أكد مجلس محافظة الأنبار وقوع انتهاكات واعتداءات ذات صبغة طائفية تمثلت بحرق الدور والمساجد وسرقة منازل المواطنين في مدينة الفلوجة من قبل عناصر تابعة لميليشيات الحشد الشعبي يأتي هذا، بعد تحرير أغلب مناطق المدينة من سيطرة تنظيم داعش.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار ورئيس اللجنة الأمنية في المحافظة فالح العيساوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «شهود عيان أبلغونا بحدوث جرائم وانتهاكات قامت بها عناصر تابعة لقوات الحشد الشعبي في عدد من الأحياء السكنية داخل مدينة الفلوجة بعدما تم تحريرها بالكامل من قبل قطعات الجيش العراقي وقوات جهاز مكافحة الإرهاب وأفواج شرطة الأنبار ومقاتلي العشائر الذين يقومون بالتقدم نحو المناطق التي يوجد بها مسلحو تنظيم داعش تاركين خلفهم المناطق التي تم تحريرها بالكامل من وجود المسلحين، ليستغلها من بعد ذلك العناصر التي تقوم بتلك الأعمال الإجرامية».
وأضاف العيساوي: «هناك عدد كبير من الدور والمساجد في مدينة الفلوجة تم حرقها على يد عناصر تلك الميليشيات التي رفضنا وجودها أساسا في معركة تحرير الفلوجة؛ لأننا كنا على يقين من حدوث انتهاكات سترتكب بحق المواطنين وممتلكاتهم، لذا طالبنا من القائد العام للقوات المسلحة عدم اشتراك قوات الحشد في معارك تحرير مدن الأنبار لهذا السبب، وقد أكد لنا شهود عيان قيام عناصر الميليشيات بسرقة محتويات وممتلكات المواطنين من أهالي مدينة الفلوجة بعد عمليات سلب ونهب طالت تلك الدور بدخول شاحنات كبيرة حملت أغراض تابعة للأهالي واتجهت تلك الشاحنات إلى خارج المدينة، يأتي هذا أمام مرأى ومسمع جميع المسؤولين الحكوميين والعسكريين من دون أي رادع».
وأشار العيساوي إلى أن «قطعات الجيش العراقي وقوات جهاز مكافحة الإرهاب ومقاتلي عشائر الأنبار شنوا هجوما واسع النطاق على حي الجولان، آخر الأحياء السكنية في مدينة الفلوجة التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، ويعتبر هذا الحي هو الأكبر بين الأحياء السكنية في المدينة وأقدمها، وتجد القوات الأمنية المحررة صعوبة بالغة في التوغل داخل حي الجولان؛ بسبب ضيق الطرقات فيه لقدمها، وكذلك وجود أكثر من 175 عائلة ما زالت محاصرة في ذلك الحي يستخدمها التنظيم دروعا بشرية، ويقع حي الجولان في الجانب الشمال الغربي لمدينة الفلوجةن وهو أكبر الأحياء السكنية في المدينة».
في هذه الأثناء، كشف سياسيون أنهم سلموا رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ملفا كاملا يوثق ارتكابات لأفراد من «الحشد الشعبي» من أعمال قتل وحرق ونهب لممتلكات المواطنين، مؤكدين أن العبادي لم يستجب لهم، وكان وجهاء وعشائر محافظة الأنبار قد اتهموا «الحشد الشعبي» بتنفيذ هذه العمليات.
وقال الشيخ يحيى السنبل، أحد وجهاء عشائر الأنبار، إن «الفلوجة لا تختلف عن جرف الصخر، ومدينة بيجي، ومحافظة صلاح الدين في الانتهاكات التي جرت بحق الإنسانية».
وأضاف السنبل أن «العمليات التي تجري في الفلوجة، هي لتدمير المدينة، وكل أسباب الحياة الكريمة، وذلك لمنع عودة الأهالي إلى منازلهم». وأشار إلى أن «هذه العمليات جميعها تقوم بها ميليشات الحشد الشعبي، وأن الهدف الأساسي لإيران هو تدمير المنطقة بأكملها بأيدي الحشد»، لافتًا إلى أن «الحكومة العراقية الحالية التي يترأسها العبادي هي صنيعة إيران»، على حد قوله.
من جانب آخر أكدت عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار النائبة لقاء وردي وجود عناصر تابعة لقوات الحشد الشعبي دخلت إلى مدينة الفلوجة تحت غطاء قوات الشرطة الاتحادية وقامت بعمليات حرق وسلب وقالت وردي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها عناصر تابعة للحشد الشعبي إنما هي تنفيذ لأجندات خارجية تهدف إلى عرقلة عودة أهالي مدينة الفلوجة إلى مناطقهم».
مجلس الأنبار: الحشد يرتكب انتهاكات طائفية في الفلوجة
العيساوي أكد قيام الميليشيات بحرق عدد كبير من الدور والمساجد وسرقة محتويات وممتلكات المواطنين
مجلس الأنبار: الحشد يرتكب انتهاكات طائفية في الفلوجة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة