نصر الله يقر بمقتل 26 مقاتلاً من «حزب الله» وفقدان آخرين في معارك حلب

قال إن حزبه يتلقى الأموال من إيران

نصر الله يقر بمقتل 26 مقاتلاً من «حزب الله»  وفقدان آخرين في معارك حلب
TT

نصر الله يقر بمقتل 26 مقاتلاً من «حزب الله» وفقدان آخرين في معارك حلب

نصر الله يقر بمقتل 26 مقاتلاً من «حزب الله»  وفقدان آخرين في معارك حلب

أقر الأمين العام لما يسمى «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله أمس، بمقتل 26 مقاتلا من قواته في سوريا، وأسر مقاتل وفقدان آخر، قائلا: «إن المعركة في محافظة حلب في شمال سوريا هي (المعركة الاستراتيجية الكبرى) في سوريا»، متعهدا بزيادة قواته فيها.
وبعد تأكيده على وجود كبير لما يسمى «حزب الله» في محافظة حلب؛ حيث يخوض منذ أسابيع معارك عنيفة ضد الفصائل الإسلامية، قال نصر الله في خطاب لمناسبة الذكرى الأربعين لمقتل قائده العسكري مصطفى بدر الدين في سوريا: «لدينا مسؤولية تتمثل بالمزيد من الحضور في حلب، نحن سوف نزيد من حضورنا في حلب، المطلوب من الجميع أن يحضر؛ لأن المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى هي المعركة في مدينة حلب ومنطقة حلب».
واتهم نصر الله الولايات المتحدة الأميركية بطلب الهدنة في سوريا بهدف دعم قوات المعارضة السورية، زاعما أنه «في حلب هناك حرب كونية وقف بوجهها الجيش السوري والحلفاء ومنهم المقاومة بكل بسالة وشجاعة، وأفشلت تنفيذ المشروع الأميركي، وقد تم تحقيق إنجازات ضخمة في تلك المنطقة لدرجة أن المحور الآخر كاد أن ينهار، ولذلك تدخلت واشنطن وطلبت الهدنة كي تعمل على إعادة دعم المجموعات الإرهابية».
واتهم نصر الله المصارف اللبنانية بـ«الاعتداء على الناس وأرزاقهم»، قائلا إن حزبه «لن يسمح بهذا الاعتداء». وقال في موضوع العقوبات الأميركية على المصارف اللبنانية التي تتعامل مع ما يسمى «حزب الله»: «منذ البداية كان هناك لدينا كلام واضح بأننا نرفض هذا القانون لأسباب كثيرة»، وذكر أن «البعض في لبنان يعمل لترويج أن (حزب الله) ينهار ماليا وهذا غباء وطفولية». وتابع: «حتى لو طبقت المصارف اللبنانية وبالغت في ذلك فبالنسبة إلينا ليس لدينا مشاريع تجارية أو مؤسسات استثمارية كي تتعطل عبر البنوك»، أكد أن «كل الأمور المالية لـ«حزب الله» تأتي من إيران وليس عن طريق المصارف، وكما وصل إلينا الصواريخ التي نهدد بها إسرائيل يصل إلينا المال».
ودعا نصر الله إلى «عدم استهداف الناس والضغط عليها»، وقال: إن «بعض المصارف في لبنان ذهبت بعيدا في ذلك، وكانوا ملوكا أكثر من الملك وذهبوا للضغط على مؤسسات لم يطلب الأميركي الضغط عليها أصلا»، سائلا: «هل هذا عمل إنساني أم أنه عمل مصرفي ويحمي المصارف أم أنه اعتداء على الناس وأرزاقهم؟ هل هذا قانون وسيادة ووطنية أم هذا استغلال سيئ واعتداء على عائلاتنا وأهلنا؟». وأكد قائلا: «نحن لن نقبل ولن نسمح بهذا الاعتداء»، لافتًا إلى أنه «منذ اليوم البلد فتح نقاشا موضوعيا مع المعنيين على هذا الصعيد والحوار ما زال مستمرا وهناك مسار إيجابي؛ لأننا حريصون على البلد والاقتصاد».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».