يعتبر العام الحالي الأكثر فتكا بطالبي اللجوء الذين حاولوا عبور البحر المتوسط لأوروبا، ذلك أنه مع حلول منتصف العام الحالي بلغت أعداد القتلى قرابة 2800 ضحية، مقارنة بـ1800 في الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. كما غرق الشهر الماضي نحو ألف مهاجر في حوادث انقلاب قوارب الهجرة غير الشرعية.
وتعتبر أسباب تزايد أعداد القتلى معقدة، علما بأنه لم تحدث زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين في طرق الهجرة الرئيسية عبر البحر المتوسط من شمال أفريقيا إلى إيطاليا. لكن خلال العامين الماضيين قتل الكثير من المهاجرين رغم دفء الطقس وهدوء البحر؛ الأمر الذي يفترض أن يعزز فرص الأمان في الرحلات البحرية. وفي هذا السياق أشار فلافيو دي جيكومو، المتحدث الرسمي باسم منظمة الهجرة العالمية بإيطاليا، إلى نوع القوارب المستخدمة في نقل المهاجرين كسبب رئيسي في زيادة أعداد القتلى. وكمثال على ذلك، ففي نهاية شهر مايو (أيار) الماضي انقلب قارب من دون محرك كان يجره قارب آخر، وقتل 500 شخص على الأقل.
وأضاف دي جيكومو أنه شاهد مهاجرين يجرى تعبئتهم في قوارب خشبية لا تصلح للإبحار. بينما كانت أغلب الزوارق المستخدمة تصنع في الماضي من المطاط، وكيف لجأ المهربون من صغار السن وعديمي الضمير إلى حشر أعداد كبيرة من المهاجرين في قوارب غير آمنة، موضحا أن «هناك تنافسا بين مجموعات من المهاجرين، وهناك أطفال صغار يحاولون أن يصبحوا مهربين للحصول على المال بهذه الطريقة».
وفي هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر يستخدم الكثير من المهاجرين قوارب خشبية أكبر حجما، تستطيع حمل المزيد من الناس، ولذلك فإن انقلاب قاربين فقط من هذه القوارب الضخمة كفيل بحصد أرواح نحو 800 شخص، وفق دي جيكومو.
ولقي نحو 2500 مهاجر، غالبيتهم من إريتريا ونيجيريا وغامبيا والصومال، حتفهم هذا العام أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا. وبهذا الخصوص صرح ويليام سبيندلر، المتحدث الرسمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بأن مهاجرا واحدا بين كل 23 مهاجرا فقط يجتاز الرحلة من شمال أفريقيا إلى إيطاليا حيا.
وتنطوي الرحلة نحو أوروبا على غدر وخداع أكثر من رحلة عبور شرق البحر المتوسط التي تأخذ المهاجرين من تركيا إلى اليونان. بيد أن مئات لقوا حتفهم في الطريق الشرقي. وقد تراجع بدرجة كبيرة عدد طالبي اللجوء الذين يسيرون عبر هذا الطريق عقب توقيع الاتفاقية بين تركيا والاتحاد الأوروبي لمنع المهاجرين من القيام بتلك الرحلة. وحتى الآن لا توجد مؤشرات بأن طالبي اللجوء انتقلوا إلى طريق العبور بشرق البحر المتوسط، علما بأن غالبية المهاجرين يأتون من تركيا إلى اليونان من سوريا وأفغانستان والعراق.
والأرقام التالية تبين رحلات الهجرة عبر البحر المتوسط:
فهناك أكثر من 200 ألف لاجئ سافروا بالبحر هذا العام؛ بالإضافة إلى 7 آلاف بالبر. وقد وصل 150 ألفا إلى اليونان، ونحو 50 ألفا وصلوا إلى إيطاليا، وغالبية الجنسيات التي وصلت إلى إيطاليا كانت من إريتريا، ونيجيريا، والسودان، والصومال، وكوت ديفوار، وغامبيا، في حين كانت غالبية الجنسيات التي وصلت إلى اليونان من سوريا، والعراق، وأفغانستان، وباكستان، وإيران.
وفي العام الماضي سافر نحو 475 ألف سوري و205 آلاف أفغاني إلى اليونان. ومنذ مايو (أيار) الماضي، بلغ إجمالي من قاموا بهذه الرحلة من السوريين 75 ألفا والأفغان 40 ألفا. وفي العام الماضي أيضا سافر 12 ألف إريتري، و5 آلاف نيجيري إلى إيطاليا. ومنذ مايو (أيار) الماضي، قام نحو 6 آلاف نيجيري بالرحلة نفسها.
وبالإضافة إلى حالات الغرق، كانت غالبية الوفيات في البحر المتوسط نتيجة للاختناق، والحرائق فوق سطح المركب، وهبوط درجة الحرارة.
*خدمة (واشنطن بوست)
*خاص بـ {الشرق الأوسط}