية بينهم نساء تم إحالتهم إلى البحث الجنائي لاستكمال التحقيق معهم وتقديمهم إلى المحاكمة عقب عودتها لمزاولة أعمالها مباشرة.
كما تمكنت فرق مكافحة المخدرات بإدارة الأمن بعدن على مدار الأيام الماضية من تنفيذ حملات أمنية وضبط مروجي المخدرات الذين تم ضبطهم متلبسين وعمل محاضر استدلال وتحقيق لهم قبل إحالتهم إلى المحاكم في القريب العاجل.
وكانت وحدة أمنية تابعة لإدارة شرطة عدن تمكنت من القبض على ثلاثة من العناصر الخارجة عن النظام والقانون بعد عملية بحث وتحرٍ عن أماكن وجودها في أحد الأحياء بمديرية المنصورة، وسط عدن، وفقًا لمعلومات استخباراتية رصدتها أجهزة الأمن.
وقال المتحدث باسم شرطة عدن، عبد الرحمن النقيب، إن أجهزة الأمن نجحت في الوصول إلى المكان الذي توجد فيه العناصر المطلوبة، ومن ثم مداهمته واعتقال ثلاثة أشخاص مطلوبين أمنيًا.
مصدر أمني أكد أن حملة المداهمة هذه وفقًا لمعلومات هامة حصلت عليها أجهزة الأمن تفيد بمحاولة هذه العناصر تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف قوات الأمن ومقار حكومية أخرى.
وعلى صعيد متصل، اعتقلت وحدة أمنية بشرطة عدن مساء السبت شخصين في حي بمديرية المعلا وأحالتهما للتحقيق بعد بلاغات تلقتها أجهزة الأمن تؤكد تورطهما بزعزعة الأمن والاستقرار بالعاصمة المؤقتة عدن.
إلى ذلك، اتفقت قيادات قوات الحزام الأمني وأخرى في المقاومة والسلطة المحلية على تنظيم عمل القوات الأمنية بمدينة عدن ولحج ومناطق أخرى ويقضي هذا الاتفاق بتنسيق الجهود والعمل ضمن فريق أمني وسلطوي واحد وبما يحقق الصالح.
وفي سياق آخر، أعلن تنظيم عسكري، انطلاقه في محافظة البيضاء، وسط اليمن، بهدف قتال جماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، وقوات المخلوع صالح، متوعدًا إياهم بتنفيذ «عمليات نوعية» ضدهم.
وقال التنظيم الذي أطلق على نفسه اسم «كتائب البيضاء»، في بيان له إنه «تم الجمعة، تشكيل كتائب البيضاء تحت قيادة أبو علي الصومعي، من أجل ردع ميليشيات الحوثي، وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح».
وأضاف أن «كتائب البيضاء جزء لا يتجزأ عن مقاومة البيضاء، (الموالية للحكومة اليمنية في حربها ضد الحوثيين)»، مشيرًا إلى أنه سيتخذ «مسارا تكتيكيا وعمليات نوعية» من أجل «اجتثاث وردع مسلحي الحوثيين».
وأرجع التنظيم قرار تشكيله، إلى «تعثر» مفاوضات الكويت، والعمل على رفع الحصار الذي يفرضه الحوثيون وقوات صالح، على محافظة البيضاء وعدد من المحافظات اليمنية الأخرى.
كما يأتي إعلان التنظيم الجديد، في وقت صعّدت فيه «المقاومة الشعبية» من هجماتها بصورة غير مسبوقة، ضد «الحوثيين» و«قوات صالح»، الذين يسيطرون على محافظة البيضاء، منذ نحو عام ونصف.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.